السبت، 11 مايو 2024

ماجد فرج.. “وكيل للموساد” يقود مخابرات عباس وينافس على خلافته

ماجد فرج.. “وكيل للموساد” يقود مخابرات عباس وينافس على خلافته


تقرير إعداد
سمير يوسف

رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”

على غير عادة نظرائه حول العالم، يسعى رئيس مخابرات فلسطين اللواء ماجد فرج إلى إعلان وجوده إعلاميا، ومحاولة إثبات سيطرته على أرض الواقع، في خطاب سياسي أقرب ما يكون للدعاية الانتخابية.

ومنذ تأسيس السلطة الفلسطينية، لعب ماجد فرج أدوارا عديدة. وخلال السنوات الأخيرة، باتت تصريحاته تتصدر عناوين الأخبار محليا وعربيا. رغم أن أحاديثه الشعبوية لا توحي بطبيعة مهماته الاستخباراتية، أو أدواره في التنسيق الأمني مع إسرائيل.

ومع الوقت، أصبح فرج شخصية بارزة في المشهد الفلسطيني، وبات مرافقا شبه دائم لرئيس السلطة محمود عباس. كما تحول إلى “حاكم فعلي” في كثير من الملفات، بفعل نفوذه الواسع، الذي اكتسبه من التنسيق الأمني، ولقاءاته العديدة مع قادة دول عربية وغربية.

ومع كل ذكرى سنوية لاتفاقية أوسلو الأولى، الموقعة مع إسرائيل عام 1993، وذكرى تأسيس السلطة الفلسطينية في 1994، يتكرر الحديث عن اللواء ماجد فرج كأحد إفرازاتهما، وإمكانية خلافته محمود عباس، وأخيرا حديث الاحتلال عن تنصيبه حاكما على قطاع غزة.

هذه الأدوار والسعي للظهور، رافقهما حملات تكاد تكون منظمة، للدفاع عنه أمام اتهامات إعلامية في العديد من الملفات، أو للمطالبة بتوليه مسؤوليات أعلى في السلطة الفلسطينية. حتى أن مؤيديه لم يعودوا يذكرونه باسمه، بل بلقب “الباشا”.

ظهر اسم مدير جهاز المخابرات العامة الفلسطيني ماجد فرج في تسريبات جديدة ضمن “معركة خلافة” رئيس السلطة محمود عباس (87 عاما).

ونهاية ديسمبر/ كانون الأول 2022، انتشر بمواقع التواصل الاجتماعي تسريب صوتي منسوب لـ”حسين الشيخ”، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أبرز خليفة محتمل للرئيس عباس، ما أثار جدلا كبيرا.

وأظهر التسجيل غضب الشيخ من عباس وفرج، وتهجمه عليهما، متهما رئيس السلطة بـ”المشاركة في الفوضى الحالية والاستفادة منها”.

وفي تسجيل آخر، هاجم الشيخ، فرج، متسائلا عن سبب وجوده في قطاع غزة وسط حوار بين مصر وحركة فتح.

وأضاف متحدثا عن فرج: “ما حد عبّره في كل غزة (..) ومش بدك المزبوط، عليّ الطلاق ما عنده شيء”.

كما أبدى الشيخ غضبا، وفق التسجيل، من اصطحاب عباس، فرج معه بالطائرة إلى إحدى الزيارات الخارجية.

وأردف: “لما عرفت إنه ماخد ماجد معه بالطيارة قررت إني ما أروحش، عشان أقلك الحقيقة، على إيش ماخذ ماجد فرج معك”.

ويُسمع في التسجيل شتائم نابية وجهها الشيخ لكل من عباس وفرج.

وبات التسريب حديث الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، خاصة بعد أن سارع الشيخ للتوضيح بأنه مفبرك ويهدف للإيقاع بينه وبين وزير المخابرات ماجد فرج.

ماجد فرج..وكيل للموساد

ولد ماجد فرج عام 1962، وهو من سكان مخيم الدهيشة للاجئين جنوب بيت لحم وينحدر من قرية “راس أبو عمار” المحتلة عام 1948 بقضاء القدس.

والده علي كان عامل بسيط استشهد خلال اجتياح قوات الاحتلال لمدينة بيت لحم عام 2002.

كما رحل شقيقه أمجد وهو في أواسط الثلاثينيات من العمر بعد أن كابد مرضا عضالا وكان أحد كوادر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأمضى أكثر من 6 سنوات في المعتقلات.

ودرس فرج في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في الدهيشة واعتقل في بداية المرحلة الثانوية لعام ونصف العام، بحسب ما أوردت سابقا وكالة معا القريبة من السلطة الفلسطينية.

وتوالت الاعتقالات وتكثفت في سجون الاحتلال وقتها، وكان فرج من أوائل المعتقلين في سجن الفارعة كما اعتقل في سجون الظاهرية والمسكوبية والخليل ونابلس وعتليت والنقب.

وبحسب الوكالة، وصل مجموع عمليات اعتقال فرج إلى أكثر من 15 مرة ليمضي إجمالا حوالي 6 سنوات في السجون الإسرائيلية.

وحصل فرج على شهادة البكالوريس في الإدارة من جامعة القدس المفتوحة، وكان من مؤسسي لجان الشبيبة الذراع النقابي والجماهيري لحركة فتح، التي حظرت عام 1987.

كما كان من قيادات الانتفاضة الأولى عام 1987 وجرى تسميته في اللجان السياسية قبيل اتفاق أوسلو عام 1993، بحسب وكالة معا.

والتحق فرج مع قدوم السلطة، بجهاز الأمن الوقائي صاحب السمعة السيئة كمدير لأكثر من محافظة مثل دورا وبيت لحم.

ووفق الوكالة، جرى تعيينه مديرا لجهاز الاستخبارات العسكرية عام 2006 وكان من ركائز “إدارة وضبط الفلتان الأمني”، في إشارة إلى عمليات المقاومة والمواجهات مع الاحتلال.

كما كان من ضمن اللجنة الثلاثية لحركة فتح في الحوار مع حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في القاهرة، ضمن جولات المصالحة الفلسطينية.

وفي سبتمبر/ أيلول 2009، كلف الرئيس محمود عباس، ماجد فرج برئاسة جهاز المخابرات العامة، أكبر الأجهزة الأمنية الفلسطينية خلفا لرئيس الجهاز السابق اللواء محمد منصور أبو عاصم.

وأصبح فرج بذلك رابع مدير للجهاز منذ نشأة السلطة الفلسطينية عام 1994، بعد أمين الهندي وتوفيق الطيراوي ومحمد منصور.

هكذا أنجز ماجد فرج ومخابراته مهمة نقل يهود اليمن لـ”إسرائيل”

حصلت وكالة “فلسطين الآن”، على تسريبات من ضابط كبير يعمل في جهاز المخابرات العامة، حول تورط اللواء ماجد فرج وجهاز المخابرات الذي يرأسه في عمليات نقل يهود اليمن إلى “إسرائيل”.

وفجر ضابط المخابرات الفلسطينية مفاجأة من العيار الثقيل حول “تورط الجهاز في عمليات مدفوعة الأجر خلال الأعوام الماضية بالتنسيق مع استخبارات الاحتلال وبأوامر مباشرة من أمريكا.

تفاصيل العملية

وحول مجريات العملية التي أشرف عليها جهاز المخابرات العامة، قال الضابط: “على عكس المتداول فإن العملية كانت متقطعة وعبر مراحل وليس مرة واحدة حيث كان يغادر في كل فوج العشرات مرة 17 ومرة 19 ومرة 23 وكلها ارقام فردية ولا أعلم السبب في اختيار الرقم الفردي وبلغت عمليات النقل والتهريب ذروتها عام 2016 للمهاجرين من يهود اليمن الذين مروا بثلاث دول بجوازات فلسطينية للاستخدام الخارجي جرى صرفها بمعرفة المخابرات الفلسطينية وبها دخلوا الأردن كواحدة من محطات العبور ومن هناك إلى تل أبيب في إحدى الأفواج التي سربتها الصحافة حينها”.

ولفت إلى أنه “حتى الآن لم تكشف إسرائيل طريقة وصولهم وأسماء الجهات التي ساعدتهم في تنفيذ العملية باستثناء الأمريكان، ولكن عام 2016 وتحديدا في شهر مارس أو أبريل لا أذكر بالضبط جرت إحدى عمليات النقل الأشد تعقيدا لصعوبة الأوضاع على الأرض في اليمن في ظل حرب التحالف العربي مع الحوثيين”.

وأكد الضابط الفلسطيني لـ”فلسطين الآن”، أنه جرى في هذه العملية “تأمين الحاخام سليمان دهاري مع عائلته الذي أحضر معه نسخة قديمة من التوراة تعود إلى 800 عام وقدمها لبنيامين نتنياهو بالإضافة إلى لفيفة سفر الملكة استير التي تم تلاوتها في عيد المساخر بعد أيام من وصولهم”.

“المعبر المعقد”

وبين أن “إسرائيل أطلقت على عمليات النقل المتسلسلة عام 2016 اسم “المعبر المعقد” وهو ما لم يكن يمكن أن يتم لولا تدخل المخابرات الفلسطينية وبذريعة إنسانية أمام الأمريكان ولكن جرى قبض ثمنها المالي فورا بمعرفة اللواء ماجد فرج وكان ذلك في السنة الأخيرة لرئاسة باراك أوباما”.

وأوضح أن “إجمالي اليهود الذين ساهم جهاز المخابرات بنقلهم يتعدى 200 يهودي يمني على مدار ثلاث سنوات ونصف ولكن هذا القرار يتحمل مسؤوليته اللواء ماجد فرج والعميد ناصر عدوي بالدرجة الثانية”، مبينا أن العملية “استغرقت وقتا كبيرا لإنهاء الترتيبات التي كانت فيها المخابرات الفلسطينية تقف على كل التفاصيل وباسم القضية الفلسطينية للأسف”.

عملية قذرة

ويصف المصدر هذه العملية بـ”القذرة”، ويرى أن “المخابرات الفلسطينية ما كانت ستتورط في هذا النوع من العار لو كانت رئاسة الجهاز وطنية”.

وقال: “القيادة المشبوهة الحالية التي يديرها اللواء ماجد فرج ومعه بعض الفاسدين مثل ناصر عدوي مستعدة لفعل ما هو أكثر من ذلك لأنهم يعتبروها دليل قوة ونفوذ لهم، حتى أن من يجلس مع ناصر عدوي ويستمع له في بيت لحم ورام الله عندما يتحدث في الجلسات الاستعراضية يشعر أنه يعمل مع الباشا في إدارة وتوجيه دائرة الرئيس نفسه أو أنه يدير خلية إدارة الشرق الأوسط كله وأنه مسئول مع اللواء ماجد فرج في وضع وتصميم خرائط دول العالم أحيانا فهؤلاء مرضى”.

ووجه الضابط في جهاز المخابرات العامة نصيحة لكافة الضباط في الجهاز بأن عليهم “عدم تلويث سمعتهم والتورط في قضايا غير وطنية بحجة تنفيذ التعليمات لأن اللواء ماجد فرج سوف يدفع الثمن في أقرب فرصة يكون فيها تغيير ولا يوجد له مستقبل مع حاشيته الفاسدة في المرحلة المقبلة فالشعب الفلسطيني لن يقبل طي الصفحة دون حساب” كما قال متوعدا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق