ــ انقلاب أم "شبه انقلاب" أم "برشا قانوني".. ماذا حدث في تونس؟
– ماكرون يضع نفسه فوق مقام الأنبياء ويرفض هجاءه بالكاريكاتور
تناولت حلقة (2021/8/6) من برنامج “فوق السلطة” العناوين التالية: اللبنانيون يحيون ذكرى قنبلة بيروت ومسؤولوهم غير مسؤولين. واشنطن تدعو سعيّد إلى العودة للديمقراطية في أقرب وقت.
ومفتي ليبيا يحذر من انقلاب ناعم لرجل يصادر كل السلطات. في مصر توجه لرفع سعر الرغيف وتشديد على التغذية السليمة للحوامل. بعد غلاء أسعار اللحوم، الدجاج يحوّل عراقيين إلى نباتيين. ماكرون يضع نفسه فوق مقام الأنبياء ويرفض هجاءه بالكاريكاتير.
ويطرح مقدم البرنامج سؤالا هاما عن آلية قياس إرادة الشعب وخياراته الوطنية في النظم الديمقراطية تزامنا مع ما حدث في تونس، مجيبا بأنها تتلخص في الانتخابات والاستفتاءات، ويضيف ساخرا أن الآلية الثالثة للقياس هي: أحمد موسى، ولأنه لا يوجد له نظير في تونس، فإنه لا يقّصر في القيام بواجباته من القاهرة.
ومن المؤكد أن الحكومة والبرلمان منتخبان من الشعب التونسي، وإن سلمنا جدلا أنه قد ندم على خياراته، فإن العلاج يجب أن يكون تحت سقف القانون، فآينشتاين -في النظام الديمقراطي- له صوته فقط، ولا يُسمح له بمصادرة أصوات العوام.
لكن الأمين العام للتيار الشعبي زهير حمدي يجد أن ما أقدم عليه الرئيس قيس سعيد "برشا قانوني" (قانوني جدا). وفي المقابل، فإن الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي يخالفه الرأي، معتبرا أن ما حدث انقلاب برعاية المحور السعودي الإماراتي.
وللبحث عن الحقيقة خارج اصطفافات الموالاة والمعارضة، يقول النائب والمفكر التونسي الصافي سعيد إن ما حدث يشبه "رقصة الديب في الشمس"، فهو "شبه انقلاب" لم يستشر فيه الرئيس أحدا، ولم يبن موقفه على الدستور.
وبعد إقفاله مكتب قناة الجزيرة وإقالته المدير العام لتلفزيون تونس الرسمي، واحتجاز مراسلة "نيويورك تايمز" (The New York Times) ثم الإفراج عنها ودعوتها إلى القصر ومنعها من توجيه أي سؤال، يؤكد الرئيس قيس سعيد أن "لا خوف أبدا على حرية التعبير".
ووفق أحد خطاباته، فإن سعيد يعمل ليلا نهارا في الوقت الذي يُعبّر فيه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن قلق واشنطن بسبب انحراف تونس عن المسار الديمقراطي، وهذا الوضوح في الموقف الأميركي رأه البعض غامضا، رغم أنه تكرر بلغة حازمة على لسان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان.
وفي وقت يهدد فيه المنحى التصاعدي لوفيات كورونا في تونس، فإن البحث جارٍ عن "أدوية سياسية"، بحسب قيس سعيد، مشير إلى أن ما وصفها بـ"دول صديقة" تقف مع تونس في كل المجالات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق