قبيلة في الهند تشرب من الجماجم وتأكل اللحم البشري
هشام محمود
عضو مؤسس فى منظمة “إعلاميون حول العالم”
قبيلة مرعبة تعيش في المقابر، وتتناول اللحم البشري في الهند.
وتشتهر قبيلة الأغوري في الهند باستخدامها الجثث البشرية، وأفرادها يثيرون خوف الكثيرين بسبب طرقهم الغريبة المتعقة بالتنوير الروحي.
والتقطت إحدى الصور اللحظة التي قام فيها رجل برفع يديه قبل الشرب من جمجمة بشرية حقيقية. وفي صورة أخرى، يظهر رجل جالساً مع جمجمة بشرية حمراء تطفو فوق وجهه المغطى بغبار أبيض غريب.
وبينما تتبع هذه القبيلة الإله الهندوسي شيفا، يُنظر إلى ممارسات الأغوري على أنها متناقضة مع الهندوسية الأرثوذكسية.
وتؤمن قبيلة الأغوري بالزهد، ويمارس أفرادها التأمل. وتعيش القبيلة في أجواء من الغموض، وتُعرف بطقوس ما بعد الوفاة، لا سيما ممارسة أكل لحوم البشر. وينتشر أفرادها بين مواقع حرق الجثث في الهند، حيث يقال إن شيفا كان يسكن ويتغذى على ما يرميه الآخرون هناك.
وغالباً ما تُحرَق الجثث ثم تنتشر في نهر الغانج، ولكن يتم التخلص من بعض الجثث دون حرقها. ويقال إن قبيلة الأغوري تجمع هذه البقايا وتستخدمها للتنوير الروحي، فيستعملها أفرادها غطاء لأجسادهم أو للبناء، أو يتناولونها طعاماً.
وبالإضافة إلى تناول لحم البشر، يشرب الأغوريون أيضاً المياه من جماجم بشرية ويتناولون رؤوس الحيوانات الحية.
ويعتقد الأغوريون أنه من خلال غمر أنفسهم في ممارسات يعتبرها المجتمع من المحرمات، فإنهم في طريقهم إلى تحقيق التنوير. وعلى مر السنين، شملت هذه الممارسات التأمل فوق الجثث، وغمر أجسادهم بالرماد البشري.
أكل لحوم البشر لا يزال مستمراً في هذه الدول
رغم أنّ أكل لحوم البشر انتهى منذ عقود حول العالم، إلا أن تحقيقات واستقصاءات صحافية وحقوقية أكّدت أن هذه الظاهرة/الجريمة لا تزال مستمرة على الأقل في ثلاث دول.
بابوا غينيا الجديدة
في عام 2012، أوقفت الشرطة الغينية الجديدة، 29 شخصاً من قبيلة “كورواي” بتهمة أكل أعضاء ضحاياهم بعد قتلهم، وصناعة الحساء من بعض هذه الأعضاء. أما الشهر الماضي فقد تحدّث ثنائي أميركي، عائد من بابوا غينيا الجديدة، أنه تم اعتقالهما من قبل القبيلة وهددوا بأكلهما وأكل أعضائهما قبل أن يطلق سراحهما.
ليبيريا
قبل أربع سنوات صوّرت شبكة “فايس” وثائقياً عن أكل لحوم البشر عند زعماء الحرب في ليبيريا. وتبيّن أن قسماً كبيراً من الشعب سبق أن أكل لحوماً بشرية بسبب الاعتقاد السائد بأنها مصدر قوة.
الكونغو
أصدرت الأمم المتحدة عام 2003، تقريراً دانت فيه قيام إحدى القبائل المسلحة بأكل لحم المعارضين لها، بعد أسرهم. بعدها بعشر سنين، خرجت إلى العلن قصة سيدة تدعى ماريا، مبتورة اليد، تحدّت هؤلاء المسلحين، فقطعوا يدها وحولوها إلى حساء، بعدما هاجمتهم لتنقذ ابنها منهم.
كلوا لحوم البشر في العصر الحالي
بداية القصة عندما يتجمع الرجال حول أحد الأشخاص المتوفين ويتحدثون عنه وصفاته الحسنة، ويبدؤون بضرب رؤوسهم وإطلاق أصوات مرعبة لتهرب الأرواح الشريرة وإيذانًا للنساء ببدء طقوس مروعة، حيث يصل إليهن جثة المتوفى وينطلقن به إلى المذبح ومكان الطبخ ويبدأن في مراسم الدفن العجيبة، وذلك من خلال بدء تقطيع جسد المتوفى إلى أجزاء صغيرة كلحم، واختيار باقي الأعضاء كالقلب والكبد والكلى والمخ وهي أهم شيء في جسد المتوفى وأكثرها استخدامًا عند الأكل.
وبعد شواء اللحم يقدم لحم المتوفى في صورة طبيعية على الحساء ثم يعطى لأبناء المتوفى، أطفاله وزوجته ولهما فقط الكبد والمخ حيث إنه لا يأكلهما إلا من كان يحبه المتوفى وتنتهي المرحلة الأولى من مراسم الوداع بشرب الدماء وكلما شربوا أكثر كان حبهم أكثر للمتوفى.
إنها الحقيقة الموجودة حتى الآن عند قبائل بابوا التي تعيش في غينيا الجديدة حتى الآن، وتقيم تلك الطقوس المثيرة للرعب والاشمئزاز.
وما زالت القبيلة تتمسك بأسوأ الطقوس حيث تأكل النساء والأطفال لحم رجال القبيلة المتوفين، وهو ما يعد بروتوكولاً صارمًا مفروضًا عليهم.
وتعيش قبيلة بابوا في عزلة عن العالم حيث تعيش في أرض غينيا وتحديدًا فوق المرتفعات الشاهقة لمقاطعة البابوا ذات التضاريس القاسية، حيث يستخدمون أقنعة طينية مرعبة الشكل وذلك لترويع أعدائهم وحتى ترضى عنهم معبوداتهم وفق اعتقادهم.
وتنتشر في غينيا- شمال نيوزيلندا وأستراليا – مئات القبائل البدائية التي مازالت تعيش في أدغال وأحراش غاباتها المطرية الكثيفة بمعزل عن العالم لآلاف السنين.
وتتميز كل قبيلة بعاداتها وتقاليدها ولغتها أيضًا، حيث يوجد هناك أكثر من ٨٥٠ لغة مختلفة وقد ساعدها ذلك على الاحتفاظ بنمط حياتها البدائي القائم على جمع الثمار وصيد الحيوانات وأكل البشر.
ويأتي السبب في عزلة أبناء تلك القبائل حتى الآن من خوف الناس من التوغل في مناطق الغابات خوفًا من القبائل المتوحشة القاطنة في الغابات، حيث يتناقل الناس الكثير من القصص حول ولع السكان بأكل لحوم البشر وتعليق الرؤوس البشرية كزينة على البيوت حين يموت أحد أفراد القبيلة ويلفظ أنفاسه الأخيرة تتجمع النساء من أقاربه حوله.
ويجب أن تكون الجثة خالية من الأمراض إذ لا يأكلون لحم المريض خوفًا من العدوى ويعشق أفراد قبائل البابوا لحم البشر مثل البطاطا.
العقاب الإلهي وكوريو
وقد ظهر مرض جديد وغريب أُطلق عليه اسم “كوريو”، وكان سببًا رئيسًا في القضاء على عادة من أسوأ العادات في تاريخ البشرية، حيث كان المرض يسبب حالة من الارتعاش اللاإرادي في اليدين والقدمين، فلم تكن مثل هذه الأمور شائعة لدى قبائل البابوا.
كما أنهم لم يكونوا على دراية بالطب والأطباء، ولهذا اعتقدوا أن ذلك المرض جاء نتيجة أكل لحوم الموتى، وأنه إذا استمر فسيقتلهم جميعًا، وعلى الرغم من ذلك بقي القليل من تلك القبائل يمارسون هذه العادة المقززة، واستعاضوا عن أكل لحوم البشر بحرق الجثث حاليًا.
مرض انتشر فعلاً في غينيا، والسبب: أكل لحوم البشر
في بابوا غينيا التي تحتل الشطر الشرقي من جزيرة غينيا الجديدة، الواقعة في المحيط الهادي إلى الشمال من قارة أستراليا، ومع بدايات عام 1957 بدأ مرض شديد الغرابة في الانتشار، تحديداً بين أبناء قبيلة تدعى “فور”، إذ أصاب قرابة عشرين ألفاً من أبناء القبيلة دفعة واحدة، حتى أنه كاد يفنيها عن بكرة أبيها.
كيف انتشر هذا المرض؟ ولماذا اختار أبناء “فوري” ليكونوا ضحاياه دوناً عن غيرهم؟ نجد أجوبة عن هذه الأسئلة بتتبع التقاليد الغريبة التي اتبعها أبناء هذه القبيلة لسنوات طويلة.
كان لأبناء قبيلة فور طقوس معينة يمارسونها عند موت أحبابهم، لم يعتادوا البكاء والنواح فوق جثث موتاهم، كما لم يعتادوا إقامة مراسم دفن مهيبة لأقربائهم.. عوضاً عن ذلك كان أبناء القبيلة يطهون لحم الميت ثم يأكلونه، ظناً منهم أن روح الميت ستتحرر بهذه الطريقة.
عنصرية تجعل النساء أولى الضحايا
لا تتساوى النساء والرجال في قبيلة “فور” حتى عندما يتعلق الأمر بأكل لحوم الأموات.
فقد كان للرجال أفضلية بأكل لحم الميت، أما النساء فتترك لهن الأجزاء الرخوة من الجسد كالدماغ مثلاً، ولسوء حظهن فإن هذه الأدمغة تحوي ما يسمى بالـ”بريونات” التي أطلق عليها لاحقاً اسم “البريونات الفتاكة” وهي جزيئات بروتينية يسبب تناولها مرضاً معدياً يدعى “كورو” والذي يؤدي إلى الضحك حتى الموت.
مع ذلك لم يسلم رجال القبيلة كذلك مما بات يعرف بمرض “كورو”، إذ سرعان ما انتقلت العدوى إليهم كذلك، وبدأ “كورو” منذ ذلك الحين بحصاد الأرواح.
ما هو داء “كورو”؟
داء “كورو” أو داء “الضحك المميت” أو كما يسميه الأطباء “اعتلال الدّماغ الاسفنجي المتنقل”، بدأ في الانتشار في عام 1957 لكن لم يتم تشخيصه حتى عام 1976 على يد الطبيب الأمريكي كارلتون جايدوشك، والذي حاز على جائزة نوبل لاكتشافه هذا المرض.
وقد سمي بهذا الاسم نظراً للرعشة الشديدة التي تصيب المرضى بهذا الداء، إذ إن كلمة “كورو” تعني “الاهتزاز”.
ينتقل “كورو” عبر أكل لحوم البشر، تحديداً الأدمغة، وهو عبارة عن فيروس يصيب الجهاز العصبي المركزي، ويدخل المريض في نوبة مفاجئة من الضحك الهستيري، ويتطور إلى رعشة مستمرة في جسد المريض مع ألم في الرأس والعظام والمفاصل، وبمرور الوقت يصبح المريض عاجزاً عن الحركة حتى عند البلع والتنفس.
وسينتهي أمر المريض بالنهاية إلى الموت خلال سنة واحدة من ظهور الأعراض كأبعد تقدير.
نهايات المرض
بعد عامين من انتشار “كورو” أي في عام 1959 كانت أستراليا مسيطرة على بابوا غينيا آنذاك، فأصدرت قراراً صارماً بمنع أكل لحوم البشر بشكل نهائي، للحد من ظهور الأمراض.
لكن مع ذلك لم تسلم قبيلة “فور” من المرض نهائياً، إذ إن “كورو” مرض ذكي قد يتخفى مدة طويلة تتراوح بين عشر سنوات وخمسين سنة كي تظهر أعراضه ثانية، وقد توفي آخر شخص مصاب بمرض الكورو.
أكلة لحوم البشر وطقوسهم “شعب السومرست”
منذ وقت طويل سكن شعب غريب الأطوار منطقة سومرست جنوب غرب إنجلترا، وكانت له طقوس “مُعقدة” لأكل لحوم البشر، تتضمن الحفر والنقش على عظام البشر.
وقد اكتشفت العظام المليئة بالجروح المتعمدة وعلامات أسنان البشر في كهف غوف، الواقع ضمن تلال مينديبس، ويعتقد أن عمرها يتراوح بين 12 ألفاً إلى 17 ألف عام، وفقاً لما نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية.
شعب السومرست
ويمكن تعريف أكل اللحم البشري استناداً إلى عبارة: إنسان يأكل لحم إنسان آخر؛ إذ اختار له الباحثون مصطلحاً علمياً وهو “الأنثروبوفاجي”.
وفق الدراسة ذاتها فإن الكهف معروف بارتباطه بأكلة لحوم البشر، لكن الإشارات والعلامات المكتشفة هي دليل على أن أكل لحم البشر كان سلوكاً طقسياً منظماً.
هل كانوا يأكلون البشر؟
من المعتقد أن هذا السلوك كان برمته جزءاً من السلوك الديني أو الطقوس الجنائزية، وما من أدلة دامغة على أن أي مجموعة بشرية عاشت بالاقتيات على لحم البشر غذاءً أساسياً لها أبداً.
وقد حدث جدلٌ حول كون هذه العلامات الموجودة على العظام في كهف غوف منقوشة محفورة عن عمد أم أنها مجرد آثار لعملية ذبح الجثث.
ولكن فريق البحث في متحف التاريخ الطبيعي استنتجوا في مقالة لهم بمجلة Plos One الدورية أنه “لا شك” في أن سلسلة “الشقوق المتعرجة هي علامات نقش، وهي ليست نتاج هدف منفعي، بل مجرد تجسيد ودلالة فنية”.
وأضاف فريق الباحثين “كما في قطع عظام منقوشة أخرى وجدت في كهف غوف نفسه، فإن هذه الشقوق والجروح متناسقة جداً في طولها ونقشها الكلي، وفي أسلوب وتكنيك الإنتاج”.
جاء أيضاً في مقال الصحيفة “على عكس النقوش الشرائحية التي تنتُج عادة من ضربة مفردة وحركة تقطع شريحة، فإن هذه النقوش هي نتاج مزيج حركات هي الضربة الواحدة والضرب من جهتين وإحداث شقوق كشط”.
وقال الباحثون إن النقوش تبدو من صنع فرد واحد استخدم أداة واحدة عاش في فترة زمنية ما، ثم من بعد النقش عليها تم تكسير العظام لاستخراج نخاعها.
فريق الدراسة تابع “لا يسعنا سوى التكهن بالإطار الذي تمت ضمنه هذه الطقوس، فحفر ونقش الأشياء والأدوات المنفعية لطالما ارتبط بطرق لتذكر الأحداث أو الأماكن والظروف، كأنها “ذاكرة مكتوبة” و”صمغ رمزي” يربط فئات المجتمعات المركبة ببعضها البعض.
وقالوا أيضاً “لعل النقش على هذه العظام كان جزءاً من “قص رواية” مرتبطة مباشرة بالموتى أكثر من البيئة المحيطة، فلعلها تشير إلى الفرد الميت وأحداث مرت بحياته أو ربما الطريقة التي توفي بها أو ربما طقوس أكل البشر نفسها”.
وقال العلماء إن العظام لم تصمم ليتجول بها حاملوها هنا وهناك، وإنما كانت “تنقش بسرعة بالحد الأدنى من التحضير والجاهزية… ثم تكسر وترمى”.
أكلة لحوم البشر
يبلغ عدد آكلي لحوم البشر في العالم، خلال وقتنا الحاضر، قرابة 3 ملايين شخص، ويعد أكل لحوم البشر تقليداً راسخاً في عدة مجتمعات حول العالم.
فيما يلي نتعرف على أصل أكل اللحم البشري، قبل أن نغوص في الأسباب التي جعلت منه ظاهرة مسكوتاً عنها داخل المجتمع المدني المتحضر، بحسب موقع Hitec الفرنسي.
الجذور قديمة لكن القضية مُعاصرة
يمكن تعريف أكل اللحم البشري استناداً إلى عبارة: إنسان يأكل لحم إنسان آخر؛ إذ اختار له الباحثون مصطلحاً علمياً وهو “الأنثروبوفاجي”.
وعموماً، اكتشفت البحارة المستكشفون الأوروبيون هذه الظاهرة، لأول مرة، خلال اختلاطهم بشعوب أمريكا اللاتينية البدائيين، الذين يعتبرون أول شعوب العالم التي أكلت لحم البشر.
وفي الواقع، تعد ظاهرة أكل لحوم البشر ظاهرة قديمة منذ ظهور الإنسان، حيث اكتشف العلماء آثار ذبح على بقايا هياكل عظمية بشرية تعود لحقبة ما قبل التاريخ.
ما هي الأسباب؟
ولسائل أن يسأل: ما السبب الذي دفع الإنسان لأكل اللحم البشري؟ في الحقيقة لم يجبنا التاريخ عن هذا السؤال، رغم أن بعض الحضارات البدائية قدمت لنا لمحة حول دوافع أكل الإنسان للحم البشري.
ومن جهة أخرى، يعتبر أكل لحم البشر جزءاً لا يتجزأ من الطقوس الشعائرية لمعتقد ما.
ومن هنا، يمكن أن نشير إلى أن سبب أكل بعض البشر لحم بعضهم يعود لتولّد إحساس بالكراهية في نفس الإنسان، لدرجة أنه مستعد لإهانة غريمه بأي طريقة حتى لو كلفه ذلك أكل لحمه.
وتجدر الإشارة إلى أن أكل لحم البشر لا يعني بالضرورة أكل الجسم البشري بأكمله؛ بل هناك مناطق معينة في جسم الإنسان تفتح شهيّة “هذه الوحوش البشرية”، التي غالباً ما تكون منطقة الفخذ والردفين.
أساليب أكل لحم البشر
وفي سياق آخر، وجب تحليل اختلاف أساليب أكل اللحم البشري، فأولاً يتم أكل اللحم البشري استجابة لرغبات ومعتقدات شعائرية دينية أو ثقافية.
وللتوضيح أكثر، نأخذ على سبيل المثال شعب “التوبي غواراني” الأمازوني، الذي يدقق بعناية في التحضيرات التي تسبق تنظيم طقوس أكل اللحم البشري، وذلك بحسب ما تمليه عليهم تقاليدهم.
ويستهلّ شعب “التوبي غواراني” هذه الطقوس برقصة حول الضحية البشرية، بعد إلباسها ثياباً خاصة بهذا الطقس.
بعد ذلك، يستدعي المشرفون على هذه الشعائر جيرانهم في القبائل المجاورة للمشاركة في هذه “الحفلة”.
وفي الأثناء، تُختتم السهرة بإعدام الضحية البشرية، باستعمال دبوس ضخم، قبل أن يُشقَّ ظهرها ويوزع لحمها على الحاضرين.
من جهة أخرى، وبعيداً عن جو الطقوس والشعائر، تختلف طريقة أكل لحم البشر من مجتمع إلى آخر، وتعد ضمن المجتمعات العصرية بمثابة الجريمة.
وبصورة أوضح، هناك مجرمون تتولد في نفوسهم الرغبة في أكل لحم ضحاياهم.
وفي الحقيقة، فسر سيغموند فرويد ذلك بأن هذه الرغبة تتولد في نفس المجرم، نتيجة لإحساسه بـ”الذهول والاشمئزاز” في آن واحد.
الحصول على الغذاء
أما بالنسبة للطريقة الأخيرة، فهي تندرج ضمن أكل لحم البشر بهدف الحصول على الغذاء نتيجة النقص والحرمان.
وبصفة أدق، نحن نتحدث عن الحرمان الناجم عن كوارث طبيعية من شأنها أن تقضي على كل أشكال الحياة.
وفي هذه الحالة، يلتجئ البعض لتجربة اللحم البشري لسد رمق جوعه بعد انعدام الحلول.
ورغم منع المجتمعات الحضرية أكل لحوم البشر، فإن هناك مجتمعات أخرى ما زالت تحن إلى أعراف قبائلها القديمة على غرار جمهورية الكونغو الديمقراطية؛ إذ إن هذه الدولة ما زالت تحارب ظاهرة أكل لحوم البشر في مجتمعها.
وفي هذا الإطار، تعرضت قبيلة “بيغمي” التي تعيش في غابة “إيتوري” الكونغولية لانتهاكات مورست في حقها خلال فترة الحروب التي مرت بها البلاد.
وقد تم فتح تحقيق للكشف عن هذه الانتهاكات، حيث تبين أن أكل اللحم البشري كان أحد أكثر الأساليب انتشاراً خلال هذه الحروب؛ ما سبب آنذاك إحراجاً للرئيس الكونغولي، في المقابل لم يتحرك المجتمع الدولي لإدانة هذه الجرائم.
بداية التجريم
حاول أخصائيو علم النفس وعلم الأعراق منذ فترة فهم ظاهرة “أكل اللحم البشري”، حيث درسوا هذه الظاهرة منذ بداياتها إلى أن توصلوا، في الوقت الراهن، إلى أهمية التكتم على هذه الظاهرة؛ نظراً لخطورة البوح بها داخل المجتمعات المعاصرة.
وترتكز أهم الأبحاث أساساً على ما توصل له العلماء من اكتشافات صادمة حول الممارسات الهمجية للشعوب الهندية القديمة.
ومع مرور الوقت، أضحى أكل لحم البشر جريمة حقيقية، حيث تم إصدار جملة من العقوبات في هذا الشأن.
ومن بين أشهر أكلة لحوم البشر في هذا العصر الطالب “إسي ساجاوا”، الذي التَهمَ صديقته الهولندية سنة 1981 في باريس.
إسي ساجاوا
بعد ذلك، أضحى هذا المجرم يتواتر على ألسنة الناس أياماً طويلة، خاصة أنه لم يعرب عن ندمه بسبب ما اقترفه.
والجدير بالذكر أن ساجاوا ليس الوحيد الذي أكل لحم بشر في هذا العصر؛ بل يعد “آرمين مايفيس” أكثر وحشية منه، حيث حُكم عليه بالسجن المؤبد بعد إدانته بقتل وأكل لحم شخص تعرف عليه عبر الإنترنت خلال سنة 2004.
وفي الحقيقة، أزيح الستار عن حقيقة أكل لحوم البشر، حيث أضحى الموضوع متداولاً لدى وسائل الإعلام على غرار، جريمة إسي ساجاوا التي بثت قصته إعلامياً؛ إذ اختار الصحفيون اسماً مستعاراً للمجرم من قبيل “السخرية”.
فضلاً عن ذلك، أصبحت هذه الظاهرة بمثابة مصدر إلهام للسينما على غرار أفلام “الأموات الأحياء” التي تصوّر في الأصل “آكلي لحوم البشر”.
من جهة أخرى، يرى البعض أنه من الأفضل التكتم على موضوع “آكلي لحوم البشر” داخل المجتمعات الحالية المتحضرة، في الوقت الذي تعمل فيه وسائل الإعلام على التشهير بهذه الظاهرة الهمجية بهدف تجريمها.
في المقابل، تعاطى البعض مع الموضوع بسخرية، حيث اعتبروا أن أكل لحم البشر من شأنه أن يحدّ من كارثة المجاعة في العالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق