التركيبة السكانية... وعشاق الكويت
ألوانالكاتب:عادل فهد المشعل
ارتفعت أصوات المطالبين بتعديل تركيبة السكان في الكويت، من دون التفكير في تبعات مثل هذا القرار الصعب التنفيذ، نظراً لان الكويت دولة عمل وعدد سكانها قليل نسبياً.
نعم، من الممكن تعديل التركيبة السكانية نسبياً من خلال الإحلال أو سياسة التكويت في بعض الوظائف الإدارية مثلاً، لأنها مرغوبة، وأعداد الخريجين الكويتيين فيها ربما تكفي حاجة العمل، كما يجب أن تعمل الوزارات مثل القطاع الخاص من حيث الصرف وآلية العمل المعتمد على الإنجاز.
نعم، إنني مع تعديل التركيبة السكانية، ولكن مع المحافظة على الكفاءات التي نحن بحاجة ماسة لها، خصوصاً في الأعمال الفنية مثل الأطباء والمهندسين والحرفيين، وليس للإداريين بوظيفة مستشار أو سكرتير أو طباع.
فهناك بعض المستشارين في الوزارات يمنحون الفرصة للاطلاع على تفاصيل أسرار البلد، بل في بعض الأحيان صياغة الــقوانين الــخاصة بــالإقـــامة بــصـــورة تـــتــنـــاسب مع مـــؤهـــلات أبنائه وأحــفادهم، والأمر يمتد إلى قــضــية مَن يتــحكم فـــي الــمعــلومات عبر أجهزة الكمبيوتر التي يتم التعامل بها عن بُــعــد من قِــبــل بــعــض الأشخاص، قد يكونون خارج الكويت، إذ هناك من المقــيــمين مــن يعيشون في بلدانهم ويتم صرف رواتــب لهم وكأنهم يعملون، هذا فساد لا بد من محاربته.
تذكروا أن أهل الكويت جبلوا على ألا يردوا من يأتيهم، وأنه ليس من الشيم أن يقضي أي إنسان عربي أو غير عربي جل عمره في خدمة الكويت، وارتبط بها مع أولاده، لنجد أن لدينا منهم أكثر من ثلاثة أجيال يذوبون عشقاً في الكويت، ثم نطالب برحيلهم. ومن الأمور العجيبة عند الحديث من قِبل البعض عن تعديل التركيبة السكانية، أن يتم التركيز على جنسية معينة من دون غيرها وهي الجالية المصرية، وكل يذكر العناصر السلبية من دون ذكر العناصر الإيجابية، وهذه نظرة ليست موضوعية وغير عادلة.
نعم، هناك عناصر سلبية في كل جالية فهم بشر مثلنا، وليس من العدل أن نذكر العناصر السلبية عند جالية معينة وهم قلة وننسى الشرفاء منهم وهم كثر.
إن الشعب المصري شعب أصيل كريم، وتجمعنا معه الكثير من الوشائج كالدين والقومية واللغة والعادات والتقاليد، والمصاهرة، وبالتالي يمكننا تخيل الأثر النفسي على هؤلاء الأبناء وهم يغادرون بلداً كل حياتهم وذكرياتهم فيه، ولا ننسى الدور والاثر المصري عبر قرن من الزمن ثقافياً عبر الإبداع في مختلف المجالات.
إن العمالة السائبة في الكويت من الوافدين، لم تدخل البلد بصورة غير قانونية براً أو بحراً، بل جاءت وفق قوانين وضعتها الدولة التي كانت وما زالت تحارب تجار الاقامات، فالعمالة السائبة - في حقيقة الأمر - خطرها شديد على الأمن في البلاد.
وعلينا ألا ننسى الأمن الاجتماعي في الكويت، حيث إن المقيم الذي يعيش مع أسرته لسنوات طويلة، سيكون أكثر حرصاً وحفظاً لأمن البلد، من الذي يعيش فيها بضع سنوات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق