الجمعة، 18 نوفمبر 2022

عواصف التغيير، والحكم الإلهية في التدبير (٦)

عواصف التغيير، والحكم الإلهية في التدبير (٦)

د.عبدالعزيز كامل

(سنة الله في نصر المؤمنين)
في أزمنة الهزائم والتراجع والانكسار، يبدو الحديث _عن وسائل النهوض والانتصار، مستغربا حتى وكأنه يقال : هل هذا وقته..؟
أقول؛ نعم .. وقته الآن، وفي كل آن، لأنه حديث القرآن..
فمهما بدت الأوضاع العالمية سوداوية ومأساوية بنظر الكثيرين، فيما يتعلق بواقع الدين ومستقبل المسلمين ؛ فإن السنن الإلهية تحسم الأمر عندما تقضي بصورة جازمة حتمية ، بنصر وإنصاف المؤمنين ، ولو بعد حين ..
وهو أمر لا يحتمل شكا من مرتابين، أو تشكيكا من قانطين متشائمين..لأن الله القوي العزيز هو الذي قال : { كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} (٢١) [المجادلة]
وقال ({إنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ } [ غافر/ ٥١]
★.. وتأمل معي توكيد وتكرار الكتاب المجيد لمعنى فريد، لا يكاد يغيب إلا على ذوي الفهم المعيب، وهذا المعنى؛ هو اقتران قوانين نصر المؤمنين بنواميس السنن الجارية على الأولين والآخرين ، بلا تبديل ولا تغيير ، كما قال الله عز وجل : { وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ }.[الأنعام/٣٤] ..
وقال أيضا : { وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (٢٢) سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (٢٣)} من سورة الفتح.
★..لذلك فإن التأمل العميق في جريان القوانين والسنن..لتفعيل أسبابها في هذا الزمن.. من اهم مهام الوقت، فالسنن الإلهية هي أحكام كونية قدرية..لا تعطي نتائجها إلا على مقدمات الأخذ بالأحكام الدينية الشرعية، كما قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (محمد/٧)
قال أهل التفسير : إن تنصروا الله بطاعتكم شرعا؛ ينصركم بقدرته قدرا
وهو ذات المعنى العظيم في قوله عز وجل : {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج/٤٠]
(يتبع بإذن الله)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق