النبوءة الجرارية
د. موفق السباعي
لم يبق إلا أيام، حتى يتبخرَ الصهاينة المحتلون فلسطين، ويتطايروا كالعهن المنفوش، أو أن تخسف بهم الأرضُ..
فتبتلعهم جميعاً، ويذوبون كما يذوبُ الملح في الماء -حسب النبوءة الجرارية-!
فعلى الفلسطينيين المشردين، والمهجرين، واللاجئين -إن كانوا يصدقون هذه النبوءة الجرارية- أن يحزموا أمتعتهم، وحقائبهم، ويستعدوا؛
ليتوجهوا جميعاً يوم وقفة عرفات -يوم تحقيق هذه النبوءة كما يزعمُ ذلك المتكهنُ الخبيثُ، الضَّالُ المُضلُّ-
إلى فلسطين، لكي يصلوا عيد الأضحى في المسجد الأقصى، وهم بكامل حريتهم.. لا يمنعهم أي جندي صهيوني بعد اليوم!!
وإن لم تتحقق هذه النبوءة القميئة، الكاذبة -وهي لن تتحقق-
لأن الله أعزُّ، وأجلُّ، وأكبرُ، من أن يعطي نصره لعبيد مهابيل، قاعدين،خاملين.. ألفوا الخنوع،
واستمرأوا الخضوع، واعتادوا على الاستسلام، وترعرعوا على الذل، وتأقلموا مع الهوان،
وشابوا على الصَغَارِ، لأولاد القردة والخنازير – وأحكم من أن يخالف قانونه الثابت في التحرير.
وكيف يمكن أن تصدق والله تعالى يقول:
{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}
(الأنفال-٦٠)..
ويقول أيضاً: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}
(التوبة – ١٢٣).
وسنة الله غالبة، وثابتة، لا تتبدل (ولن تجدَ لسنةِ اللهِ تبديلاً) الأحزاب 62..
التحرير لا يكون ولا يمكن أن يكون إلا بالقتال والجهاد في سبيل الله، وليس بالتنجيم، واللعب بآيات الله،
وابتداع لعبة الحسابات الرياضية في القرآن..
وهذا استهزاء بآيات الله التي ما أنزلها إلا لتكون نوراً وهداية للمؤمنين، ومنهاج ونظام حياة للأمة..
علاوة على أنه -والذي نفسي بيده- لن يتحرر شبر واحد من فلسطين، أو سواها من الدول المُحتًلًة، حتى تتحرر سورية بشكل كامل..
فالقدس، لم تتحرر حتى تحررت سورية كاملة.. هكذا يقول التاريخ..
وكذلك حين احتلها الصليبيون في عام 492 هج.. لم تتحرر، حتى تحررت سورية كاملة..
فلا التنجيم، ولا اللعب بالأرقام والحسابات، ولا حماس وأخواتها الإيرانيات، بقادرة على أن تحرر شبراً واحداً من فلسطين،
ولو بقيت ألف سنة، تردح، وتنعق، وتصرخ..
فما هي بمزحزحة الاحتلال الصهيوني شبراً واحداً عن فلسطين، حتى تتحرر سورية كاملة..
ولذلك…
على الفلسطينيين أن يرجموا هذا المتكهنَ الكذابَ، الأفاكَ، بالحجارة حتى الموت..
لأنه طوال سنوات عديدة، وهو يخدع الناس، ويخدرهم، ويميت فيهم حمية الجهاد،
ويزرع في نفوسهم الوَهَنَ، والخمول والقعود عن الجهاد.. ويمنيهم بالأحلام الكاذبة،
ويبيعهم الأوهام الضالة، لكي يبقى الصهاينةُ، متشبثين بفلسطين إلى آخر الزمان..
فذنبه، وجريمته، أكبر من الزاني المحصن، الذي عقوبته الرجم حتى الموت..
وإن لم يرجموه بالحجارة، فهم مثله، خائنون لله ولرسوله،
وسيضرب الله عليهم، الذلةَ، والمسكنةَ، كما ضربها من قبل على بني إسرائيل،
(ضربت عليهم الذلةُ والمسكنةُ وباؤوا بغضب من الله)
وسيبوؤون بغضب الله، وسخطه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق