الثلاثاء، 7 يونيو 2022

«واشنطن بوست»: ازدراء الهند للإسلام مستمر.. كيف كان رد العالم الإسلامي؟

 

«واشنطن بوست»: ازدراء الهند للإسلام مستمر.. كيف كان رد العالم الإسلامي؟


نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرًا نقلًا عن وكالة أنباء أسوشيتد برس من إعداد شيخ صليك، مراسل الوكالة الأمريكية المعني بتغطية الشؤون الخاصة بالهند وكشمير، حول تداعيات التصريحات المسيئة للنبي محمد، والسيدة عائشة على لسان مسؤولَيْن في حزب «بهاراتيا جاناتا»، وهما على علاقة بالبلدان العربية.

غضب دبلوماسي كبير

يستهل الكاتب تقريره بالإشارة إلى أن الهند تواجه غضبًا دبلوماسيًّا كبيرًا من بلدان إسلامية بعد أن أدلى اثنان من كبار المسؤولين في حزب «بهاراتيا جاناتا» القومي الهندوسي الحاكم بتصريحات مسيئة للإسلام والنبي محمد؛ مما أسفر عن اتهامهما بازدراء الأديان في بعض الدول العربية التي جعلت نيودلهي تواجه صعوبات في احتواء الأضرار الناجمة عن هذه التداعيات، وكانت قد اشتعلت سابقًا موجات عنف بين المسلمين والهندوس عام 2020 إثر منشور أساء للنبي محمد على موقع «فيسبوك».

وقدَّمت خمس دول عربية على الأقل احتجاجاتٍ رسمية ضد الهند، كما أدلت باكستان وأفغانستان بتصريحات صارمة يوم الاثنين 6 يونيو (حزيران) 2020، على خلفية التصريحات التي أدلى بها متحدِّثان رسميان بارزان باسم حزب «بهاراتيا جاناتا» الذي يتزعمه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. وتدفقت موجات الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي، وبرزت دعوات تطالب بمقاطعة البضائع الهندية في بعض الدول العربية، أما في داخل البلاد فقد أسفرت هذه التصريحات عن اندلاع احتجاجاتٍ مناهضة للحزب الحاكم الذي يتزعمه مودي في بعض أنحاء البلاد.

وتأتي هذه التصريحات المثيرة للجدل عقب ارتفاع وتيرة أعمال العنف التي تستهدف الأقلية المسلمة في الهند على يد قوميين هندوس استمدوا جرأتهم من استمرار صمت ناريندرا مودي على هذه الهجمات منذ انتخابه رئيسًا للوزراء لأول مرة عام 2014.

ازدراء الهند للإسلام وتحذيرات دولية

وعلى مدار سنوات وفقًا للتقرير غالبًا ما تعرَّض المسلمون الهنود للاستهداف في كل شيء، بداية من طعامهم، ومرورًا بنمط ملابسهم، ووصولًا إلى زواجهم من أتباع الأديان المختلفة. وحذَّرت مجموعات حقوقية مثل منظمة «هيومن رايتس ووتش» ومنظمة العفو الدولية من احتمالية تصاعد وتيرة شنِّ الهجمات ضدهم. كما اتهمت هذه المجموعات حزب مودي الحاكم بغضِّ الطرف عن هذه الأوضاع، والسماح في بعض الأحيان بتمكين خطاب الكراهية المناهض للمسلمين، الذين يشكِّلون 14% من إجمالي سكان الهند البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، ولكنَّ هذه النسبة لا تزال كبيرة بما يكفي لاعتبارهم ثاني أكبر جالية إسلامية في أية دولة.


ومن جانبه ينفي حزب مودي هذه الاتهامات، غير أنَّ المسلمين الهنود يؤكدون ارتفاع وتيرة الهجمات التي تستهدفهم وتستهدف دينهم ارتفاعًا حادًّا. وازدادت حالة الغضب منذ الأسبوع الماضي بعد أن أدلى نوبور شارما ونافين جندال، وهما المتحدثان الرسميان باسم حزب بهاراتيا جاناتا، بتصريحات مثيرة للجدل نظر إليها مسلمون على أنها مسيئة للنبي محمد وزوجته السيدة عائشة.

كيف رد العالم الإسلامي؟

وبحسب التقرير لم يتخذ حزب مودي أي إجراء ضد هذين المسؤولين حتى يوم الأحد، عندما بدأت موجة من الغضب الدبلوماسي المفاجئ باستدعاء قطر والكويت سفيريهما الهنديين للإعراب عن احتجاجهما على هذه التصريحات. وعلَّق حزب بهاراتيا جاناتا عمل نوبور شارما، وطرد جندال، وأصدر بيانًا نادرًا يؤكد فيه أنه «يدين بشدة الإساءة إلى أية شخصية دينية»، تلك الخطوة التي رحَّبت بها قطر والكويت.

وفي وقت لاحق قدَّمت السعودية وإيران أيضًا شكاوى إلى الهند، وذكرت «منظمة التعاون الإسلامي» التي يقع مقرها في مدينة جدَّة أن هذه التصريحات جاءت «في سياق تصاعد حدة الكراهية والإساءة للإسلام في الهند، وفي إطار الممارسات الممنهجة ضد المسلمين، والتضييق عليهم».

ورفضت وزارة الخارجية الهندية يوم الاثنين تصريحات منظمة التعاون الإسلامي، ووصفتها بأنها «غير مُبرَّرة»، و«ضيِّقة الأفق». وفي يوم الأحد أصدرت سفارتا الهند في قطر والكويت بيانًا قالتا فيه إن الآراء التي قِيلت عن النبي محمد والإسلام لا تُمثِّل وجهة نظر الحكومة الهندية، ولكنَّها صدرت عن «عناصر مارقة». وذكر البيان أن السلطات الهندية اتخذت إجراءاتٍ قوية بالفعل ضد أولئك الذين أدلوا بهذه التصريحات المسيئة.

خطُّ أحمر

ويستدرك الكاتب قائلًا: غير أن الانتقادات التي أعربت عنها بلدان إسلامية كانت شديدة؛ ما يشير إلى أن الإساءة إلى النبي محمد خط أحمر. وقالت وزارة الخارجية القطرية إنها تتوقع أن تصدر الحكومة الهندية اعتذارًا علنيًّا، وحذَّرت الكويت من أنه إذا مرت هذه التصريحات دون عقاب فستشهد الهند «زيادة في أعمال التطرف والكراهية». ووصف مفتي عمان «الوقاحة الفاحشة» التي ارتكبها حزب مودي ضد الإسلام بأنها تُمثِّل شكلًا من أشكال «الحرب».


وأكَّدت الرياض أن هذه التصريحات مسيئة، ودعت إلى «احترام المعتقدات والأديان». كما وصف الأزهر الشريف في مصر، وهو أبرز مؤسسة معنية بتدريس التعليم الإسلامي في العالم السُنِّي، هذه التصريحات بأنها تُمثِّل «الإرهاب الحقيقي بعينه، الذي يمكن أن يُدخِل العالم بأسره في أزمات قاتلة وحروب طاحنة». وتهدد التصريحات التي أدلت بها نوبور شارما خلال برنامج تلفزيوني في الهند، والتي غرَّد بها جندال بإلحاق الضرر بعلاقات الهند مع بلدان عربية.

علاقات قوية

وينوِّه التقرير إلى أن الهند تتمتع بعلاقات قوية مع بلدان الخليج، التي تعتمد على ملايين العاملين المهاجرين من الهند ومن بلدان أخرى في جنوب آسيا بهدف خدمة عدد قليل من سكانها المحليين، والعمل على توفير لقمة العيش. كما تعتمد الهند على بلدان الخليج العربية الغنية بالنفط، مثل السعودية، لإمداد اقتصادها المتعطش للطاقة. وأثارت هذه التصريحات غضبًا في باكستان، وفي أفغانستان كذلك.

ويوم الاثنين استدعت وزارة الخارجية الباكستانية دبلوماسيًّا هنديًّا، ونقلت «إدانة إسلام أباد القوية»، بعد مرور يوم من تصريح رئيس الوزراء شهباز شريف الباكستاني الذي أكَّد فيه أن هذه التصريحات «مؤذية» وأن «الهند في عهد مودي تسحَق الحريات الدينية وتضطهد المسلمين». وردَّت وزارة الخارجية الهندية على هذا التصريح من خلال وصفها لباكستان بأنها «تنتهك بصورة متتالية حقوق الأقليات»، مشيرةً إلى أن إسلام أباد لا ينبغي أن تشارك في «دعاية مثيرة للقلق أو تحاول إثارة الفتنة الطائفية في الهند».

إدانة باكستانية ورد هندي

ونقل التقرير تأكيد أريندام باجي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الهندية، أن «الهند تعرب عن أقصى درجات الاحترام لجميع الأديان». وانتقدت كابول التصريحات ذاتها. وقالت إمارة أفغانستان الإسلامية إن الحكومة الهندية ينبغي ألا تسمح «لهؤلاء المتطرفين بالإساءة إلى الإسلام وإثارة مشاعر المسلمين».

ويشير التقرير إلى أن حزب مودي واجه أيضًا غضبًا من بعض مؤيديه، ولكن ذلك الغضب يرجع إلى سبب آخر؛ إذ نشر كثير من القوميين الهندوس تصريحات على وسائل التواصل الاجتماعي يشيرون فيها إلى أن الحكومة الهندية تبدو واهنة أمام الضغط الدولي.


يُعرب #الأزهر_الشريف عن إدانته واستنكاره الشديد لما نشره المتحدث الرسمي باسم حزب بهاراتيا جاناتا في الهند على صفحته على «تويتر» من تطاول وسوء أدب في الحديث عن رسول الله محمد ﷺ وزوجه أم المؤمنين الطاهرة المطهرة السيدة عائشة، وما كشفه كلامه من جهل فاضح بتاريخ الأنبياء والمرسلين
وتصاعدت المشاعر المعادية للمسلمين والهجمات التي تستهدفهم في جميع أنحاء الهند في عهد مودي. وفي الأسبوع الماضي أوضح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين أن الهند تشهد «ارتفاع وتيرة الهجمات التي تستهدف مواطنين ودور عبادة»؛ ما أثار ردًا من جانب نيودلهي، التي وصفت هذه التصريحات بأنها « لا تستند إلى معلومات صحيحة». وفي الآونة الأخيرة تصاعدت التوترات الدينية بعد أن توجَّهت بعض المجموعات الهندوسية إلى محكمة محلية في مدينة فاراناسي، شمال البلاد، للحصول على إذن للصلاة في مسجد يرجع تاريخه إلى القرن السابع عشر، بدعوى أنه بُني على أنقاض معبد. ويقول بعض النقُّاد إن مقدِّمي البرامج التليفزيونية الهنود تسبَّبوا في تفاقم هذه التوترات من خلال مناقشاتهم الصاخبة، وهو ما ختم به الكاتب تقريره. هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق