واحد حلوم... وواحد فلافل طحينة!
إنّ كمية الجهد الذهني المبذول في عمليات الاتصال والتواصل والاختيار والانتقاء من أجل طلبات المطاعم والوجبات الصباحية وإعداد البوفيهات في المؤسسات الحكومية، لو بُذل نصف هذا الجهد على الاتصال والتواصل بين هذه المؤسسات ببعضها بعض من أجل مشاريع مشتركة... لكنا اليوم في مكان آخر.
وقبل أن يخرج لي قارئ تسيل الطحينة على طرفي شفتيه، ويأخذ بتلابيبي قائلاً «شنو يعني ما تبينا نتريق... روح شوف اللي يبوقون الديرة!!؟» فأنا أقسم لك بالله إني أعلم أنك تعمل في بيئة عمل غير محفزة ولا تراك أو ترى أفكارك، وأن كل ما تستطيع أن تفعله بكامل حريتك هو أن تختار بين المطاعم وأصناف «المينو» لذلك أتمنّى لك العافية... بالعافية عليك وعلينا الحلوم والفلافل.
في الواقع، بالعافية علينا واقعنا الذي نعيشه من تأخر... صحيح أنني لا أدري تحديداً نحن في ماذا متأخرون، ولكني أعلم أن هناك حالة إجماع من المواطنين أننا متأخرون... وأرانا وأسمعنا ونحن نقارن أنفسنا بمن حولنا، نقارن أنفسنا ولكننا لا ندري على ماذا نقارن، لأننا لا نملك اتجاهاً سوى اتجاه الماضي، ومواضيع الماضي، وخلافات الماضي، وتصنيفات الماضي، وقصص الماضي...
بالتأكيد يا سيدي، أنت المواطن البسيط الجميل، لست سبب كل ذلك... المشكلة أننا فعلاً لا ندري ما المشكلة، لأننا لا نملك اتجاهاً، سوى اتجاه الماضي، ومواضيع الماضي، وتصنيفات الماضي... وأحسن الكلام ما كان قليله يغنيك عن كثيره، وقبل أن يعيد المقال نفسه ويدور حول فكرته، دعونا نرفع أيدينا إلى السماء في هذه الأيام، ونسأل الله أن تنزل العدالة على هذا الوطن كما نزلت يوماً على استاد «باليرمو».
ونسأله أن يلهمنا الاتجاه والتوفيق في السير والمسير، ليس من أجلنا، بل من أجل أبنائنا ومستقبل هذا الوطن... أما نحن فقد اكتفينا «بواحد حلوم وواحد فلافل طحينة» وفي انتظار زيادة الرواتب.
وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.
moh1alatwan@
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق