قصيدة الدكتور أحمد بن راشد بن سعيد
ولما أراد الله محوَ شراذمٍ
أضاعت هدى الباري فضاع حياؤها
أتاح لها من أحرف الشعر همزةً
فكان بها في العالمين فناؤها
عليٌّ يُسمّى وهو في أسفل الورى
يصرُّ على نصب “السخاء” وحقّهُا
هو الرفعُ حتى يستقيمَ بناؤها
وما قَدَرَ الأبياتَ تهمي بلاغةً
وكم من فنونٍ شانها أدعياؤها
وبالكذِبِ الأعمى أراد تصرّفاً
فكيف ولا تخفى، وطاح غطاؤها
مخارجُ يؤذي النّحوَ زورُ افتعالها
ويخنُقُ ألبابَ الصِّحاحِ هواؤها!
وما ارتفعت نفسٌ بغير تواضعٍ
ألا إن كِبْرَ الذاتِ، فيه انتهاؤها
فداوِ عليلَ الجسمِ يُشفَ، لعلّهُ،
ولكنْ نفوسُ الكِبْرِ صعبٌ دواؤها
وهبَّ له قومٌ يريدون “فزعةً”
كما انتفضت حول البيوت جِراؤها
كضخمٍ من النقّاد ضجّت ببغيِهِ
وبهتانِهِ هذي الدّنا وسماؤها!
يُرّقعُ أخطاءَ الرّفاقِ، وخيطهُ
بلا إبرةٍ! والشمس بادٍ ضياؤها
فقامت لهم بين المِنَصّاتِ ثلّةٌ
أبى الصمتَ عمّا يغدرون وفاؤها
تردُّ عن الضّادِ الجميلةِ طعنَهم
خسئتم وباقٍ حُسنُها وصفاؤها
فصاحوا: هيَ الإخوانُ شرُّ جماعةٍ
وقد أثخنت فينا وزاد بلاؤها
تبثُّ سموماً من قديمٍ ولم تزلْ
فحقٌّ علينا لعنُها وهجاؤها
لقد أخذتهم بالخطيئاتِ عزّةٌ
وفي الساح قد يُردي الجنودَ غباؤها
فكانوا من الذكرى كأن لم يُمتّعوا
"ويعجبني في الذكرياتِ سخاؤها”
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق