مشروع “ديارنا” الإسرائيلي في بلاد الحرمين ..
ماذا تعرف عنه؟
في أهدافها الأوّلية، توحي «ديارنا» بأن دورها هو توثيق التراث الشفوي اليهودي المتناثر في الدول العربية؛ إذ تقول في موقعها الإلكتروني إنها «تعمل على الحفاظ رقمياً على البقايا المادّية للتاريخ اليهودي في جميع أنحاء المنطقة، وهي في سباق مع الزمن لالتقاط بيانات المواقع وتسجيل التاريخ الشفوي القائم على المكان قبل أن تضيع ذكريات هذه المجتمعات، وتستعين بالتكنولوجيا لرسم الخرائط الرقمية، وتقدّم المنح الدراسية التقليدية وتتيح البحث الميداني لتحقيق هذا الهدف، الذي يؤمل منه إضافة إلى إنتاج وثائق الوسائط المتعدّدة، إنشاء حضور افتراضي، يقود إلى الوصول غير المقيَّد إلى المواقع اليهودية حتى لا يتمّ نسيانها أو محوها». وتبلغ ميزانية المنظّمة السنوية نحو 150 ألف دولار، على رغم أنها تستعين بفريق أغلبه من المتطوّعين، غير أن الأكثر إثارة للريبة، هو أن فريقها الذي أجرى حتى عام 2017 ما يزيد عن 300 مقابلة للانتساب إليه، أغلبه من غير اليهود. وكانت «ديارنا» قد نجحت، بعد عام من تأسيسها، في الترشّح لعضوية صندوق «سلينغشات»، الذي يعترف سنوياً بأهمّ 50 مشروعاً يهودياً في أميركا الشمالية.
ويشير نسق عمل منظّمة «ديارنا»، وفقاً لما تذكره على موقعها الإلكتروني، إلى أن الجهود الإلكترونية والشفوية ستقود في محصّلة الأمر إلى وضع اليد الإسرائيلية على الموجودات التراثية القائمة في الدول العربية والإسلامية. وعلى طريق هذه الغاية، كانت فرق متعدّدة قد نظّمت زيارات «ودّية» إلى دول عربية كالمغرب ومصر، وأخيراً السعودية، حيث تتحدّث عن وجود مواقع تراثية يهودية، وتُطالب بترميمها سواءً بجهود الدولة نفسها أو بدعم من المشروع.
وفقاً لما أكدته مصادر مطلعة، فإن محمد بن سلمان يتبنى بشكل سري مشروع “ديارنا” الإسرائيلي، وقد أصدر أوامر بتوفير كافة التسهيلات من أجل المزيد من تغلغل المشروع في بلاد الحرمين.
ويهدف مشروع ديارنا الإسرائيلي إلى المحافظة على ما يصفه المواقع اليهودية التاريخية في المنطقة العربية وتوريث ذاكرتها للأجيال القادمة.
ويواصل المشروع منذ نحو عقد ونصف العمل بصمت على تغلغل الوجود اليهودي في مجتمعات الشرق الأوسط والمجتمعات العربية خصوصًا لإضفاء صبغة شرعية لإسرائيل واحتلالها.
وعمد مدير المشروع الذي تأسس عام 2008 “جيسون غوبرمان” إلى اختيار الاسم المثير للجدل (ديارنا) للإيحاء بأحقية اليهود في “استعادة” تراثهم المزعوم في مواقع متناثرة في الدول العربية وحتى إيران.
المشروع يدعي وجود مواقع تراثية يهودية في الدول العربية وإيران وتُطالب بترميمها. وبدأت طواقم المشروع بالاستعانة بخرائط تطبيق “غوغل إيرث” وجهازي حاسوب، وبعد سنة من العمل المتواصل وشبكة واسعة من “الأصدقاء” أطلق المشروع نفسه بشكل رسمي صيف 2008.
من الأماكن التي يسعى الى توثيقها مشروع ديارنا في السعودية هي: جزيرة تيران، وقصر الابلق في مدينة تيماء بمنطقة تبوك، ومدائن صالح في العلا، ومدينة الحافظ التي تضم أقدم المواقع الاثرية في تاريخ شبه الجزيرة.
وكذلك جبل ووادي اليهود في خيبر، وحصن كعب بن الاشرف في المدينة، ومقبرة البقيع في المدينة، ومنطقة السيح في المدينة، ومدينة أبو عريش الواقعة في منطقة جازان إلى جانب مدينة نجران في الجنوب.
فبحسب ما ذكره الموقع؛ فإن فرقًا متعددة من إدارة المشروع اليهودي تنظم زيارات “ودية” إلى دول عربية، حيث تدّعي تواجد مواقع تراثية يهودية وتُطالب بترميمها سواء بجهود ذات الدولة أو بدعم من المشروع.
وفور وصول جهود الترميم إلى خطوات متقدمة، تعمل “ديارنا” جاهدةً للمطالبة باستعادة وتملّك تلك المواقع لتكون ضمن التراث اليهودي، وأخيرًا التجرؤ وطلب التعويض لليهود الذين عاشوا في تلك الدول بزعم أنها “أملاك وإرث يهودي”.
ويزعم مؤسسو المشروع التوسعي أنهم يهدفون في ظاهره إلى المحافظة على التراث اليهودي في الدول العربية، لكن بالتبحّر بين أسطر الموقع الرسمي للمشروع عبر الإنترنت، فإنه يستند إلى خطة ثلاثية أقرب ما تكون إلى وضع اليد والاحتلال بزعم الملكية.
ومع خطورة هذا المشروع التوسعي على المملكة فإن محمد العيسى كان ضيفاً للمشروع في مدينة نيويورك.
فوفقاً لإدارة «ديارنا»، فقد سمح الأمين العام لـ«رابطة العالم الإسلامي»، السعودي محمد بن عبد الكريم العيسى، بمنح تسهيلاتٍ لعمل الطواقم التطوّعية في دول الخليج، وخاصةً في السعودية.
وقد مدح العيسى علنا منسق المشروع “جايسون جوبرمان” وما وصفه دور الأخير في “مكافحة معاداة السامية”.
إضافة إلى أن مجلة رابطة العالم الإسلامي في العدد 54 النسخة الإنجليزية سلطت الضوء على مشروع ديارنا الإسرائيلي والترحيب السعودي الرسمي بالمشروع.
أما قناة MBC الممولة سعوديا فقد استضافت جايسون جوبرمان ببرنامج في الأفاق وروجت إلى تقديم تسهيلات حكومية سعودية له.
ويؤكد نشطاء سعوديون أن التطبيع العلني الذي يمارسه محمد بن سلمان مع إسرائيل يمثل خيانة للوطن وللمجتمع وللمقدسات وللأمة الإسلامية وللإنسانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق