الزلازل من أخبار الآخرة
أستاذ علوم سياسية واستشرافية
الإنسان المخلوق المستكبر المتغطرس، الذي قهر الحديد وركبه إلى الفضاء، وبلغ علمه إلى أن يرى ويسمع ما شاء في أي بقعة شاء على هذه المعمورة بضغطة زر وفى لمح البصر،
وملك كل أسباب قتل كل حي يعيش على الكرة الأرضية، يعجز عن الإجابة أبسط الأسئلة وأقدمها مع تكرارها وكأنه يهرب فيركب الأطباق ويطمع أن يعيش على الكواكب الأخرى،
مع أن هذه الأسئلة تتحداه كل ثانية، وستتزايد، ولن تنجوا منها بقعة في الكرة الأرضية من زلزال أو بركان،
حتى أنه إذا حدثت لا يملك إلا أن يفر أمامها وأن يردد نفس السؤال ما لها ما لها ما لها،
حتى انه لن يتذكر أبوه أو أمه أو ولده أو زوجته أو ماله أو مسكنه أو طعامه أو شرابه أو ملكه أو سلطانه،
وكأنه فقد الهيمنة على للسانه فيردد مالها ما لها ما لها، وكأنه لم يصدق من قبل ولم يشأ الإجابة عن السؤال،،
وظل يكذب ويكذب ويزعم أنه خلق عبثا،
بل تمادى وظن أنه مخلوق الطبيعة وأنها أمه وأن لا رب ولا إله وظل يتفلت ويغره ما أفشى الله له سره من أسرار هذا الكون الفسيح،
لعله يسجد ويؤمن أن هذا الكون العظيم كله بأفلاكه وكواكبه وبحاره ومحيطاته
وكل ما عليه إلا ويسجد لله الواحد الأحد الفرد الصمد سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا
قال تعالى
{إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ(8)}
للمصائب وجوه أخرى،،،،
حين ينفعل الإنسان بلا غرض دنيوي يبلغ درجة الكمال،،،
شعوركم بالألم والحزن لضحايا زلزال تركيا وسوريا وكل فاجعة تقع في الأرض،،
لن يضيع إنما تقع مثل هذه الحوادث مرات لتحيى فينا كنوز كوامن عظيمة في النفوس
ومنها التعاطف مع الضحايا لتحمى فينا إنسانيتنا ثم التألم والحزن لهم استراحة من التكالب على الدنيا
وأن نعيش أسمى القيم الشرعية والإنسانية والمبرأة من أي غرض دنيوي
والتي جعلت الرسل بمنزلة الكمال الإنساني والفرق بيننا وبينهم أنها في حياتهم لا تفارقهم للحظة من حياتهم
ونحن لا نبلغها إلا للحظات في حياتنا الدنيا في مواساة الضحايا وتتبع الجنائز والصلاة عليها وإغاثة الملهوف
وكذا كل فعل يتعدى نفعه للضعفاء ولو بشطر كلمة أو بسمة في وجوههم والمسح على رأس اليتيم ورحمة البؤساء من الناس
وكأن زلزلة القلوب وبلوغها حالة الاضطرار والالتجاء للصمد الواحد الأحد هي الغاية،، وكل حوادث الكون هي الوسائل له،،
فمن الناس من تزلزله كلمه ومنهم من تزلزله الحاجة والاضطرار أو المشاهدة لزلزلة غيره من الناس والمخلوقات
ثم إذا استيقظ القلب وأبصر وتزلزل ولم يسكن أو يتبلد وفهم هذا القانون
(أن لا عاصم من أمر الله إلا من رحم سعى في نجاة نفسه وأسلم لرب العالمين)
لماذا يسمح بمرور الجثث ولا يسمح بشاحنات المساعدات للشمال السوري؟
المعبر الوحيد الذي تعترف به الأمم المتحدة هو معبر باب الهوى والطرق الموصلة إليه مدمرة،
UN هي تمنع فتحه للشاحنات التي حمولتها بالأطنان بحجة عدم السلامة
وتركيا اقترحت عليها معبري باب السلامة والراعي فرفضت دول عربية وأوربية ضغطت عليها فرفضت UN هي المجرمة التي تمنع من مصادر موثوقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق