الجمعة، 11 نوفمبر 2022

نسيت النبي ﷺ وما أنسانيه إلا القيادات الإسلامية أن أذكره!

 نسيت النبي وما أنسانيه إلا القيادات الإسلامية أن أذكره!

بقلم: مضر أبو الهيجاء

أسلط الضوء في المقال حول تدني قيمة سيرة النبي  والاقتداء به في أعمال الحركات الإسلامية، لاسيما في الجانب السياسي

وهو الأهم في تشكيل واقع المسلمين والذي يؤول إلى تعبيدهم لله رب العالمين أو تفلتهم من عبودية الله

واستبدالها بعبودية لمناهج ورؤى وضعية متصادمة مع نصوص وأحكام الشريعة وفيها تفويت جلي لمصالح عموم المسلمين،

تحت عنوان اجتهادات في فقه السياسة الشرعية وفق رؤى القيادات في الميادين والتي كممت أفواه الناصحين

وضخمت في مقولاتها -اللاشرعية- مفردة المصالح والضرورات محاولة الاستنجاد بمفاهيم صحيحة في عناوينها ومنحرفة في شكل التعامل معها،

كما هو التعامل غير السوي مع علم عظيم هو علم المقاصد الشرعية !

وقبل انتهائي ونشري للمقال وودت نشر جزء من سيرة النبي الأمين ،

والذي تعرض للضرب والإهانة والخنق لأجل أن يصل إلينا هذا الدين فنحيا به أعزة كراما،

كما أعرض موقف أبا بكر وريث النبي  في فهم الدين والذود عنه والذي كاد يموت دفاعا عن النبي،

ثم يأتي البعض منا مستهينا -في واقع حاله وأعماله وبعض أقواله- بقيمة إرث النبوة وسيرة أعظم الخلق!

فعذرا يا رسول الله فقد قصرنا معك وتجاهك ونسأل الله أن يجمعنا معك على الحوض ونشرب من يدك الشريفة شربة لا نظمأ بعدها..

اللهم آمين

صورة من تعامل الصحابة رضوان الله عليهم مع نبي الأمة  وإدراكهم لعظمة ما جاء به من الدين لتحقيق سعادة البشرية وفق مفاهيم العبودية لله رب العالمين…

الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه

 من المعلوم أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان من أهم أعمدة الدعوة إلى الإسلام، فهو أول من آمن بالنبي  من الرجال، وكان من أخصِّ أصحابه قبل البعثة وبعدها، عارفاً به وبأخلاقه وصدقه،

قال البيهقي: «وهذا لأنه كان يرى دلائل نُبُوَّة النبي ، ويسمع آثَارَه قَبْل دعوته، فَحين دعاه كان قدْ سبق فيه تَفَكُّرُه ونَظره فأسلم في الحال».

أحبَّ أبو بكر رضي الله عنه أن ينتشر الإسلام بين الناس، وأن يسْرِي نوره في مكة والدنيا كلها،

فاستأذن رسولَ الله  في أن يذهب إلى الكعبة، ويدعو المشركين إلى الإسلام،

فكان النبي  يأمره بالصبر -حفاظًا منه على الدعوة وعليه وعلى من معه من المؤمنين وهم قلة-،

وبعد إلحاح من أبي بكر رضي الله عنه، وافق النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فذهب أبو بكر عند الكعبة،

 وقام في الناس خطيباً وداعياً لهم إلى أن يستمعوا إلى رسول الله  ويؤمنوا به، فكان أول خطيب يدعو إلى الله،

وما إن قام ليتكلم، حتى هجم عليه المشركون من كل ناحية، وأوجعوه ضرباً حتى كادوا أن يقتلوه..

 

وقد ذكر ذلك الموقف ابن كثير في البداية والنهاية عن عائشة رضي الله عنها قالت:

 “لما اجتمع أصحاب النبي  وكانوا ثمانية وثلاثين رجلا، ألحَّ أبو بكر على رسول الله  في الظهور،

فقال: يا أبا بكر إنا قليل، فلم يَزَلْ أبو بكر يُلِحُّ حتى ظَهَر (وافق) رسولُ الله ،

وتفرَّق المسلمون في نواحي المسجد كل رجل في عشيرته، وقام أبو بكر في الناس خطيباً، ورسول الله  جالس،

فكان أول خطيب دعا إلى الله وإلى رسوله ، وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين فَضُرِبُوا في نواحي المسجد ضرباً شديدا، وَوطِئَ أبو بكر وضرِبَ ضرباً شديدا،

ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفتين وَيحَرِّفُهُمَا لوجهه، ونزا (وثب) على بطن أبي بكر حتى ما يعْرَفُ وَجْهُهُ من أنفه.

وجاء بنو تَيْمٍ يَتَعَادَوْن (يسرعون) فَأَجْلَتِ (أبعدت) المشركين عن أبي بكر، وحملت بنو تيم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله ولا يشُكَّون في موته،

 ثم رجعت بنو تيم فدخلوا المسجد وقالوا: والله لئن مات أبو بكر لنقتلنَّ عتبة بن ربيعة.

فرجعوا إلى أبي بكر، فجعل أبو قحافة (والد أبي بكر) وبنو تيم يكلمون أبا بكر حتى أجاب،

فتكلم آخر النهار فقال:

ما فعل رسولُ الله  (يطمئن عليه)؟ فَمَسُّوا منه بألسنتهم وعذلوه (لاموه)، ثم قاموا وقالوا لأمه أمِّ الْخَيْر: انظري أن تطعميه شيئاً أو تسقيه إياه؟

فلما خلت به ألحت عليه وجعل يقول: ما فعل رسول الله ؟ فقالت: والله ما لى علم بصاحبك،

فقال: اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب (أخت عمر، وكانت تخفي إٍسلامها) فاسأليها عنه،

فخرجت حتى جاءت أمَّ جميل فقالت: إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله؟

فقالت: ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله، وإن كنتِ تحبين أن أذهب معك إلى ابنك،

قالَت: نعم. فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صَرِيعاً دَنِفًا (شديد التعب والمرض)، فدنَتْ أمُّ جميل وأعلنت بالصِّياح

وقالت: والله إن قوماً نالوا هذا منك لأهل فسق وكفر، وإني لارجو أن ينتقم الله لك منهم، قال: فما فعل رسولُ الله ؟

قالت: هذه أمك تسمع، قال: فلا شئ عليك منها، قالت: سالم صالح، قال: أين هو؟

قالت: في دار ابن الأرقم، قال: فإن لله عليَّ أن لا أذوق طعاماً ولا أشرب شراباً حتى أرى رَسُولَ الله .

فَأَمْهَلَتا حَتَّى إذا هَدَأَتِ الرِّجْلُ وَسَكَن النَّاس، خرجتا به يتكئ عليهما حتى أدخلتاه على رسول الله ،

قال فأكبَّ (انحنى) عليه رسول الله ﷺ فقبَّله وأكبَّ عليه المسلمون، ورقَّ له رسول الله  رِقَّةً شديدة،

فقال أبو بكر:

بأبي وأمي يا رسول الله، ليس بي بأس إلا ما نال الفاسق من وجهي، وهذه أمِّي بَرَّةٌ بِوَلَدِها، وأنتَ مبارك فادعها إلى الله،

وادع الله لها عسى الله أن يستنقذها بك من النار، قال: فدعا لها رسول الله  ودعاها إلى الله فأسلمت».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق