في ذكرى وفاة: الدكتور محمّد المسيّر.. الداعية الربّاني
– تميّز المسيّر ببساطة الملامح، والأدب الجمّ والتواضع الشديد، وتشعر للوهلة الأولى عندما تراه أنه صديقك، أو والدك
– نشأ في بيتٍ أزهري، وكان والده الأستاذ الدكتور سيد أحمد المسير
أتم حفظ القرآن في سن مبكرة
– كان الأول في الثانوية الأزهرية على مستوى الجمهورية
– تخـرّج في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر قسم العقيدة والفلسفة عام 1973م، وحصل علي الدكتوراه عام 1978م، في العقيدة والفلسفة ومقارنة الأديان.
تخصص في قسم العقيدة، حتى وصل إلى درجة الأستاذية، وتسابقت عليه الجامعات الإسلامية في العالم للتدريس فيها.
– عمل رئيسًا لقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في كلية التربية بجامعة الملك عبد العزيز في المدينة المنورة (1983 – 1987) ثم أستاذا للعقيدة بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر (1987 – 1993) ثم أستاذًا للعقيدة والأديان في كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى بمكة المكرمة ما بين عامي 1993- 1998، وعمل بعد ذلك أستاذا للعقيدة بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف.
– أطلق قبل وفاته حملة قومية لعودة الحياء إلى الشارع، بعد انتشار ظاهرة العُري والانحطاط الأخلاقي، والألفاظ البذيئة في الشارع..
كان أحد أنشط الدعاة من خلال وسائل الإعلام ومن البرامج الإذاعية التي شارك فيها:
“بريد الإسلام”
“رأى الدين”
“عقيدة وعمل”
بالإضافة إلى البرامج التليفزيونية.
– كان الدكتور محمد المسيّر من علماء الإسلام الربّانيين الذين لا يخشون إلا الله، ولم يجامل يوما، أو يمسك العصا من المنتصف، وكان رأيه واضحا صريحا في القضايا الفقهية، وكل القضايا العصرية الشائكة، مثل تحريمه لأموال الممثلين والمطربين، وفوائد البنوك، وتبذير المسؤولين، والفساد السياسي، والتطبيع مع اليهود.. إلخ
مؤلفاته:
أبرز مؤلفاته التي تزيد على الأربعين:
1- الروح في دراسات المتكلمين والفلاسفة.
2- الشفاعة في الإسلام.
3- عبادة الشيطان في البيان القرآني والتاريخ الإنساني.
4- أصول النصرانية في الميزان: دراسة عن أصول الديانة المسيحية.
5- الرسالة والرسل في العقيدة الإسلامية.
7- المدخل لدراسة الأديان.
8- دراسات قرآنية.
9- محاولة لتطبيق الشريعة الإسلامية.
10- قضايا الفكر الإسلامي المعاصر.
11- أخلاق الأسرة المسلمة.
وفاته:
– يحكي الطبيب المعالج لفضيلة الشيخ بمستشفى (المقاولون العرب) عن لحظات الدكتور المسيّر الأخيرة قبل وفاته فيقول: (أشار الشيخ بيده لمن حوله، فقاموا برفع قناع الأكسجين ليسمعوه، وقال: (مش عايزه، خلاص) ولكن الأطباء همّوا بوضعه مرة أخرى، فأشاحه بيده، ونظر إلى أعلى ثم مد يده للأعلى، وكأنه يستعجل لقاء ربه، ووضع القناع، وعندها سمعناه يردد الشهادة، ويحرك أصبعه كما في التشهد، ثم طلب رؤية أولاده الكرام.
وقبل وفاته بقليل، كنتُ عند سريره عندما دخل في نزاع الموت، وهي مرحلة يفقد فيها المخ التحكم على أعضاء الجسم (Gasping)، ويفقد فيه المريض وعيه تمامًا، وما أقشعر له بدني، رؤيتي للسبابة اليمنى للشيخ، كانت العضو الوحيد الذي يتحرك.. كان يتحرك كما لو كان في التشهد، ويقوم مقام اللسان في نطق الشهادة.. لحظتها أدركتُ أن جوارح الشيخ كانت في طاعة ربها على الدوام، وفي اللحظة التي توقفت “جارحة العقل” عن ذِكر الله، أبت جوارح الشيخ إلا أن تسبّح وتعلن توحيدها لله سبحانه وتعالى.. فقد صدق قلبه وعقله ولسانه طوال حياته؛
فصَدَقَت جوارحه حتى عند مماته)
– في يوم الأحد 2 نوفمبر 2008م، تُوفي العالم الدكتور محمد أحمد سيد المسيّر، بعد صراع مع مرض الكبد، استمر لمدة عام، (قبل ظهور العلاج الناجع لفيروس c) وكان الدكتور المسيّر قد دخل العناية المركزة بمستشفي المقاولون العرب، متأثرا بالمرض، واستلزمت الحالة إجراء جراحة عاجلة لزرع كبد تُوفي على إثرها، وشُيّعت جنازته في نفس اليوم، ودُفن بقرية كفر طبلوها، مركز تلا، محافظة المنوفية، حيث مسقط رأسه.
رحم الله الشيخ المسيّر رحمةً واسعة
وأسكنه فسيح جناته
مع النبيين والصديقين والشهداء.
—————
يسري الخطيب
يقول الإمام الشافعيّ:
قد مات قومٌ وما ماتتْ مكارمُهم * وعاش قومٌ وهم في الناسِ أمواتُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق