الاثنين، 9 سبتمبر 2024

العدالة الأمريكية ” العوراء”

 

العدالة الأمريكية ” العوراء”



د. عز الدين الكومي





استيقظت عدالة أمريكا – راعية الإرهاب والإرهابيين – فجأة ، فأرادت مقاضاة كل من تورط في إبادة أهل غزة وتدميرها ..

ولكن العدالة الأمريكية “العوراء” بدلًا من أن تحاكم قادة الاحتلال الصهيوني المجرم .. إذا بها تحاكم قادة حركة تحرر وطني “حماس” أمام محاكم أمريكا ، وذلك لأنهم مرَّغوا أنف ربيبتها “إسرائيل” في وحل غزة وغلافها ، وشعرت أمريكا أن إسرائيل لن تقوم لها قائمة بعد طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي ، فقررت عدالتها العوارء محاكمة كلٍ من القائد يحيي السنوار والشهيد إسماعيل هنية والقائد محمد الضيف وخالد مشعل ومروان عيسى وعلي أبو بركة أمام المحاكم الأمريكية !! ..

واتهمت أمريكا قائد حماس “يحيى السنوار” وعددًا من قياديّي الحركة الفلسطينية على خلفية الهجوم على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي ..

وقالت وزارة العدل الأمريكية إنها وجّهت لسِتٍّ من أعضاء حماس لائحة تضمّ سبعة اتهامات ، من بينها قتل عشرات المواطنين الأمريكيين ، والتآمر لتمويل الإرهاب واستخدام أسلحة دمار شامل !!! ..

أما النائب العام الأمريكي “ميريك غارلاند” الذي يكذب ويتحرى الكذب فقد قال وبدون حياء أو خجل : “إن المتهمين كانوا مسؤولين عن تمويل وإدارة حملة على مدى عشر سنوات بهدف قتل مواطنين أمريكيين وتشكيل خطر على الأمن في الولايات المتحدة الأمريكية ، وأن المتهمين قادوا جهود حماس لتدمير دولة إسرائيل وقتْل مدنيين في سبيل ذلك الهدف” ..

وأضاف غارلاند : “لقد قتلوا كبار السن والأطفال الصغار ، وقد جعلوا من العنف الجنسي سلاحًا ضد النساء ، بما في ذلك الاغتصاب وتشويه الأعضاء التناسلية” !!! ..

وقد تناسى هذا الكذاب الأشر شهادات الأسيرات الإسرائيليات اللاتي تم الإفراج عنهن في وقف إطلاق النار الأخير بعد طوفان الأقصى ، والتي أكدن فيها على حُسْن ورُقيّ معاملة مجاهدي حماس لهنّ ..

كما تجاهل هذا الكذَّاب الأشر إطلاق جيش الاحتلال عمليته العسكرية ضد قطاع غزة والتي أسماها “السيوف الحديدية” ، فدمَّر المساجد والمستشفيات وأعدادًا كبيرة من البنايات والأبراج السكنية والمؤسسات والبنى التحتية ومناطق عدة في القطاع أسفرت عن ارتقاء عشرات الآلاف من الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى ..

فكلُّ هذا لم يحرك العدالة الأمريكية “العوارء” والمنحازة للكيان الصهيوني انحيازًا كليَّا ..

وذلك على الرغم من أن هذه الأكاذيب نفاها بيتهم الأبيض على لسان متحدثه الرسمي بعد أن سارع الخرف “بايدن” وردد كالببغاء الغبي ما روجته آلة الكذب الصهيونية التي اعتادت على ترويج الأكاذيب على مدى عقود طويلة لتصوير دولة الاحتلال على أنها ضحية إرهاب العرب المتوحشين !! فضلاً عن أنها واحة الديمقراطية في وسط صحراء الدكتاتوريات العربية !! ..

وكان الأجدر بأمريكا أن تحاكم نتنياهو وجالانت وهاليفي وبن غفير وسموتريتش وغانتس وغيرهم من مجرمي الحرب الصهاينة !! وقادة الكيان الصهيوني الذين يستهينون بقرارات مجلس الأمن الذي تقوده أمريكا !! هؤلاء المجرمون الذين تجاهلوا أوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة .. وهو ما أكده المندوب الجزائري في مجلس الأمن بقوله : “الدبلوماسية الدولية أخفقت ، والكلمات لم تعد كافية ، وعلينا أن نتحرك ، وأضاف متسائلًا : كم عدد الأروح التي كان يمكن إنقاذها لو تحرك المجلس وطبق قرار وقف إطلاق النار في غزة؟” ..

ولكن أمريكا التي لا يعنيها سوى مصلحة الكيان الصهيوني المأزوم لم تتردد_ لحظة واحدة في استخدام حق الفيتو ضد أي قرار يمس أو يدين الكيان الصهيوني اللقيط !!لكن هيهات هيهات ..

فأمريكا المشاركة في حرب الإبادة في غزة بتقديم كل ما يحتاجه جيش الاحتلال من الأسلحة الفتاكة والذخائر التي تزن القنبلة الواحدة 2000 رطل .. كيف تحاكم هؤلاء القتلة ؟؟!! ..

فهذا أمر طبيعي بالنسبة لأمريكا صانعة الإرهاب في العالم أجمع ، فهي التي دمرت أفغانستان والعراق وغيرهما وتغض الطرف عن كلّ الجرائم طالما كانت ضد المسلمين !! ..

واليوم تثور ثائرة أمريكا بزعم أن رجال حماس قتلوا ستة من الأسرى في غزة ، بينما لا يرمش لها طرف لمقتل أكثرمن 41 ألف فلسطيني – استشهدوا بأسلحةٍ أمريكية وبريطانية وألمانية وفرنسية وإيطالية – معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن ، فضلاً عن موجات النزوح القسري والتجويع والإرهاب ، ما يعني ببساطة شديدة أن أمريكا شريك أساسي في إبادة أهل غزة !! ..

وهذه الدعاوي التي رفعتها أمريكا في محاكمها ضد قادة حماس من ذوي الأيادي الطاهرة المتوضئة هي شهادة حسن سير وسلوك لهؤلاء القادة العظام ..

إنّ عداء أمريكا لهؤلاء يعني أنهم يسيرون في الاتجاه الصحيح ، وبشهادة قادة الصهاينة ، فقد قال أحد ضباط الموساد : “لقد استطعنا النفاذ إلى كثير من القيادات العربية إلا قادة حماس !! فهم لا يتخذون عشيقات !! ولايحتسون الخمر فكيف يمكن الوصول إليهم ؟؟!! ..

وبعد رفع وزارة العدل الأمريكية دعاوى ضد قادة حماس .. تداول نشطاء على الإنترنت مقطع فديو سابق لرئيس حركة حماس يحيى السنوار يقول فيه : “نحن لسنا بحاجة لصك غفران من أمريكا ولا من غيرها ، نحن نقوم بواجبنا الوطني والديني والأخلاقي والقيم التي ينص عليها ديننا” ..

ولم تقف الوقاحة الأمريكية عند حدّ رفع دعاوي ضد قادة حماس .. بل وصل الأمر إلى حدّ التهديد بالقتل فقد هدد السيناتور الجمهوري الأمريكي المدعوم من اللوبي الصهيوني “ليندسي غراهام” في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية ، فقد قال غراهام : “إنه إذا فاز الحزب الجمهوري بالانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 .. فإنهم يهدفون إلى “قتل” وليس محاكمة السنوار الزعيم السياسي الحركة حماس” !! ..

وأضاف موجها كلامه للسنوار : “أيامك معدودة يا صديقي ، نحن لن نقاضيك بل سنقتلك” !! ..

وكما نجح النشطاء والداعمون لغزة ضد الهجمة الصهيونية المدعومة أمريكيًّا في إفشال الرواية الصهيونية عن طوفان الأقصى .. يجب عليهم اليوم – وهو فريضة الوقت – 
تشكيل لجان لمقاضاة أمريكا والدول الداعمة للكيان الصهيوني في قتله المدنيين من النساء والأطفال في غزة ، وخرق القانون الدولي والتواطؤ مع الكيان الصهيوني ودعم سياسة التمييز العنصري الذي تمارسه دولة الاحتلال ضد الفلسطنيين !! ..

ولن يضيع حقٌ وراءه مطالب بإذن الله ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق