كلمات .. أمام الغزو البهيمي الغربي
يقول الإبراهيمي رحمه الله:
“ما زال للهِ جندٌ ميسَّرٌ لنَصرِ دِينِه، تجهِّزُه العنايةُ الإلهيةُ لحينِ الحاجةِ إليه”. آثاره (158/3).
ثق تماما أن في هذه اللحظات وفي كل اللحظات، هناك همم واعدة تتهيأ لها الأسباب لحين الوقت المناسب للاستعمال.
فأمة الإسلام مصنع للهمم المباركة إلى آخر الزمان.
ونحن نرى الغزو البهيمي الغربي يجتاح العالم ويفرض بقوة الإعلام ونفوذ السياسة وبطش القوة العسكرية وكل مكر وحيلة وخبث، استحضروا قول الله تعالى (لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم)
لقد آن أوان هذا الظلام أن ينجلي وتشرق الشمس بنور ربها.
(ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا).
سنن الله في الأرض .. عظيمة جدا .. مذهبة لكل هم وغم .. تنبعث معها السكينة والطمأنينة والثقة بوعد الله الحق.
لا تخفى على مرابط على القرآن والسنة،
ولا على متفكر في تاريخ الأمم والسير ..
ولا على متبصر في الواقع مستحضرا معاني الحق ومعالم النصر!
إنها هيبة الإسلام!
الفرق بين من ينجز ومن يتعثر!
هو الإيمان.
فقط المؤمنون بالله عز وجل والموقنون بوعده .. من يملكون الكلمة الأخيرة في هذا الصراع بين الإيمان والكفر.
فقط من أخذوا الكتاب بقوة، وأبصارهم تمتد لأفق الملاحم، وأرواحهم تستقي القوة والقدوة من عصر الجيل المتفرد من سيحسمون فصول الصراع الممتد.
أمة الإسلام أمة أعجزت الأمم عبر التاريخ،
أمة أذهلت صفحات التاريخ بطولة ونجابة وقوة وصعودا مهيبا!
أمة تقوم في قلب المحن!
تنهض في عواصف الخذلان والغدر
تنبعث مهما كان المكر كبارا
لأنها تملك سر الانبعاث: القرآن والسنة
فاحفظوا هذا السر وتبايعوا على فدائه .. فذلك النصر وإن لم نشهده!
كل الفخر أن تكون مؤمنا ولو كنت أفقر الناس.
كل البطولة أن تكون مستعليا بإيمانك وإن ذلّ كل الناس.
كل الشرف أن تعيش مستمسكا بالعروة الوثقى لا انفصام لها .. وإن ضل كل الناس!
كل النصر بالاستقامة كما أمر الله وإن انحرف كل الناس ..
إنما هي قضية صبر ساعة ثم تبصر فضل الله الذي لا يبارى!
(الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم)
ومن ابتغى سبيل مغفرة الله عز وجل .. يرجو رحمته .. فقد استوجب فضل الله تعالى سبحانه.
(وَقَال الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَومِي اتَّخَذُوا هَٰذَا القُرْآنَ مَهْجُورًا)كيف تطمع أن تبصر بنور من الله وأنت تهجر كتاب الله تعالى!
كيف تطمع أن تسير بخطوات ثابتة لا لجلجة فيها وأنت مفرط في سيرة وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم!
كيف تدخل طريقا تحفه الأخطار وأنت لم تستعد لها!
(إنهم يكيدون كيداً .. وأكيد كيداً)
كل التفاصيل المصيرية في القرآن والسنة،
أدق تشخيص وأدق علاج، كله مبسوط في الآيات والأحاديث..
كل ما كان وما سيكون معلوم في ميراث الإسلام المهيب!
فلا تعمى بصيرة مستمسك بهذا الميراث إنما يضل ويشقى من تكاسل وسوّف واستهان وبخس هذا الميراث العظيم.
يقول ابن القيم رحمه الله: “على قدر محبتك له يكون تأثرك بكلامه جل جلاله”. تهذيب المدارج 726/2
لذلك فإن البداية تكون بمعرفة الله عز وجل وتقديره حق قدره، بمحبته وبحث أسباب نيل محبته سبحانه.
ثم حين تستقر المحبة والخشية في القلب،تبصر فتوحات الله تعالى .. وإن عميت عنها القلوب من حولك.
في زماننا، أعداء الإسلام أكثر إدراكا لعظمة وقدرات هذه الأمة من كثير من المسلمين أنفسهم.
وإلا لما رأيت كل هذا الاستنفار لمجرد التواصي بفكرة إسلامية! حتى أضحت أوروبا تعيش الرعب والهلوسة ونحن لم نستقو بعد!
يخشوننا ونحن لم نملك بعد جيوشا نحركها نحو أراضيهم!
فكيف إن استقوت الصفوف وانتظمت!
أكثر ما يعول عليه أعداء الإسلام .. زرع الانهزامية فينا ..
حتى يأمنوا الاستعلاء بالإيمان ..
لذلك أبقوا جذوة الاستعلاء مشتعلة، متوارثة . متلاحمة .. محفوظة، حتى يأذن الله .. وكان أمر الله مفعولا.
المسلمون هم جند الله في الأرض لحفظ البشرية من الغزو البهيمي الغربي الذي يقوده شياطين الجن والإنس.
ولن يكون هناك أكثر أهلا لهذه الملحمة من المسلمين .. إن أحسنوا الاستعداد لها .. والتحصن والتخطيط.
ولا يكون ذلك بدون الاحتكام للقرآن والسنة .. فأحيوا ذكر الجيل المتفرد قدوة واتباعا..
(وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ)
(وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)
(وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ)
(فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ)
(فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ)
فأنت المؤمن العزيز بإيمانه .. تنشد النجاة والنصر من الله مولاك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق