هل الشذوذ مفروض على العالم ؟
أ. د. زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية
نشر موقع "ميديا برس إنفو" الفرنسي أمس خبرا يقول: "مرة أخري ترفع سفارة الولايات المتحدة لدي الكرسي الرسولي أمس راية الشواذ على مبناها طوال شهر الفخر".. وشهر الفخر هذا يشير إلى الاحتفال الرسمي بفرض هذه الصفة الشيطانية المنحلة على المجتمع العالمي، والاحتفال بهذه المناسبة المقززة رسميا لمدة شهر. ولا غرابة فقد سبقت الكنيسة الفاتيكانية برفع ذلك العالم ليرتفع ويعلو على الصليب.. بل لقد قامت فعلا بتزويج شواذ داخل الكنيسة وعلقت على بابها ذلك العلم الشهير. وقرب نهاية هذا العام سوف يقيم الفاتيكان اجتماعا رسميا لكافة الكنائس الكاثوليكية لإدخال هذا النمط الإنفلاتي رسميا وعالميا.. وهو ما يعني ضمنا أنها قد أطاحت بعقيدتها وبتعاليم الكتاب المقدس الي غير رجعة.
وإذا ما اضفنا الي هذا الخبر الشاذ ما نشر منذ يومين، من أن مصنع ماتيل، الذي يقوم بتصنيع العروسة الشهيرة دوليا والمسماة "باربي"، قد أدخل عليها تعديلا جوهريا بإضافة عضو التذكير لها واستبعاد عضو التأنيث تماما، لأدركنا ان الموضوع ليس تهريجا منحط السماجة وإنما هو الاعلان عن أمر واقع يتم فرضه على المجتمع الدولي مع سبق الإصرار ليكون الصفة الوحيدة المسموحة لكل البشر أينما كانوا..
بل لو تذكرنا مؤتمر المرأة والسكان بالقاهرة عام 1995، القائم على فرض هذا الانحلال رسميا علي الدولة، وتصدي له فضيلة الإمام الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، رحمة الله عليه، وتناولته في عدة مقالات آنذاك، بل لو أضفنا ما قرره الرئيس الفرنسي جاك شيراك من فرض تدريس هذا الانحلال على المدارس الابتدائية في فرنسا وأنه بات علي التلميذ أن يختار في سن الثامنة النوع الذي يود أن يكون عليه، اعتمادا على كل ما يتم تقديمه له من مواد وبرامج وفيديوهات ليختار عن تجربة ويقين..
ولو أضفنا إلى كل هذا الانفلات المظاهرة المؤسفة التي وقعت أمس في مدينة القدس، لفرض هذا الضياع، ويكفي ارتباط اسم هذه المدينة بالمسجد الأقصى لكي يتحرك الحجر بل تتحرك الصخور الراسية من مكانها لتوقف هذا الطوفان الكاسح..
وتقف الكلمات في الحلق حمقي لا تعرف ماذا تضيف وهي تبحث:
أين نحن من كل ما يدور؟
أين نحن من كل هذا الانفلات الماجن الذي يُفرض علينا؟
هل تلاشت مشاعرنا وتخاذلنا إلى الحد الذي بتنا معه نقبل ونقبل ونقل في صمت كل ما يتم فرضه علينا من تلك السيادة الفاتيكانية والأمريكية والصهيونية؟
رحمتك يا رب وارحنا واحمنا من ذلك "الفخر" المفروض على العالم..
4 يونيو 2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق