متلازمة حبة العدس!
عندما اقتحمتْ جيوش السلطان محمد الفاتح مدينة القسطنطينية، وجدوا فيها مجموعة من الفلاسفة قد احتدم النقاشُ بينهم حول حبة عدس، أيٌّ هو وجهها وأيٌّ هو قفاها!
في الحقيقة لم تسقط القسطنطينية تحت نيران مدافع السلطان العظيم محمد الفاتح فقط، لقد كان هؤلاء الفلاسفة المنشغلون بالتوافه جنوداً في جيشه من حيث لا يدرون!
وما أشبه النُخب الثقافية في بلادنا اليوم بفلاسفة حبة العدس في القسطنطينية قديماً!
الحُكَّام سائرون في التطبيع مع دولة الصهاينة، وما نكاد نلملم خيبتنا من تطبيع، حتى تباغتنا دولة أخرى بتطبيع جديد، والحَبْلُ على الجرَّار!
ثم ننظرُ حولنا، فإذا الأزهر يُفتي في حكم وصل الشعر، وصبغ الرموش، ولعبة بوبجي!
هيئة كبار العلماء نائمة نومة أهل الكهف من دون كلب يحرسهم، فما داموا نياماً فلن يقربهم
أحد، ورحم الله أحمد بن حنبل!
برامج الطبخ وتفسير الأحلام مستعرة في قنوات التلفزة، لأن ثمة من يريدنا شعوباً طيِّبةً تأكلُ
وتنام!
خطب الجمعة عن أحكام الحيض والنفاس، وطرق الوقاية من فايروس كورونا! صار الخطباء إما أطباء نسائيين، أو أطباء صحة عامة، ومرض هذه الأمة بالذل والخنوع لا تجد له طبيباً ! ثم إذا ما كثر الحديث على المنابر عن طاعة ولي الأمر، فاعلمْ أننا على أبواب تطبيع!
ثم ماذا؟ هناك فتح علمي عظيم وأحافير، ونظرية تطور، وعظام لوسي، وفخاذ الديناصورة ميمي، والشيء بالشيء يُذكر، والوجع الذي لا يُبكيك يُضحكك، أمسكَ ديناصور بيد حبيبته الديناصورة، فقالت له : تأدب
فقال لها: واللهِ ما انقرضنا إلا من زود أدبك!
ثم إنَّ الجُبن له وجوه عدة منها زود الأدب!
يقول العز بن عبد السلام: من دخل قرية فشا فيها الربا، فخطب فيها عن الزنا فقد خان الله ورسوله!
رحمكَ الله يا سلطان العلماء، لقد تركنا الحديث حول هذه الأشياء الثانوية، نحن نناقش قضايا مفصلية، نريد أن نعرف من أتى أولاً البيضة أم الدجاجة، الشجرة أم البذرة، وحبة العدس من الضروري أن نعرف وجهها من قفاها، فطلب العلم فريضة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق