الأربعاء، 7 فبراير 2024

السلوك العصابي لجنود الاحتلال في غزة

السلوك العصابي لجنود الاحتلال في غزة

علي أبو هميلة

 

لم يكن غريبا أن يقوم الجيش الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، بالتحقيق مع أحد جنوده في سرقة أليات وذخائر عسكرية من وحدته أثناء وجوده في الحرب على غزة.

هذا الفعل يشير إلى سلوكيات أفراد الكيان عامة وأفراد جيشه الذي يسرق الوطن من أهله ويستولي على بيوت الفلسطينيين.

شهدنا الكثير من الأمثلة لسلوك هذا الجندي العصابي على مدار تاريخ الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين، آخر تلك المشاهد التي سجلتها كاميرات الأهالي في فلسطين كان ما حدث في حي الشيخ جراح، عندما حاول مستوطنو الكيان الصهيوني الاستيلاء على بيوت أهالي الحي، وهناك الفيديو الشهير لأحد المؤثرين على اليوتيوب حينما تمثل فيه الحوار بين صاحب الأرض والمنزل والمستوطن الذي جاء ليأخذ منزله، فهذا جزء من التركيبة النفسية والاجتماعية لكل أفراد الكيان المغتصب للأرض العربية في فلسطين.

الحادثة ليست بمعزل عن الفكرة العامة للكيان، فهو يسرق من وحدته ويبيع ما يسرقه عند عودته من غزة للمستوطنين، ومثل هذه النوعية من السرقات تباع لمجرمين من هؤلاء المستوطنين، فماذا يفعل الإنسان الطبيعي بالأسلحة والذخائر المسروقة من وحدات الجيوش؟  فهو يعني تحول كل سكان الكيان أو معظمهم إلى حاملي أسلحة وهذا يثبت الإحساس العام لديهم بعدم الأمان، وبالتالي إحساسهم بأنهم ليسوا أصحاب الأرض ولا مكان لهم عليها.

لم تكن السرقة الأولى

السمة العامة للكيان الصهيوني هي السرقة، فهم سارقو الأوطان، منذ قدومهم إلى أراضينا في فلسطين مرورا بسرقتهم القدس وسيناء الجولان والضفة وغزة عقب حرب يونيو/حزيران 1967، وفي جنوبي لبنان عام 1982، لذا وخلال حرب الأشهر الأربعة الماضية لم تخلُ أيامهم من سرقات فردية تؤكد الفكرة الكلية المبني عليها هذا الكيان، شهدنا في بدايات الهجوم البري على غزة الكثير من سرقات المنازل التي يقتحمونها ويقلبون أوضاعها رأسا على عقب بحثا عن “لا شيء” ثم يستولون على بعض المتاع والأجهزة، ويخربون بكل ما لديهم من كراهية لأصحاب الأرض والوطن.

شهد العالم أيضا وعبر الفيديوهات الموثقة ما يقوم به هؤلاء من سرقات لمحال كثيرة في شمال غزة أثناء هجومهم على أحياء المدينة، الجنود يدخلون إلى المحال التجارية ويكسرون الأرفف بمحتوياتها ويسرقون المنتجات ويأخذونها إلى أماكن تجمعهم، وهكذا كان سلوك هؤلاء المغتصبين في المكتبات والمدراس والمستشفيات التي دخلوها خلال الحرب الدائرة على كل مظاهر الحياة في فلسطين.

لم يكن غريبا على هؤلاء وقادتهم، الأسبوع الماضي، أن يقتحموا جامعة الإسراء في غزة، ويسرقوا 3000 وثيقة تاريخية منها في محاولة لطمس التاريخ وعناوين التاريخ الأزلي لفلسطين، هم يشعرون بالضآلة أمام وثائق ومقتنيات وتراث أكبر من عمر كيانهم المزعوم مئات المرات ثم قاموا بتفجير الجامعة، بل إنهم يتعمدون قتل النساء والرجال الذين يتحدثون بأن أعمارهم أكبر من عمر هذا الكيان، نذكر المرأة الفلسطينية التي قالت هذا ثم بعدها بأيام استشهدت على يد أفراد عصابة العصر المحمية من كل الغرب.

لم تكن السرقة مظهر السلوك العصابي الوحيد من سلوكيات جنود جيش الاحتلال في غزة، فهم يقومون بتدمير الأحياء السكنية، مربعات سكنية بالكامل يتباهى جنودهم بتدميرها وإهداء التدمير إلى ذويهم في سلوك إجرامي متأصل وكناية عن حقدهم التاريخي على الحياة والحجر في فلسطين، سلوك انتقامي يمتّ لكائنات حيوانية مغولية نشاهدها في الأعمال التاريخية.

يرقصون لعودتهم فرحا

إنهم يعيشون بلا علاقة مع البشرية، لا يمتون للإنسانية بصلة في سلوكياتهم، والمثل على ذلك ما حدث منذ أيام مع الطفلة هند ورجال الدفاع المدني الذين ذهبوا لإنقاذها بعد استشهاد كل أفراد أسرتها نتيجة القصف على منزلهم، ولا يزال الجميع لا يعرف ما حل بها ولا بمن حاول مساعدتها.

السلوك العدواني لم يكن الأول في التعامل مع الأطفال والنساء في فلسطين، وخاصة في قطاع غزة الذي يواجه أهله ببسالة شديدة العصابات الصهيونية وسلوكياتها، آلاف الحالات والمشاهد اليومية التي نراها وتعكس تجرد الثعالب المسعورة من أي معني إنساني.

مشهد الحرائق التي أشعلها جنود الاحتلال الصهيوني عند خروجهم من بعض المواقع في شمال غزة أثناء انسحاب بعض كتائبهم سلوك مريض يعكس ما يعانيه هؤلاء من آلام في القطاع بقدر ما يعكس تعطشهم إلى الدماء والنار والتدمير.

لا يريدون أن يتركوا ملمحا واحدا للحياة، يذهبون تاركين وراءهم الدمار، تعبير عن مدى المعاناة على أيدي المقاومة وأيامهم السوداء في غزة، وكل مكان فيها يحكي بطولة لأبنائها وفصائل المقاومة فيها، فبعد السبت الأول في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أصبح هناك سبت أسود جديد ثم أول أمس كان حالكا عليهم، وبينهما كان الاثنين الأسود الذي قُتل فيه 24 صهيونيا وخرج كل قادة الكيان يصفونه بالسواد.

ليس هناك دليل على ما يعانيه هؤلاء على أيدي المقاومة أكثر من الفرحة التي اعترت أفراد إحدى كتائب الاحتلال عندما أعلن قائدهم عودتهم إلى الداخل المحتل، فأخذوا يرقصون ويهللون فرحين بخروجهم من الفخ القاتل الذي وقعوا فيه.

يذيقهم أبطال غزة في الشمال والجنوب مرارة الهزيمة ومرارة القتل الذي يستسهلونه على الأطفال والنساء، فكل أيامهم ستكون سوداء على أيدي أبطال فصائل المقاومة الفلسطينية حتى يعودوا إلى الداخل المحتل منكسرين منهزمين، سوف يُقهرون في غزة، وتنتصر المقاومة على طريق تحرير كامل فلسطين من البحر إلى النهر، وستذهب دولتهم إلى نهايتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق