الحركات الباطنية.. غلاة الشيعة (2)
عجلة الضلال:
دارت وبدأت التطواف عازفة على الجرح الغائر في قلب الأمة، أصبح لعبد الله بن سبأ أتباع، مفرخة امتدت جيلا بعد جيل،
فادعى المختار بن الثقفي أنه الإمام بعد أبيه التلميذ المباشر لعبد الله بن سبأ، فقال «بالبداء»
وهي الظهور بعد الخفاء أي أن تكون الحكمة (القرآن والفقه به) قد ظهرت ولم تكن ظاهرة من قبل
وليس ذلك فحسب بل زعم أنه يأتيه الوحي جبريل من عند الله، وإكمالا لمسلسل الضلال فقد أقر بتناسخ الأرواح (كما السيخ والهندوس)
والرجعة (كما اليهود) والدين عندهم هو طاعة رجل (إمام من أئمتهم المزعومين)
وطاعتهم لهذا الرجل تبطل الصوم والصلاة والحج والزكاة…..ألخ من خرف ما أنزل الله به من سلطان.
اعتبار العلوم السرية والباطنية هي جوهر الإمامة
(وهذا ينافي صحيح الدين لأن الإسلام لا أسرار ولا طلاسم فيه بل الأمور واضحة وضوح الشمس)
إسباغ الأسرار على أرقام معينة مثل رقم 12 واعتبر شرطا للانتصار في الثورة على الأمويين أن يكون عدد الثائرين اثنى عشر!!
إعلان صريح عن شركهم:
بعد عام 97 ه بدأ الإعلان عن ألوهية علي بالكوفة، مصدر قلاقل لا تنتهي على يد بيان بن سمعان
ثم عاد فزعم بأن الجزء الإلهي في علي قد انتقل إليه بنوع من التناسخ ومن هنا فقد أخذ سر الإمامة وهو العلم الإلهي السري،
ولأن اسمه «بيان» فإن هذا الأفاك زعم أنه المشار إليه في القرآن :
{هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ} (آل عمران 138)
وبذلك فقد صار جديرا بنسخ الشريعة، وكان له زميل يؤازره يدعى المغيرة بن سعيد العجلي والذي تمادى فأظهر أسرارا في رقم «7»
فجعله عددا لأصحابه الذين سماهم بالوصفاء، وجعل عليا يفوق الأنبياء مكانة وقادرا على إحياء الموتى.
حدث هذا في زمن الأمويين (الفرسان الأسود) فتم حرق المغيرة وبيان معا في يوم واحد على يد خالد بن عبد الله القسري الأموي والي الكوفة.
ظهر بعدهما أبو منصور العجلي وينسب له فرقة المنصورية فجعل من أئمة الشيعة آلهة وجعل نفسه نبيا وزعم أنه عرج به إلى السماء
وأن الله سبحانه وتعالى مسح بيده على رأسه وقال يابني بلغ عني..
وأنزله بعد ذلك إلى الأرض فهو «الكسف» الساقط من السماء وهو الذي قال الله فيه:
{وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ} (الطور 44)
تجلي الإفك:
جاء أبو الخطاب الأسدي ليقود جملة من الأتباع ليطلقوا الباطنية بثوبها الإسماعيلي
والتي انبثقت منها أغلب الحركات الباطنية الأخرى كالقرامطة والدروز وإخوان الصفا والحشاشين،
تقوم الأفكار الخطابية على أن الله جلا وعلا هو «محمد» وأنه ظهر في خمسة صور مختلفة وهم «محمد، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين»
وهو من أظهر نفسه بالإنسانية والبشرية لكي يكون لخلقه به أنس ولا يستوحشوا به، فقد أظهر نفسه بشكله النوراني فلم يقروا به وأنكروه،
وظهر لهم من باب النبوة والرسالة فأنكروه، فلما ظهر لهم من باب الإمامة (أي بشخص علي وذريته) قبلوه،
فظاهر الله عندهم الإمامة ومن يحملون هذا اللقب، وباطنه الله الذي معناه محمد.
لذلك اعتبروا أبا الخطاب نبيا أرسله جعفر الإمام أو كما يزعمون الإله..
وأحلوا على هذا الأساس المحارم من الزنا والسرقة وشرب الخمر وتركوا الزكاة والصلاة والحج والصيام وأباحوا الشهوات.
وزعموا أن الفرائض هي أسماء رجال ونساء، فمن عرف أسماء الأبواب والأيتام والنقباء والمصطفين وغيرهم،
وعرف كذلك أن الباب هو سلمان، واليتيم الكبير المقداد واليتيم الصغير أبو ذر فهو مؤمن ممتحن موضوع عنه كل الشرائع ومحلل له جميع ما حرم الله في كتابه وعلى لسان نبيه،
فالمحرمات عندهم أسماء رجال ونساء أيضا من أهل الجحود والإنكار،
وقد فرض الله الصلاة والزكاة وباقي الفرائض على هذه الأسماء أهل الجحود والإنكار وأباحوا الفروج (زواج المتعة)
وأبطلوا النكاح والطلاق واعتبروا أن لهما معنى باطني لا يعرفهما إلا مؤمن.
كان أبو الخطاب وأتباعه يظهر الزهد والورع إمام عموم الناس ليخدعوهم..
بينما تعلموا الكيمياء وعلم النجوم والشعوذة كي يستطيعوا التأثير على الناس كل حسب ميوله.
أخ مؤمن:
لكي يقبل شخص ما أخا مؤمنا فإن هذا الشخص يمتحن بأن عليه أن يشرب الخمر باعتبار أنها حلال
وأن يعرف باطن الصلاة وباقي الفرائض وآخر امتحان هو «المؤاساة» وهي أن يجعل أستاذه الخطابي شريكا له في ماله ونسائه،
فيخرج له الخطابي زوجته وابنته وأخته كي يطأهن وكذلك يفعل الخطابي نفس الفعل بنساء الممتحن وبذلك يصبح أخا مؤمنا!!!
التناسخ:
يزعم أولئك أن من ينكرهم ولا يقر فعلهم فإن أرواحهم تكون في القردة والخنازير وتأولوا على الله قوله:
(قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً{50} أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا
قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبا) الإسراء
أما أرواحهم فلا تنتقل إلى أي شيء من هذه الأشياء وإنما لها سبعة أبدان أخرى تكون أقمصة لها،
فكلما تركت قميصا لبست قميصا آخر حتى القميص السابع عندها ينكشف الغطاء عنه،
وقد كانت نهاية أبا الخطاب وأتباعه على يد والي الكوفة عيسى بن موسى.
إفك من إفك:
بعد مقتل أبا الخطاب بايعوا تلميذه محمد بن إسماعيل بالإمامة..
والذي ادعي أنه جاء بشريعة جديدة تعتمد على التأويل والعلم الباطني لإسباغ مظهرا علميا على عقيدتهم الفاسدة
ومحاولة لإظهار عقيدتهم كونها حركة إصلاحية تنادي بالإصلاح الشامل لكل أجزاء المجتمع وقد نظموها بحيث أنها تناسب كل فئات المجتمع
وتتفق مع اعتقادات جميع الناس بحيث تتغير الواجبات المنوطة بالمريد كلما ارتفع في فهمه للأسرار الدينية،
ولا تبقى في أعلى مراتبها من الأصول الإيمانية الواجبة في الإسلام لا هيكلا خاويا وبناء متداعيا، لأن هدفهم في النهاية هو هدم الدين.
عمدت لهذا العرض السابق لعقيدتهم كي أبرز كيف عمل اليهود جادين على إفساد الدين،
لذا فإن الشيعة بالفعل ليسوا بمسلمين وندعوهم للتسنن والعودة إلى صحيح الدين لأن من يمت على ذلك يصبح في هلاك محقق.
أما الخطورة في هذا الأمر أنهم يتسللون خفية بزعم أنهم مسلمون وما هم بمسلمين
ويتملكون العامة والدهماء بإظهار الزهد والورع وحب آل البيت ثم هم يتلونون كالحرباء حسب طلب الزبون فلديهم خطاب يناسب كل الفئات.
الكفر كله ملة واحدة حقا وحقيقة، فعقيدتهم الفاسدة ليست إلا تحصيل حاصل لكل الوثنيات السابقة والحالية
(من الفرعونية والسومرية والبابالية واليونانية والرومانية والبوذية،….ألخ)
وتلفيق مفضوح لرغبة الشيطان منذ هبوطه إلى الأرض وعوار باد ظاهر لكل ذي عقل وبصيرة.
وللحديث بقية إن شاء الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق