عسكر مصر والسودان الخبثاء الأغبياء
بقلم الخبير السياسى والإقتصادىد.صلاح الدوبى
يشير تعيين حكومة تصريف أعمال في السودان مؤخرًا إلى أن الفريق “عبدالفتاح البرهان” – الحاكم العسكري الفعلي للسودان منذ انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021 – وحلفاءه ما زالوا واثقين من أنهم سيتمكنون من التحكم في عملية الانتقال الظاهرية إلى الحكم المدني عن طريق شراء الوقت لأنفسهم.
وجاء هذا التعيين بعد اجتماع “البرهان” أواخر الأسبوع الماضي مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية “مولي في” ومبعوث الولايات المتحدة الخاص لمنطقة القرن الأفريقي “ديفيد ساترفيلد”، حيث أكد “البرهان” خلال الاجتماع على أنه منفتح على حوار شامل مع المعارضة السودانية وحكومة بقيادة مدنية لاستكمال المرحلة الانتقالية.
ويعود هذا الانفتاح إلى عدة عوامل. فأولاً يبدو أن “البرهان” يعتقد أنه سينجح في استمالة العديد من الأطراف المعارضة إلى جانبه بمساعدة “بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الفترة الانتقالية في السودان”.
وثانيًا، أدت استقالة رئيس الوزراء “عبدالله حمدوك” (الذي وضع في البداية تحت الإقامة الجبرية من قبل الانقلابيين، ثم وافق على مخطط تقاسم السلطة مع البرهان ليستقيل مرة أخرى في 2 يناير/كانون الثاني في خضم احتجاجات حاشدة) إلى فقدان الشرعية الدولية، وهو ما اضطر “البرهان” وائتلافه الآن إلى محاولة استعادتها.
وثالثًا، يبدو “البرهان” واثقًا أن تعيين مسؤولين سابقين بارزين في “حزب المؤتمر الوطني”، والذين دعموا الديكتاتور المخلوع “عمر البشير”، بالإضافة إلى تعيين المعارضين أو الطموحين من مختلف قطاعات المعارضة حتى من “قوى الحرية والتغيير” المناهضة للجيش، سيكون كافيًا للاستجابة للتحذيرات الأمريكية والغربية من التعيين الأحادي الجانب للحكومة المدنية.
ويحمل هذا التكتيك أوجه تشابه مع استراتيجية “فرق تسُد” التي اتبعها نظام “البشير” من خلال الدخول في محادثات سلام مع عناصر مختلفة من المعارضة. وقد استخدم نظام “البشير” تلك الحوارات لاكتساب الشرعية الدولية، وفي الوقت نفسه إضعاف حركات المعارضة المسلحة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.
السيسى والبرهان ورؤيا فى المنام بحكم مصر والأن فى السودان نفس الرؤيا
عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني في لقاء تلفزيوني عن رؤيا منامية لوالده بشره فيها بأن يحكم السودان، وتبرع البرهان بتذكير من كان يحاوره بأن التوقيع على الوثائق التي نصت على تقاسم السلطة بين المدنيين والعسكريين بعد الإطاحة بالرئيس السوداني السابق عمر البشير، والتي جعلت منه رئيسا لمجلس السيادة، كان ذلك في الـ 11 من تموز (يوليو) (2019) أي متوافقا مع يوم مولده، وشخص يختزن تلك الواقعة ويرددها أمام الملأ، لا شك في أنه يريد أن يقنع الناس بأن صعوده إلى سدة الرئاسة في بلاده أمر تباركه السماء، وتأسيسا على ذلك فإن من يعارض صعوده ذلك يستحق عقاب الدنيا والآخرة.
والبرهان كما معظم العسكريين الذي استولوا على الحكم في بلدانهم صنيع الصدفة، فقد عمل 30 سنة بجانب عمر البشير ، وكان أقصى أمانيه أن يحظى بـ “صورة” مع قائده ورئيس البلاد السابق عمر البشير، فإذا بثورة تتفجر مطالبة برحيل البشير.
ولأن معظم العسكريين الذين يصلون إلى كراسي الحكم على متون الدبابات يدركون أنهم بلا “مشروع” أو سند شعبي، فإنهم وبموازاة استخدام أسلحة القهر والقمع يحيطون أنفسهم بالمحاسيب ويجعلون الفساد مؤسسيا ليتسنى لهم شراء الذمم والولاءات، وفيما يتعلق بالبرهان فقد وجد نفسه على رأس السلطة في بلد خزائنه فارغة، وليس فيها ما يعينه على شراء الذمم، فكان أن وجد في محمد حمدان دقلو (حميدتي) ما يسد تلك الفجوة، فللأخير إلى جانب الآلة العسكرية الغاشمة (قوات الدعم السريع) التي تدين له بالولاء الشخصي، موارد مالية ضخمة كونها من دخول سوق الذهب إنتاجا وسلكا وتصديرا ثم صارت له شبكة من الشركات تعمل في مجالات التصدي والاستيراد تدار من خارج الحدود، وهكذا ـ ونظير أن يصبح الرجل الثاني في هرم السلطة في البلاد تولى حميدتي توزيع العطايا بالتريليونات، على العاملين في مختلف أجهزة الدولة، ولما أدرك أن مردود ذلك هزيل، شرع في إحياء وإذكاء النزعات القبلية وغمر العمد (جمع عُمدة) ومشايخ القبائل بالهدايا العينية والنقدية، بل تمت فبركة قبائل وزعامات قبلية جديدة لتصبح حواضن شعبية له وللبرهان.
مريم صادق المهدي تتهم البرهان بالانصياع للإسرائيلين
اتهمت وزيرة الخارجية السودانية السابقة والقيادية في حزب الأمة القومي “مريم الصادق المهدي”، سلطات الجيش بالانصياع لإسرائيل، والاستماع لنصائحهم وتوجيهاتهم في التعامل مع السودانيين.
وفي تصريحاتها لفضائية “الجزيرة مباشر”، الأحد، استنكرت “مريم” أن “يقوم قادة المجلس العسكري بالاستنجاد بالأجانب، وخاصة الإسرائيليين، ويعملون بنصائحهم وتوجيهاتهم في التعامل مع السودانيين”.
وأضافت: “إسرائيل تدير جزءًا من المشهد السوداني، وهذا ما سمعناه ووقفنا عليه، حيث تبين لنا أن هناك وفوداً جاءت وأخرى خرجت والحكومة استجابت واستفادت من نصائح إسرائيل في طريقة التعامل مع الوضع العام في البلاد”.
وهذه ليست المرة الأولى، التي تكشف فيها الوزيرة السودانية السابقة عن وجود علاقة مباشرة بين قيادة مجلس السيادة السوداني وإسرائيل.
ودللت على ذلك، في تصريحات سابقة، بوجود أحد المطبعين وهو “أبوالقاسم برطم”، المعروف بعلاقاته معه إسرائيل، في مجلس السيادة الجديد.
كما سبق أن كشفت أن “البرهان” حاول التودد لإسرائيل “أثناء الانقلاب العسكري” الذي أطاح خلاله بالشركاء المدنيين في السلطة، مشيرة إلى أن هناك سياسيين أبعدهم عن الحكومة كانوا مناهضين لتل أبيب.
https://www.youtube.com/watch?v=avq70JcLURc
خطة السيسى لتقسيم قوى المعارضة يستغلها البرهان
وفي حين أن هذه التكتيكات ربما ترضي المانحين الغربيين، فإن إدراج بقايا النظام السابق أو حتى عناصر من “قوى الحرية والتغيير” لن يُرضي بالتأكيد الغالبية العظمى من المتظاهرين الذين يواصلون النزول إلى الشوارع بالرغم من القمع الوحشي اللذي يمارسه الجيش والشرطة في ظل حالة الطوارئ منذ الانقلاب.
وعلى وجه الخصوص، فإن “لجان المقاومة” (التي يبدو أنها تتمتع بأكبر قدر من الدعم الشعبي في جميع أنحاء البلاد) سترى أي محاولة لإشراك “قوى الحرية والتغيير” على أنها محاولة لتوطيد سيادة الجيش، وليس التخلي عنها.
وهكذا رحب “البرهان” وحلفاؤه بمبادرة “بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الفترة الانتقالية في السودان”، لأنهم يرون فيها فرصة لإضعاف “قوى الحرية والتغيير” على طاولة المفاوضات ودق إسفين بينها وبين “لجان المقاومة”.
ويأتي هذا في وقت تنقسم فيه “قوى الحرية والتغيير” بالفعل بين تلك الأحزاب التي شاركت في حكومة “حمدوك”، وتطالب بحكم مدني كامل، وأولئك الذين يأملون في تأمين دور لأنفسهم في العملية الانتقالية مع “البرهان” نتيجة ضعف قاعدتهم الشعبية، ما يجعلهم في وضع غير مواتٍ في الانتخابات المقرر إجراؤها في عام 2023.
وجعلت هذه الانقسامات من الصعب على “قوى الحرية والتغيير” كسب دعم “لجان المقاومة”، أو كسب تفويض بإعادة ترتيب الحوارات والضغط على “البرهان” وحلفائه لتسليم السلطة إلى المدنيين.
وبالتالي، فإن الانقسام بين المدنيين يلعب أيضًا في مصلحة الجيش حيث يظهر للولايات المتحدة والمجتمع الدولي أن “قوى الحرية والتغيير” لا تمثل مكونات الشعب السوداني.
وبينما تواصل واشنطن وعواصم غربية أخرى الدعوة إلى حكومة بقيادة مدنية قبل الانتخابات، فقد تتسبب الانقسامات داخل “قوى الحرية والتغيير” في تشجيع صانعي السياسة الغربيين على اعتبار الشراكة المدنية العسكرية الأخيرة المسار الأكثر واقعية.
البرهان وأمنيته فى حكم السودان
البرهان : لماذا عمر البشير يحكم بأكثر من 30 سنة وأنا ترفضونى
وبالرغم من تأييد الدول الغربية لاتفاقية عام 2019 بشأن تقاسم السلطة بين المدنيين والعسكريين واتفاقية جوبا للسلام لعام 2020 بين الحكومة وجماعات المعارضة المسلحة باعتبارها أساسا للفترة المتبقية من المرحلة الانتقالية، فإن “لجان المقاومة” والمتظاهرين أدانوا الوثيقتين نظرًا لاعترافهما بالدور القوي الذي يجب أن يلعبه “البرهان” والجيش.
وتمكن “البرهان” حتى الآن من استغلال غموض الوثيقتين لتقويض كل من الحكومة المدنية والإصلاح الديمقراطي.
ومع ثقة “البرهان” في دعم الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، فقد كان يستعد لانتخابات ما بعد الفترة الانتقالية من خلال تعزيز الجهود التي يبذلها قادة مجموعة “الميثاق الوطني – قوى الحرية والتغيير” المنشقة عن “قوى الحرية والتغيير” لإنشاء كتلة انتخابية لدعم ترشح “البرهان” للرئاسة في الانتخابات المقبلة.
وتضم الكتلة أحزابًا شاركت في حكومة “البشير” السابقة، وقد يعزز هذا ترشح “البرهان” للرئاسة، لأنه قد يجذب أنصار نظام “البشير” وهم كتلة انتخابية كبيرة يمكن أن تضمن فوزه الانتخابي.
ويشعر كل من “البرهان” والفريق “محمد حمدان دقلو” المعروف بـ”حميدتي” بالقلق بشأن احتمال إجراء محاكمات مستقبلية على دورهما في الإبادة الجماعية في دارفور ومذبحة القيادة العامة في الخرطوم في 3 يونيو/حزيران 2019.
وبالتالي فإن رغبة “البرهان” في الحصانة تدفعه لبذل كل ما في وسعه لتأمين فوزه بالرئاسة إذا تم المضي قدما في الانتخابات العام المقبل، ويبقى أن نرى ما إذا كان سينجح.
د.صلاح الدوبى
يشير تعيين حكومة تصريف أعمال في السودان مؤخرًا إلى أن الفريق “عبدالفتاح البرهان” – الحاكم العسكري الفعلي للسودان منذ انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021 – وحلفاءه ما زالوا واثقين من أنهم سيتمكنون من التحكم في عملية الانتقال الظاهرية إلى الحكم المدني عن طريق شراء الوقت لأنفسهم.
وجاء هذا التعيين بعد اجتماع “البرهان” أواخر الأسبوع الماضي مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية “مولي في” ومبعوث الولايات المتحدة الخاص لمنطقة القرن الأفريقي “ديفيد ساترفيلد”، حيث أكد “البرهان” خلال الاجتماع على أنه منفتح على حوار شامل مع المعارضة السودانية وحكومة بقيادة مدنية لاستكمال المرحلة الانتقالية.
ويعود هذا الانفتاح إلى عدة عوامل. فأولاً يبدو أن “البرهان” يعتقد أنه سينجح في استمالة العديد من الأطراف المعارضة إلى جانبه بمساعدة “بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الفترة الانتقالية في السودان”.
وثانيًا، أدت استقالة رئيس الوزراء “عبدالله حمدوك” (الذي وضع في البداية تحت الإقامة الجبرية من قبل الانقلابيين، ثم وافق على مخطط تقاسم السلطة مع البرهان ليستقيل مرة أخرى في 2 يناير/كانون الثاني في خضم احتجاجات حاشدة) إلى فقدان الشرعية الدولية، وهو ما اضطر “البرهان” وائتلافه الآن إلى محاولة استعادتها.
وثالثًا، يبدو “البرهان” واثقًا أن تعيين مسؤولين سابقين بارزين في “حزب المؤتمر الوطني”، والذين دعموا الديكتاتور المخلوع “عمر البشير”، بالإضافة إلى تعيين المعارضين أو الطموحين من مختلف قطاعات المعارضة حتى من “قوى الحرية والتغيير” المناهضة للجيش، سيكون كافيًا للاستجابة للتحذيرات الأمريكية والغربية من التعيين الأحادي الجانب للحكومة المدنية.
ويحمل هذا التكتيك أوجه تشابه مع استراتيجية “فرق تسُد” التي اتبعها نظام “البشير” من خلال الدخول في محادثات سلام مع عناصر مختلفة من المعارضة. وقد استخدم نظام “البشير” تلك الحوارات لاكتساب الشرعية الدولية، وفي الوقت نفسه إضعاف حركات المعارضة المسلحة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.
السيسى والبرهان ورؤيا فى المنام بحكم مصر والأن فى السودان نفس الرؤيا
عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني في لقاء تلفزيوني عن رؤيا منامية لوالده بشره فيها بأن يحكم السودان، وتبرع البرهان بتذكير من كان يحاوره بأن التوقيع على الوثائق التي نصت على تقاسم السلطة بين المدنيين والعسكريين بعد الإطاحة بالرئيس السوداني السابق عمر البشير، والتي جعلت منه رئيسا لمجلس السيادة، كان ذلك في الـ 11 من تموز (يوليو) (2019) أي متوافقا مع يوم مولده، وشخص يختزن تلك الواقعة ويرددها أمام الملأ، لا شك في أنه يريد أن يقنع الناس بأن صعوده إلى سدة الرئاسة في بلاده أمر تباركه السماء، وتأسيسا على ذلك فإن من يعارض صعوده ذلك يستحق عقاب الدنيا والآخرة.
والبرهان كما معظم العسكريين الذي استولوا على الحكم في بلدانهم صنيع الصدفة، فقد عمل 30 سنة بجانب عمر البشير ، وكان أقصى أمانيه أن يحظى بـ “صورة” مع قائده ورئيس البلاد السابق عمر البشير، فإذا بثورة تتفجر مطالبة برحيل البشير.
ولأن معظم العسكريين الذين يصلون إلى كراسي الحكم على متون الدبابات يدركون أنهم بلا “مشروع” أو سند شعبي، فإنهم وبموازاة استخدام أسلحة القهر والقمع يحيطون أنفسهم بالمحاسيب ويجعلون الفساد مؤسسيا ليتسنى لهم شراء الذمم والولاءات، وفيما يتعلق بالبرهان فقد وجد نفسه على رأس السلطة في بلد خزائنه فارغة، وليس فيها ما يعينه على شراء الذمم، فكان أن وجد في محمد حمدان دقلو (حميدتي) ما يسد تلك الفجوة، فللأخير إلى جانب الآلة العسكرية الغاشمة (قوات الدعم السريع) التي تدين له بالولاء الشخصي، موارد مالية ضخمة كونها من دخول سوق الذهب إنتاجا وسلكا وتصديرا ثم صارت له شبكة من الشركات تعمل في مجالات التصدي والاستيراد تدار من خارج الحدود، وهكذا ـ ونظير أن يصبح الرجل الثاني في هرم السلطة في البلاد تولى حميدتي توزيع العطايا بالتريليونات، على العاملين في مختلف أجهزة الدولة، ولما أدرك أن مردود ذلك هزيل، شرع في إحياء وإذكاء النزعات القبلية وغمر العمد (جمع عُمدة) ومشايخ القبائل بالهدايا العينية والنقدية، بل تمت فبركة قبائل وزعامات قبلية جديدة لتصبح حواضن شعبية له وللبرهان.
مريم صادق المهدي تتهم البرهان بالانصياع للإسرائيلين
اتهمت وزيرة الخارجية السودانية السابقة والقيادية في حزب الأمة القومي “مريم الصادق المهدي”، سلطات الجيش بالانصياع لإسرائيل، والاستماع لنصائحهم وتوجيهاتهم في التعامل مع السودانيين.
وفي تصريحاتها لفضائية “الجزيرة مباشر”، الأحد، استنكرت “مريم” أن “يقوم قادة المجلس العسكري بالاستنجاد بالأجانب، وخاصة الإسرائيليين، ويعملون بنصائحهم وتوجيهاتهم في التعامل مع السودانيين”.
وأضافت: “إسرائيل تدير جزءًا من المشهد السوداني، وهذا ما سمعناه ووقفنا عليه، حيث تبين لنا أن هناك وفوداً جاءت وأخرى خرجت والحكومة استجابت واستفادت من نصائح إسرائيل في طريقة التعامل مع الوضع العام في البلاد”.
وهذه ليست المرة الأولى، التي تكشف فيها الوزيرة السودانية السابقة عن وجود علاقة مباشرة بين قيادة مجلس السيادة السوداني وإسرائيل.
ودللت على ذلك، في تصريحات سابقة، بوجود أحد المطبعين وهو “أبوالقاسم برطم”، المعروف بعلاقاته معه إسرائيل، في مجلس السيادة الجديد.
كما سبق أن كشفت أن “البرهان” حاول التودد لإسرائيل “أثناء الانقلاب العسكري” الذي أطاح خلاله بالشركاء المدنيين في السلطة، مشيرة إلى أن هناك سياسيين أبعدهم عن الحكومة كانوا مناهضين لتل أبيب.
https://www.youtube.com/watch?v=avq70JcLURc
خطة السيسى لتقسيم قوى المعارضة يستغلها البرهان
وفي حين أن هذه التكتيكات ربما ترضي المانحين الغربيين، فإن إدراج بقايا النظام السابق أو حتى عناصر من “قوى الحرية والتغيير” لن يُرضي بالتأكيد الغالبية العظمى من المتظاهرين الذين يواصلون النزول إلى الشوارع بالرغم من القمع الوحشي اللذي يمارسه الجيش والشرطة في ظل حالة الطوارئ منذ الانقلاب.
وعلى وجه الخصوص، فإن “لجان المقاومة” (التي يبدو أنها تتمتع بأكبر قدر من الدعم الشعبي في جميع أنحاء البلاد) سترى أي محاولة لإشراك “قوى الحرية والتغيير” على أنها محاولة لتوطيد سيادة الجيش، وليس التخلي عنها.
وهكذا رحب “البرهان” وحلفاؤه بمبادرة “بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الفترة الانتقالية في السودان”، لأنهم يرون فيها فرصة لإضعاف “قوى الحرية والتغيير” على طاولة المفاوضات ودق إسفين بينها وبين “لجان المقاومة”.
ويأتي هذا في وقت تنقسم فيه “قوى الحرية والتغيير” بالفعل بين تلك الأحزاب التي شاركت في حكومة “حمدوك”، وتطالب بحكم مدني كامل، وأولئك الذين يأملون في تأمين دور لأنفسهم في العملية الانتقالية مع “البرهان” نتيجة ضعف قاعدتهم الشعبية، ما يجعلهم في وضع غير مواتٍ في الانتخابات المقرر إجراؤها في عام 2023.
وجعلت هذه الانقسامات من الصعب على “قوى الحرية والتغيير” كسب دعم “لجان المقاومة”، أو كسب تفويض بإعادة ترتيب الحوارات والضغط على “البرهان” وحلفائه لتسليم السلطة إلى المدنيين.
وبالتالي، فإن الانقسام بين المدنيين يلعب أيضًا في مصلحة الجيش حيث يظهر للولايات المتحدة والمجتمع الدولي أن “قوى الحرية والتغيير” لا تمثل مكونات الشعب السوداني.
وبينما تواصل واشنطن وعواصم غربية أخرى الدعوة إلى حكومة بقيادة مدنية قبل الانتخابات، فقد تتسبب الانقسامات داخل “قوى الحرية والتغيير” في تشجيع صانعي السياسة الغربيين على اعتبار الشراكة المدنية العسكرية الأخيرة المسار الأكثر واقعية.
البرهان وأمنيته فى حكم السودان
البرهان : لماذا عمر البشير يحكم بأكثر من 30 سنة وأنا ترفضونى
وبالرغم من تأييد الدول الغربية لاتفاقية عام 2019 بشأن تقاسم السلطة بين المدنيين والعسكريين واتفاقية جوبا للسلام لعام 2020 بين الحكومة وجماعات المعارضة المسلحة باعتبارها أساسا للفترة المتبقية من المرحلة الانتقالية، فإن “لجان المقاومة” والمتظاهرين أدانوا الوثيقتين نظرًا لاعترافهما بالدور القوي الذي يجب أن يلعبه “البرهان” والجيش.
وتمكن “البرهان” حتى الآن من استغلال غموض الوثيقتين لتقويض كل من الحكومة المدنية والإصلاح الديمقراطي.
ومع ثقة “البرهان” في دعم الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، فقد كان يستعد لانتخابات ما بعد الفترة الانتقالية من خلال تعزيز الجهود التي يبذلها قادة مجموعة “الميثاق الوطني – قوى الحرية والتغيير” المنشقة عن “قوى الحرية والتغيير” لإنشاء كتلة انتخابية لدعم ترشح “البرهان” للرئاسة في الانتخابات المقبلة.
وتضم الكتلة أحزابًا شاركت في حكومة “البشير” السابقة، وقد يعزز هذا ترشح “البرهان” للرئاسة، لأنه قد يجذب أنصار نظام “البشير” وهم كتلة انتخابية كبيرة يمكن أن تضمن فوزه الانتخابي.
ويشعر كل من “البرهان” والفريق “محمد حمدان دقلو” المعروف بـ”حميدتي” بالقلق بشأن احتمال إجراء محاكمات مستقبلية على دورهما في الإبادة الجماعية في دارفور ومذبحة القيادة العامة في الخرطوم في 3 يونيو/حزيران 2019.
وبالتالي فإن رغبة “البرهان” في الحصانة تدفعه لبذل كل ما في وسعه لتأمين فوزه بالرئاسة إذا تم المضي قدما في الانتخابات العام المقبل، ويبقى أن نرى ما إذا كان سينجح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق