الأربعاء، 23 فبراير 2022

بدأت الحرب الروسية الأوكرانية.. «آن لنا أن نتفرج»!

  بدأت الحرب الروسية الأوكرانية.. «آن لنا أن نتفرج»!

د. عبد العزيز كامل

قامت الحرب الروسية الأوكرانية.. «آن لنا أن نتفرج»! التي كنت على ما يشبه اليقين بأنها ستقع، بالرغم أن كثيرين من المحللين والمراقبين راهنوا على ألا تقع، مهونين من احتمالات اندلاعها، وقائلين مستخفين:

إن بوتين يمارس فقط تكتيك (حافة الهاوية) ليجبر الأمريكان والغرب؛ على استرضائه لتجنب الحرب..

 وقد قلت في ٣١ يناير الماضي أي منذ ٢٤ يوما:

(الحرب الباردة .. وتداعياتها الساخنة..!عودة الحرب الباردة التي استمرت عقودا بين الشرق والغرب، بعد توقفها عقب سقوط الاتحاد السوفييتي؛

يبدو أنها ستسخن وستتجدد وتتمدد، فالحشود الجبارة التي تراكمها روسيا على حدودها مع أوكرانيا لانتزاعها من أحضان أمريكا المتربصة،

ولإبعادها عن عضوية نادي (الناتو) المعادي.. هذه الحشود لم تجئ للعرض المسرحي، ولا للتهويل الإعلامي..

أوكرانيا التي يعدها الكرملين بمثابة (روسيا الصغرى) لشدة ارتباط أوضاعها الاستراتيجية والاقتصادية بالمصالح العليا الروسية؛

ستفتح فيما يظهر باب جحيم على الروس والأمريكان وحلفائهما في كل مكان،

فالصين وإيران لن تنزعا للسلم، وأوروبا وحلف الناتو لن يفلتا من سعير الحرب..

أما عشرات أو مئات الملايين من المسلمين الذين اكتووا بنار «الأخوة الأعداء» من الصليبيين البروتستانت والكاثوليك والأرثوذكس،

على مر التاريخ وامتداد الجغرافيا؛ فإنهم ينتظرون جريان سنة الله في الانتقام من الظالمين في الدنيا قبل الآخرة، تصديقا لقوله عز وجل:

{ وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} (المائدة/١٤).

انتهى النقل..

 والآن أقول..

هذه الحرب قد تتوقف بعد حين، وقد تمتد لبضع سنين،

ولكن في كل الأحوال فإن عموم المسلمين -وأخص منهم الإسلاميين- الذين تفرج العالم على قتلهم

وتشريدهم وتيتيم أطفالهم بعشرات الملايين، على يد (بوتين) وأسلافه، وأمثال(بايدن) وأحلافه..

هؤلاء عليهم ألا ينجروا -كما سبق مرارا- لسعير تلك الحرب باسم ( حماية «القيم» الديمقراطية)

ولا (الدفاع عن قوانين «العدل» الدولية) ولا (التصدي للعدوان على «الإنسانية»)..

ولا غير ذلك من الشعارات والنعرات التي تعود أغراب الغرب أن يقحمونا بها في مشروعاتهم وحروبهم ونزاعاتهم بلا ضرورة ولا جريرة..

امريكا قد تبدأ في تشكيل تحالف غربي، تضم إليه حكومات العالم الإسلامي، لتخوض حروبها كما تعودت لحسابها..

 في كل حال فحروب المعتدين من المشركين قد بدأت، وعلى الموحدين أن يقولوا بلا حرج: «آن لنا أن نتفرج»..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق