افتتاح كوبري قصر النيل وقصة الأسود التي بلا شوارب
أول كوبري في مصر للعبور على النيل، ويتميز بتلك التماثيل الأربعة للأسود القابعة عند مدخلَيْ الكوبري المصنوعة من البرونز.
قصة أسود كوبري قصر النيل
– كان الخديوي إسماعيل مفتونا بالتقدم الغربي، والتماثيل التي تملأ مدينة باريس، فقرر نقل الفكرة إلى القاهرة، وبدأ بالتماثيل التي تروي حكايات البطولة لأسرته،
المثّال “جاكمار”
هو المثّال الذي صنع تمثال الكولونيل جوزيف سيف، الذي عهدَ إليه (محمد علي باشا) ببناء الجيش المصري الحديث، فاستوطن مصر التي أحبها، واعتنق الإسلام، فصار يُعرف بـ اسم (سليمان باشا الفرنساوي)
أما تماثيل أسود قصر النيل، فقد صُـنعت في الأصل لكي تُوضع على بوابتَيْ حديقة حيوان الجيزة، لكن تلك التماثيل وصلت إلى القاهرة بعد خلع الخديوي إسماعيل، وتولّي ابنه الخديوى توفيق، الحُكم، وكانت تجري في ذلك الوقت عملية تجميل كوبري الخديوي إسماعيل (كما كان يُسمى آنذاك)، ورأى الخديوي توفيق، أن الكوبري يحتاج لمظهر يليق بهيبة اسم والده، فتم وضع أسدين على كل مدخل،
من القصص الشعبية التي تُروَى.. أنه في أثناء الاحتفال بتجميل الكوبري وإعادة افتتاحه بعد وضع الأسود، وقف المثّال العالمي “جاكمار” صانع أسود كوبري قصر النيل، يتحدث عن التماثيل التي لم يُصنَع مثلها في العالم، ويتباهَى بروعتها وكمالها، وأنها على وشك أن تتحرّك، وفجأة.. قال له طفل مرافق لوالده ساخرا: (هو في أسد من غير شنب؟؟).. فشعر النحّات الفرنسي العالمي “جاكمار” أنه وقع في خطأ تاريخي لا يُغتفر، وأن ما حدث لا يليق بمكانته كفنان عالمي، وانصرف وترك الحفل، وانتحر بعدها من شدة خيبة أمله..
(الرواية فيها مبالغة وغير منطقية، رغم أنها جاءت في بعض المصادر البريطانية.. لأن التماثيل وُضعت على الكوبري في سنة 1881م.. والمثّال “جاكمار” مات في مدينة باريس، سنة 1896م.. يعني عاش 15 سنة بعد الاحتفال!!)
– بدأ العمل في الكوبري، عام 1869م، في عهد الخديوي إسماعيل،،
– كانت تكلفة الكوبري النهائية في ذلك الوقت: 110 آلاف جنيه.
– انتهت الشركة الفرنسية من بنائه في منتصف عام 1871م.
– الطول (406 أمتار) العرض (10,5 متر) منها (2,5 متر) للرصيفين الجانبيين، وطريق بعرض (8 أمتار)،
– كانت رسوم عبور الكوبري كالتالي:
1- رُبع قرش (مليمان ونصف) الرجال والنساء.
2- (إعفاء من الدفع) الأطفال والحيوانات.
3- قرشان.. للعربات المليئة بالبضائع.
4- قرش واحد.. للعربات الفارغة.
سبب التسمية:
سُمّيَ الجسر بكوبري قصر النيل، بسبب وجود (قصر النيل) الذي أسسه محمد علي باشا، على النيل من جهة ميدان التحرير، وكانت تقيم به “زينب” ابنة محمد علي.. ولما تولّى سعيد باشا الحُكم، قام بهدم القصر وتحويله لثكنات للجيش، استولى عليها الإنجليز بعد ذلك، وبعد خروج الإنجليز من مصر، تم هدمها، وأصبحت الآن مبنى “جامعة الدول العربية”
– بعد 59 سنة من إنشاء الكوبري، تم إنشاء كوبري جديد، مكان الكوبري القديم، في عهد الملك فؤاد، وبدأ العمل في 4 فبراير عام 1932
يبلغ طول الكوبري (382 مترا) – والعرض (20 مترا) بتكلفة بلغت 291,955 جنيها، وقام الملك فؤاد الأول بافتتاحه في 6 يونيو عام 1933.
———–
يسري الخطيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق