البابا: «الكنيسة تحب أطفالكم الشواذ»
د. زينب عبد العزيزأستاذة الحضارة الفرنسية
في اجتماع ثوري أو انقلابي بالنسبة للكنيسة، وتحت هذا العنوان الفاجر، أشارت المواقع الفاتيكانية إلى استقبال البابا فرانسيس أباء وأمهات أطفال شواذ، بكل تصنيفاتهم الجنسية (LGBT)، وذلك يوم 17 سبتمبر 2020. وكان الوفد يضم حوالي أربعون من الأهالي، أباء وأمهات هؤلاء الأطفال.
وفي نهاية اللقاء أكد لهم البابا: أن الكنيسة تحب أطفالكم كما هم، لأنهم أبناء الرب.. وينتمي هؤلاء الآباء والأمهات إلى جمعية «تندا دي چيوناتا» التي تأسست سنة 2018 بمبادرة من القس «دون دافيد اسبوزيتو»، الذي كان يرمي إلى اتساع دائرة هؤلاء الأطفال وحماية حريتهم في اختيار «النوع الجنسي» الذي يختارونه، بأن تستقبلهم الكنيسة وتقدم لهم السند والمساعدة اللازمة على أن يمارسوا «حريتهم الطبيعية» بعيدا عن طغيان أهاليهم أو انتقادات المجتمع الجارحة..
وقامت مجموعة الأهالي المتضررة من نظرات المجتمع وتصرفاته تجاه أبنائهم، بتقديم كتاب تمت ترجمته إلى الإسبانية، يقص المسيرة الصعبة لهؤلاء الأطفال للكنيسة، علي أمل أن تقوم الكنيسة بتغيير نظراتها ونظرات المجتمع تجاه هؤلاء الأطفال الذين يمارسون حقوقهم «الجنسية الإنسانية»! فأجابهم البابا قائلا «بإنسانية» المعتادة: بكل تأكيد، إن الرب يحبهم كما هم، باختيارهم، لأنهم جميعا أبناء الرب، ويجب على الكنيسة أن تحبهم أيضا كما هم!
أي بالشذوذ الذي فُرض عليهم رسميا في المدارس خاصة في فرنسا بات مباحا قانونا وكنسيا. فمنذ حوالي عشر سنوات تقريبا تم فرض تدريس «قانون الچندر» في عاصمة النور..
ذلك القانون المنفلت الذي حاول الغرب فرضه وتطبيقه في مصر آنذاك، من خلال مؤتمر «المرأة والسكان» سنة 1995. ولولا الموقف الصارم لفضيلة الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق ورفضه مقترحات ذلك المؤتمر المنفلت، لتم فرضها علينا منذ ذلك الوقت..
وعندما قام فرانسوا هولاند، الرئيس السابق لفرنسا، بفرض تدريس قانون الچندر التدميري في مراحل التعليم الابتدائي وما قبله، كمادة إجبارية، ثار الأهالي ومنعوا أطفالهم من حضور هذه الحصص التدميرية، فقام السيد هولاند بفرض غرامة ثلاثة آلاف يورو على كل من يمنع أطفاله من حضور هذه الحصص! وكان المنهج يفرض علي الطفل الذي بلغ ثمان سنوات أن يكون قد ألمّ بكل الفوارق عمليا ليختار ما يود أن يكون عليه منذ ذلك السن.
وقد سبق لي تناول هذا الموضوع أكثر من مرة، حماية لأطفالنا لكن، كالمعتاد، لا حياة لمن تنادي..
وقد شرحت مارا جراسي، نائية مديرة الجمعية إلى مراسل جريدة آ?نير” قائلة: لقد شرحت للبابا أننا سعداء الحظ لأننا استطعنا أن نغيّر النظرة التي كنا ننظر بها الي أبنائنا، تلك النظرة التي سمحت لنا برؤية جمال وحب الرب الكامن فيهم. والغرض من زيارتنا هدفه بناء جسر بين هؤلاء الأطفال والكنيسة..
وقد أهدي الوفد إلى البابا قميصا مطبوع عليه راية الشواذ متعددي النوعيات الانفلاتية! كما أضافت رئيسة الوفد عند مغادرتها: أن منظمتها تأمل في خلق حوار بين الأشخاص الشواذ البالغين لتتقبلهم الكنيسة” ثم أضافت: أن ما نعرفه الآن أنه أصبح لدينا نظرة جديدة حيال هؤلاء الأطفال سمحت لنا برؤية جمال وحب الرب فيهم. ثم أضافت: كما نتطلع إلى خلق جسر مع الكنيسة يمكنه تغيير نظرتها تجاههم وأن تتقبلهم كلية.
وهو الأمر الذي يجاهد البابا فرانسيس، منذ سنوات ما قبل اختياره مندوبا للرب على الأرض، أن يفتح الباب للشواذ بالتسلل التدريجي. فالآن ها هو يتقبل الأطفال الشواذ بكل طوائفهم الانحرافية، وجاري إجراءات تقبل الكبار على الرغم من كل ما هو وارد في الأناجيل وأعمال الرسل ضد هذه الجماعة من الشواذ..
والوضع ليس بغريب على البابا فرانسيس، فقد سبق له وتلقي خطابا يوم 3 مايو 2020 ووفدا من العاهرات المتحولات جنسيا، من بلدة توريانيكا، على بُعد 40 كم من روما، يشكون له شدة معاناتهم من البطالة بسبب كورونا.. وأرسل لهم البابا معونة مالية، ليقمن بسداد فواتير المسكن أو شراء ما يلزمهن من منتجات غذائية ضرورية. وهو ما يكشف عن مدي تعلق هؤلاء الأشخاص بالبابا حتى قبل أن يتولى البابوية.. وهو ما يكشف، من ناحية أخري، على حد المقالات المنشورة حول هذا اللقاء، عن مدي الرحمة الموجودة في الرسالة الإنجيلية!
والخبر ليس بخدعة أو مزحة إعلامية، فهو صادر في بعض المواقع الرسمية للفاتيكان، ومنها موقع (fr.aletea.org). وكانت له مقدمات وإعدادات طويلة في العقد الماضي بل وقبله.
فبتاريخ 25/2/2019 وتحت عنوان “الفاتيكان ومؤتمر فضائح الشواذ، الذي أعلن خلاله رينهارت ماركس، رئيس الأساقفة الألماني بوضوح: إن الإدارة الفاتيكانية قد أعدمت العديد من الملفات التي كانت ستثبت التهم الموجهة إلى أصحابها.. فبدلا من إدانة المجرمين الحقيقيين، فالضحايا هم الذين تلقوا اللوم وتم فرض الصمت عليهم.
إلا أن الوضع هنا يختلف، فالتهم كانت موجهة للعديد من القساوسة بمختلف تدرجاتهم، من أدني الي قمة الفاتيكان. لكن الجديد هنا، في هذا اللقاء الذي تم مع البابا، هو من ناحية، نتيجة ما تم فرضه رسميا، في مجال التعليم، في فرنسا وغيرها من الدول، بموجب “قانون الچندر” أو حرية اختيار “النوع الجنسي”، اعتراضا على خلقة ربنا سبحانه وتعالي.
ومن ناحية أخري اللقاء نفسه، بمعني أنها محاولة يقودها البابا فرانسيس لإدخال كل الطبقات والنوعيات البشرية، حتى المنشقة منها، في محاولته حشد الجميع في الكيان الكنسي توطئة لتنفيذه قرار تنصير العالم الذي سيبدأه في شهر أكتوبر القادم..
زينب عبد العزيز
19 سبتمبر 2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق