أربكان مهندس المحركات رحمه الله
إنه نجم الدين أربكان رحمه الله، اسم على مسمى، نجم في سماء تركيا-حفظها الله- ونجم في سماء الأمة والإنسانية، فهو رحمه الله من صناع الحياة في عالمنا الواسع، وأحد الأعلام الذين يُشار إليهم. ولد في 29 أكتوبر من العام 1926 ورحل عن هذه الدنيا في مثل هذه الأيام وبالتحديد 27 فبراير من العام 2011 رحمه الله.
إنه نجم لامع يضيء الخير لوطنه وأمته والإنسانية، ويحمل الدين ويتحرك به ثقة بربه واقتداءً بنبيه صلى الله عليه وسلم، ورجل دولة من الطراز الأول المتحرك بما حمله من مبادئ وثبات عليها وصبر، ورجل علم وعمل وتفوق، ورجل عزة ومواقف وتضحيات. «مهمتنا هي الكفاح حتى ننصر الحق والعدل ضد الباطل على وجه الأرض». فكم في حياته من دروس وعبر ومباهج! وكم في حركته نهضة وطن ومجتمع!. وكم في مبادراته من حياة وتقدم!. لقد صنع أربكان رحمه الله فارقاً بهيجاً وإشراقات لوطنه وأمته، ولم يتوان يوماً ولم يتأخر عن هذا الحركة والعمل والعطاء.
يحمل من اسمه الكثير من المعاني الكبار، عرف التفوق والتميز في دراسته، التحق بكلية الهندسة الميكانيكية بجامعة إسطنبول فأنهى مرحلته الجامعية فكان بتميزه وتفوقه نجماً، فتم تعيينه في كلية الهندسة معيداً، وحصل على بعثة دراسية إلى ألمانيا فنال درجة الدكتوراه من جامعة آخن في هندسة المحركات، فكان في تخصصه نجماً لامعاً متميزاً رحمه الله. استثمر علمه وفكره في نهضة بلاده ولم يبخل عليها يوماً من الأيام إلى يوم رحيله. كرجل اقتصاد وعالم صناعة ورجل فكر ورؤى مستقبلية، يقول رحمه الله «خلال دراساتي في ألمانيا، كانت هناك حادثة أثرّت فيَّ وهي أنه عندما كنت أقوم بالأبحاث في تلك المصانع، رأيت طلبيات محركات قدمتها هيئة التجهيزات الزراعية التركية إلى المصانع الألمانية. وهو ما أكد فكرتي بشأن تأسيس «صناعة المحركات الوطنية» في تركيا، فدولتنا تستطيع فعل ذلك بإمكانياتها الذاتية». وقد كان، والشواهد كثيرة بما تحمله تركيا اليوم -حفظها الله- من قوة تزاحم الكبار في جميع المساحات التقدم.
رحل هذا النجم ومازالت آثاره وأعماله وإسهاماته حاضرة ولامعة في سماء تركيا-حفظها الله- في المجال الصناعي والاقتصادي وزعيم سياسة من الطراز الأول، كل هذا لرفعة اسم بلاده. يقول رحمه الله « خلال الفترة التي قضيتها في ألمانيا، تمكنتُ من رؤية الحملات والفعاليات الصناعية الثقيلة، وقد مثلت بالنسبة لي الشرارة الأولى لفكرة انطلاق الصناعات الثقيلة في تركيا أيضاً، وأدركتُ أهمية وضرورة تأسيس صناعة محركات محلية مع امتلاك مصانع محلية بالنسبة لدولة مثل تركيا تعمل على النهوض والتطور». وما نراه اليوم من تطور صناعي وعسكري تركي وفي كل المجالات له خير شاهد على رؤية هذا النجم المستقبلية لنهضة تركيا.
من أقواله رحمه الله..
* « الحياة إيمان وجهاد.. والنصر لمن اتصف بهما».
* « إذا جلجل الأذان من آيا صوفيا وأعلن للعالم صوت الحق، فاعلموا أن المؤمنين هم الحاكمون وأن النظام العادل سيحكم الأرض». -بإذن الله-.
* «تريدون مني أن أقعد في المسجد وتعلّمون ولدي كراهية الإسلام في المدرسة، ليعود ولدي ويهدم المسجد فوق رأسي».
* «المؤمن القوي لا يستطيع أن يضع حداً لمعركته ضد الصعوبات».
«ومضة»
« يجب علينا أن لا نركض خلف الهيبة والمقام والشأن والجاه، فعلينا أن نسعى إلى نيل رضا الله تعالى بعيداً عن الرياء».
فكم في أمتنا من صُنَّاع الحياة في رحلة المشاريع والتحديات والبناء والمجد !.
رحم الله الزعيم نجم الدين أربكان وأجزل له عظيم الثواب والأجر لما قدمه خدمة لدينه ووطنه وأمته بل والإنسانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق