أ. د. زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية
تتوالى العناوين كرقصة الأشباح والتوابيت.. تتواري أو تتراقص بلا أقنعة، راحت تتساقط هلعة من سرعة ما تكشفه الأحداث: ضد فيروس السيطرة.. كورونا، الأزمة والتلاعب.. تنبؤات فيما بعد الأزمة.. دكتاتورية السيطرة بكورونا.. الحرب البيولوجية ضد الإنسانية.. وسائل الإعلام البديل وحبل المشنقة.. عناوين وعناوين.. تنساب وتتواري بينما بيل جيتس يحذرنا منذ سنوات بأن "وباء عالمي على الأبواب سيجتاحنا لتغيير العالم الذي نعرفه"! بل تمادي الي درجة أنه تناول السناريو الذي يعيشه سكان العالم ومحركوه منذ بضعة أشهر وكأنهم في مسرحية تدعي: "كورونا والهدم تحت السيطرة للاقتصاد وحقوق الإنسان"..
وتتنبأ العديد من المقالات بموجة ثانية لتلك العاتية كورونا، بعد بضعة أشهر، بل ستكون موجة تتبعها موجات.. وهو ما تنبأت به واحدة من أدق المقالات في الكشف عن المستور: "لن نعود إلى وضعنا الطبيعي.. الي ما كنا عليه"، كاشفة بذلك كيف ستؤدي عمليات الحبس أو الاحتباس الإجباري، وحذر التجول، ثم التسيب بالتدريج المدروس، ثم الحبس ثانية لتربطنا في النظام العالمي لكورونا، بينما بيل جيتس يتمتم: "أول وباء عالمي في العصر الحديث"، وذلك منذ عام مضي تقريبا.. ولعل الكثيرين منا قد لاحظ تكرار عبارات من قبيل أنه ستكون هناك موجة أخري، بل ثالثة ورابعة..
وهو ما سوف يحدث على رأي الطبيب دان إيريكصن، إذا ما خرج الناس من العزل أو من الحبس بجهاز مناعة أضعف مما كان، وبذلك سيكون عرضة لمختلف السيناريوهات.. وخاصة سيتم إلقاء التهمة على من لم يلتزموا بعملية الحبس المنزلي التي دار ويدور اثناءها وفي ركابها عملية التلاعب بالبيانات الشخصية على الإنترنت ومختلف وسائل الاتصال الاجتماعي بحيث يمكن سحب ما لا يتمشى مع اجتياح الموجة التالية واحتياجاتها.. بل لقد بدأت عمليات الغربلة في الغرب وسوف تسري لتنال كل ما هو مخالف لتصريحات منظمة الصحة العالمية العاتية ومستثمريها..
ومن أوضح المقالات الجادة أو تلك التي تألقت في الصحافة الفرنسية، ذلك البحث المطول للكاتب جيمس باريت: "تنبؤات لما سوف يحدث بعد كورونا".
وأول ما بدأ به عبارة لها مغزاها، إذ قد يأخذ المؤرخون فيما بعد حدث "كورونا 2020" لاتهام الصين رسميا بأنها مشعلة الحرائق وبدايات الحرب العالمية الثالثة.. وإن كانت تلك الحرب العالمية الثالثة قد بدأت بالفعل بين الإنسانية وفريق الطغاة الذين يسعون دوما الي استعباد العالم.
ويبدو أن تلك الحرب العالمية الثالثة هي حرب بيولوجية بالفعل، إذ ان كافة تجارب الأسلحة البيولوجية المصنعة مع سبق الإصرار في الولايات المتحدة، عادة ما يقال عنها دوما أنها "لأغراض دفاعية".. لأغراض دفاعية في حالة ما إذا تطاول أحد الطغاة العتاة وبدأ بالاعتداء.. وهنا تلمح عن بُعد أطياف مسرحية الحادي عشر من سبتمبر 2001، لتذكرنا كيف تذرعت الولايات المتحدة بأمر حاسم من مجلس الكنائس العالمي في يناير 2001 ونشر آنذاك، بعد فشله في تنصير العالم لتبدأ الألفية الثالثة والعالم كله قد تم تنصيره. وتذرعت تلك الولايات المتحدة بأوامره لتنسف الأبراج الثلاثة بالهدم تحت السيطرة، لتفجأ بالدليل القاطع الذي يورط المسلمين.. فعلي الرغم من النيران المشتعلة، التي أذابت الصلب الداعم كهيكل للأبراج، اكتشفوا جواز سفر المدعو محمد عطا سليما معافا على قمة الأنقاض!
وبدأت حرب اقتلاع المسلمين بالملايين، وتم هدم عدة بلدان بكل جبروت، على مرأي ومسمع من العالم الأخرس، الذي يعرف متي يتشح بموهبة لا أري لا أسمع لا أنطق.. وانطلقت صيحة بوش الابن عالية مدوية، معلنا عند بدايتها: "أنها ستكون حرب صليبية طويلة المدي".. وقد بدأت الحرب فعلا، لكن من الواضح أن مداها لم يصل بعد الى هدفه..
ولا تزال كورونا تتهادي بين عناوين تتراقص على الساحة الدولية أو على المسرح العالمي الكبير، على أنها: حرب ضد الإنسانية.. دكتاتورية الإلكترونيات وفرض جواز سفر رقمي، مفتاح سيطرة النظام العالمي الجديد.. تخليق كورونا في جامعة شمال كارولاينا بالولايات المتحدة.. وباء عالمي شامل لإنقاذ الرأسمالية وخصخصة الدولة.. تنبؤات حول أزمة مصنّعة محليا.. مرحبا بك في عام كورونا.. فكل تلك المسميات والأقنعة أو الكمامات، ومئات غيرها، لنخرج منها بأهم ملامح المطلوب عمله تحت كواليسها، وهو:
تخفيض تعداد سكان العالم؛ حرب مفتعلة لإسقاط بعض الزعامات خاصة البقايا اليسارية؛ شريحة إرشادية توضع تحت الجلد وفي نفس الأثناء تتم عملية التطعيم الإجبارية وبجوارها للسيطرة على الشعوب؛ هدم المسجد الأقصى في زحمة الأحداث، فالهيكل تم بناؤه فعلا وجاهز على التركيب، والجميع ملهي منهمك بأي شيء.. واقتلاع ما بقي من إسلام يتيم، لا يجد من يدافع عنه فكلٌ ملهي في متاهاته.. سيتم "تقليم أظافرة" على حد قول أحد الطغاة، وذلك بفضل وثيقة "الأخوة الإنسانية" التي انتزعها البابا فرنسيس بالتلاعب وتواطؤ بعض المنساقين في الركاب.. فلقد كان يطالب أمس ويصلي من أجل أوروبا "موحدة وأخوية" ليتمكن من فرض "أخويته" خطوة خطوة علي العالم..
|
زينب عبد العزيز
30 إبريل 2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق