الخميس، 12 سبتمبر 2024

قراءة في تصريحات «ترامب وهاريس»

 قراءة في تصريحات «ترامب وهاريس»


عبد المنعم إسماعيل
كاتب وباحث في الشئون الإسلامية

يعيش العالم خلال الشهور القادمة الانتخابات الرئاسية لدولة البغي العالمي حامية وحارسة الجاهلية الصهيونية الإسرائيلية وداعمة التمدد الخميني على الأرض العربية لخدمة المشروع الإسرائيلي إنها الانتخابات الأمريكية والتي يتنافس فيها مرشحا الحزب الجمهوري والديموقراطي ترامب وكاملا هاريس وهنا بحول الله نحاول الوقوف على التصريحات

المتبادلة لخدمة المشروع الإسرائيلي المعادي للتاريخ والواقع والمستقبل للدول العربية والإسلامية بشكل عام.

كيف انفردت الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة العالم؟

لقد خسرت البشرية بجميع شعوبها بل سددت فاتورة التبعية من دماء الشعوب حين تنازلت الأمة الإسلامية عن صدارتها للمشهد العالمي وتعيش مهمتها الربانية التي تكمن في ثلاث اهداف ربانية أعلنها الصحابي الجليل ربي بن عامر لرستم زعيم الفرس وهي:

المهمة الأولى: لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العالمين

المهمة الثانية: نخرج الأمة من جور الأديان إلى عدل الإسلام

المهمة الثالثة: نخرج الأمة من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.

..

وكانت هذه الثلاثية هي وقود عقول الفاتحين المسلمين الصحابة رضوان الله عليهم ومن تبعهم بإحسان الأمويين الذين فتحوا الدنيا وادخلوها في خلافة الإسلام الرشيدة العادلة والعباسيين صناع الحضارة والعثمانيين الذين كسروا أنف الغرب الاوربي وفتحوا القسطنطينية عام 1453ميلادية.

عندما كانت هذه الثلاثية هي وقود ومادة البناء العقدي والفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي والأخلاقي للأمة كانت في عز وتمكين ورفعة نتج عنها كسر جاهليات الشرق الفارسي والغرب الصليبي وتكونت حضارة اسلامية ظهر من خلالها طبيعة المنهج الرباني وأخلاقيات المسلمين بصفة عامة حتى وصفت بنت المقوقس زعيم مصر فقالت بعبارة تكتب بماء الذهب على جبين الزمن. أن البنت تخشى على عفتها من ابيها قبل أن تخشى على عفتها من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.

وهنا الفارق الرباني الذي ظهر في أخلاق الصحابة رضوان الله عليهم في مواجهة فساد الكنيسة وضلال الكتاب الغير مقدس وهوس الرهبان بجاهلية صكوك الغفران الوثنية في أصل كيانها إلى فرعها المعاصر وهو كهنوت النظام المسيحي الذي يسيطر على عقلية صنم الكاثوليك ووثن الأرثوذكس وهبل البروتستانت وجميعهم سدنة الجاهلية المؤسسة لبغي الغرب عامة والإدارات الأمريكية بشقيها خاصة.

..

خط الانحراف وظهور الفاشية الصهيونية:

لم تظهر الفاشية الصهيونية المعاصرة فجأة بلا أسباب وكوارث وقعت فيها الأمة العربية والإسلامية لذا وجب علينا إدراك خط الانحراف الذي سقطت فيه الأمة وهو :

أولها وأخطرها: الانقلاب على فهم وخيارات  وثوابت ومنهج الصحابة رضوان الله عليهم ليتكون خطر النزاعات الداخلية التي نتج عنها دخول السفهاء في النزاع مع سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه حتى قتلوه شهيدا ليتم التأسيس لبذرة الخوارج المدمرة لكيان الدول لأنها تمهد الطريق لتفتيت الكيانات والأمة في تيه الصراعات المهلكة ثم السقوط في تيه المكر السبئي الذي صنعه عبد الله بن سبأ عليه لعنة الله بفكرة الغلو الرافضي أو الباطني القرمطي أو الصوفي المختل قبوريا حتى تم تدمير البنية العقدية للأمة فانقسمت حول قبور الصالحين وعقول العلمانيين وهوس الطائفيين.

..

ثانيها: تفكك البنية المجتمعية للأمة العربية والإسلامية بالسقوط في تيه الولاءات والقوميات التي صنعها سايكس بيكو ثم قبول هوس الصراعات والنزاعات داخل الدول العربية والإسلامية حتى صنعت فيها ما لم يفعله الاحتلال المباشر وفي النموذج السوري واليمني والعراقي الذي تعرضت فيه الدول إلى طوفان المد الخميني الهندوسي في الأصل برعاية صهيون صليبية ظاهرها العلمانية الأمريكية وباطنها الجاهلية اللادينية كما تخطط لها غربان السياسة الأمريكية بنجاحها الديموقراطي والجمهوري اللذان يشكلان الخطر الوجودي على الأمة العربية والإسلامية فالخلاف بينهما خلاف على وقت ذبح الأمة العربية والإسلامية أو تفتيت كيانها للسيطرة والهيمنة عليها عن طريق الطابور الخامس الساعي نحو صناعة الفوضى الهدامة بعد ضرب الكتل الصلبة في الأمة .

..

طريق الخلاص من المشاريع الجاهلية:

أولا: لسنا ممن يدافعون عن بغي أو فساد أو ظلم علماني أو باطني أو هوس بدعي تكفيري أو خلل لمجرد له راية إسلامية هكذا زعم فالباطل باطل أينما كان وحيثما ظهر ولنا في نصوص القرآن الكريم التي علمتنا بيان القران للرسول صلى الله عليه وسلم مع كونه محمد صلى الله عليه وسلم وحوله الصحابة رضوان الله عليهم.

ثانيا: إن المسلم العاقل يدرك فقه الموازنات بين الخير والأخير منه والشر والأشر منه مع القيام بما يجب علينا تجاه الإسلام والسنة والأمة بعيدا عن واقع أصحاب الجحيم لأننا يجب علينا مقاومتهم حال السلم وحال الحرب لأن الشيطان الأمريكي لن يترك مكانه في دركات الجحيم الابليسي المعادي للإسلام بل يجب علينا لزوم العبودية الفاعلة لمقاومة مشاريع العداء للأمة سواء صهيونية أو صفوية خمينية أو داعشية وظيفية مدمرة أو علمانية معادية للشريعة أو صوفية جاحدة للسنة النبوية الشريفة.

..

ثالثا: ماذا تنتظر الأمة من حزبا تدمير الأمة العربية والإسلامية؟

من الذي قاد الحرب على العراق والشام؟

من الذي دعم الوجود الصهيوني في فلسطين؟

من الذي دعم الغزو الصهيوني لبلاد الأفغان؟

من الذي صنع الفقر في بلاد العرب والمسلمين ليسقطوا في تيه التبعية أليست أمريكا ومن عاش أسيرا لها عقود من الزمن؟

من الذي يدعم انقسام اليمن والشام والسودان أليست أحزاب الشياطين في أمريكا؟

إن غربان البيت الأبيض ما هم إلا وكلاء تمرير المخطط الماسوني في بلاد العرب والمسلمين.

..

من الغباء صناعة فارق جوهري بين شيطانا البيت الأبيض ومن الهوس ترك الواجب علينا وانتظار الخلاص من قادتهم.

..

ترامب وهاريس وجهان لعملة واحدة وهي العداء للإسلام والأمة العربية والإسلامية لذا وجب علينا حراسة البقية الباقية من كيانات الأمة عامة ومصر الكنانة خاصة لأنها القوة المتبقية أمام الفاشية الصهيونية ذات المكر في تل ابيب وطهران واديس ابابا نسأل أن أن يحفظ مصر والأمة من كل مكر وكيد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق