الثورة.. والتصور الفاسد!
سيف الهاجري
لا شك بخطورة دور الطابور الخامس من الجماعات والنخب الوظيفية على ثورة الربيع العربي واختراقها لصالح القوى الغربية والثورة المضادة..
لكن الثورة انتكست على يد رجالها الثوار انطلاقا من تصور فاسد حول طبيعة الصراع بين الثورة والنظام العربي!
فالثوار تصوروا بأنهم يواجهون أنظمة مستبدة تحكم بلدانهم وغاب عنهم تماما البعد الديني والتاريخي لنشأة النظام العربي.
فالعالم العربي وقع تحت احتلال الحملة الصليبية البريطانية الفرنسية،
ودخل الجنرال البريطاني اللنبي القدس ماشيا على خطى الحملة الصليبية الأولى،
ودَخل الجنرال الفرنسي غورو دمشق ليعلن عودة الصليبين أمام قبر صلاح الدين!
وبعد السقوط التام للعالم العربي بيد الحملة الصليبية جاء ونستون تشرشل وزير المستعمرات البريطاني إلى القاهرة عام ١٩٢١
ليعقد مؤتمرا مع الوكلاء السياسيين لبريطانيا في المشرق العربي
والذي تم فيه تأسيس النظام العربي في المشرق على أنقاض الخلافة العثمانية.
وتطور النظام العربي خلال القرن العشرين وأصبحت دوله ومؤسساته وجماعاته جزءا من النظام الغربي
لتقوم بدورها الوظيفي بالمحافظة بالوكالة على هيمنة قوى النظام الغربي على العالم العربي أرضا وثروة وشعبا!
فالعالم العربي لن تحرره ثورات شعبية على أنظمة بل ثورات تحرر على محتل أجنبي
وهذا هو ما افتقدته ثورة الربيع العربي بتصور شعوب العالم العربي بأنها استقلت في مرحلة ما من المحتل الغربي باستقلال وهمي صنعه المحتل نفسه وصدقه الثوار!
السبت ٧ جمادى الثاني ١٤٤٤هـ
٣١ / ١٢ / ٢٠٢٢م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق