الأحد، 20 فبراير 2022

.. ويتحكم فينا الشواذ!


.. ويتحكم فينا الشواذ!
أ. د. زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية


نشر موقع "ميديا بريس انفو" الفرنسي يوم 12/2/2022، مقالا تحت عنوان "جنون الچندر في حكومة بايدن"، قائلا: "ان المساعد الجديد لوزارة الطاقة نشط مثلي بدرجة "سيد كلب". ويبدأ كاتب المقال قائلا: "أن الرئيس الشيخوخي السن چو بايدن استعان بمجاهد من مجموعة المثليين، وتعيينه في وظيفة عليا بمكتب الطاقة الذرية. وهذا الرئيس الجديد في إدارة بايجن هو مهندس تم تكوينه في جماعة MIT المثلية، التي تتضمن طقوسها أن يربط العضو المنفلت شريكه بسلسلة وهو يتناول غذاؤه ويشاهد مسلسل "ستار تريك"!

وتضيف جريدة الواشنجتون بوست: "لقد تم تعيين سام برينتن الشهر الماضي في وظيفة وكيل وزارة مساعد في مكتب الطاقة الذرية، مختص بإبادة الوقود المستخدم والنفايات، بعد أن عمل في منظمة مشروع تريڤور لحماية المثليين من الإنتحار"..

ووفقا لجريدة "تنسي ستار": "فإن هذا الناشط المثلي هو عضو فعال في جماعة أخوات التسامح الدائم. وهي منظمة غير ربحية يخصم التبرع لها من الضرائب، وتسخر هذه المنظمة من الكنيسة الكاثويكية منذ عشرات السنين".. غير أن السخرية لا تمنع الشراكة..

وسام برينتن مشهور بأنه قد ارتدي حذاءً بكعب شديد النحافة والإرتفاع في الكونجرس لينصح المشرّعين للسياسة الذرية في البيت الأبيض! كما سبق له ونصح آنذاك الرئيس أوباما وميشيل أوباما في المسائل المتعلقة بمختلف أنواع الشواذ. وحينما لا يتخفّي، فإن سام برينتن مغرم بالقيام بدور "ماسك الكلب". ففي مجتمع "الكلاب"، ان رؤساء الكلاب يتصرفون بنفس طريقة أصحاب الكلاب الحقيقيين. أي أنهم تظل عيونهم يقظة للسيطرة علي كلابهم ـ علي حد وصف جريدة مترو ويكلي. والكلاب هنا، هم رجال بالغون يزحفون علي الأربع مرتدين ملابس واقنعة الكلاب.

ويختتم كاتب المقال قائلا: "ان إمبراطورية الخير، الإمبراطوية التقدمية لبايدن والديمقراطيون الأمريكان، تلك المملكة التي تريد "إنقاذ العالم" بنشر الحرب في كل مكان، في الوقت الذي نري فيه مصالحها الاقتصادية والعالمية مهددة، تختار لنفسها ممثلون يشبهونها، ملتوون، مزيّفون، خبثاء، وفاسدون.. هذه هي إمبراطورية المنحلين التي تنوي السيطرة علي العالم. فمع مثل هؤلاء "الرجال"، إن سقوط الإمبراطورية مضمون"!

ومن ناحية أخري نطالع في تقرير معهد جالوب المنشور يوم 17/2/2022، أنه في العشر سنوات الماضية تضاعفت نسبة الشواذ في الولايات المتحدة 7.1 % عما في تقرير 2012. وكأنها بضاعة تزداد رواجا لتعم المجتمعات بعد ان تم تدعيمها وحشرها في مختلف مجالات التواصل.

وإذا ما نظرنا إلي اللجام الثاني الذي يقاد به العالم، بأيد كلا من الغرب الصليبي المتعصب والفاتيكان، وهو الخط الثاني الموازي والضامن للسياسة الأمريكية، لرأينا أن عَلَم الشواذ بكل أنواعهم قد ارتفع ليعلو فوق الصليب. بل لقد أصبحت هناك كنائس تضع علي بابها الرئيسي علما كبيرا لتُعلن أنها تقبل المثليين بأنواعهم، وتقوم بمراسم تزويجهم رسميا..

ولو نظرنا إلي نفس هذه الآفة المنفلتة داخل الكيان الكنسي، لهالنا وجودها علي مر التاريخ، رغم تحذير بولس الرسول منها، وطالت ذلك الكيان من أسفل الدرجات حتي أعلي قمة رسميا. وفي الآونة الأخيرة تم نشر تقارير فاضحة لم يَنجُ الفاتيكان منها بعد، بل لقد بدأ الفاتيكان وكنائسه في بيع بعض الأصول المالية والعقارية لتغطية النفقات التعويضية لمآت الآلاف الذين تم الإعتداء عليهم. والتقرير المعروف باسم "لجنة سوڤيه"، باسم رجل القانون الأمين، الذي قادها رسميا، تم تقديمه يوم 5/10/2021، ليعلن عن أعنف زلزال رسمي فاضح تعرض له الفاتيكان ولا يزال.

ورغمها،أعلن البابا فرانسيس في السمبوزيوم الذي عقده يوم 17/2/2022، أن الكنيسة اللاتينية تحافظ علي قانون التبتل للكادر الكنسي، وكأنه ـ رغم كل ما نشر من فضائح وإدانات، ولا يزال، يقوم بتشجيع الشواذ علي مواصلة إجرامهم وتحطيم مزيدا من الأبرياء.

وإذا تأملنا أهم القضايا المتعلقة بهذا الإنحطات الكاسح لكل الأخلاق والقيم، وكيف تم ويتم فرضه علي المجتمع الدولي، لرأينا ان القضاء الأمريكي قد نشر أكثر من الفين وثيقة عن شبكة إيبشتاين المثلية التي طالت الطبقات الحاكمة وبعض الرؤساء الدوليين كآل كلينتون، بل طالت العائلة المالكة البريطانية. وقد نشر موقع "فوكس نيوز"، يوم 19/2/2022، ان الأمير أندرو قد أتم صفقة بأربعة عشر مليون يورو ليتفادي قضية من تلك التي اعتدي عليها في إحدي هذه الشبكات "عالية المستوي".

ولا أقول شيئا عن إفساد الطفولة رسميا خاصة في فرنسا، حين أقر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولوند قانون الچندر في المدارس الإبتدائية وأصبح علي الطفل عند بلوغه الثامنة أن يختار "النوع" الذي يود أن يكون عليه.. بل إن نظرية الچندر قد اقرتها هيئة الأمم سنة 1995، كما أقرها المجلس الأوروبي، ومنظمة الصحة، واليونسكو. الأمر الذي يكشف عن الترابط بينهم، بل عن إن الهدف الأساس لتلك القيادات هو فرض الإنفلات الخلقي بأنواعه.

وإذا اضفنا الخط الثالث المكوّن لهذه الموجة الكاسحة، وهو : تنصير العالم، ذلك القرار الصادر عن مجمع الفاتيكان الثاني (1965)، والذي لا يكف البابا فرانسيس عن تفعيله والإعلان عنه، لأدركنا الكثير مما يحاك لهذا الكوكب البائس.. فبخلاف كل ما قام ويقوم به من محاولات وقرارات تنصيرية، أعلن يوم 11/2/2022، عن إقامة يوبيل ذهبي للتنصير سنة 2025، وأنه لن يكون خاص بروما وحدها أو بإيطاليا، وإنما خاص بالعالم أجمع. كما أعلن أن الفترة الباقية حتي ذلك التاريخ ستستخدم كتمهيد لها.

واللافت للنظر في السمبوزيوم الذي انعقد يوم 17/2/2022، أن البابا قد أعلن أن الكنيسة اللاتينية تحافظ علي قانون التبتل للكادر الكنسي! ـ وكأنه رغم كل ما ألم بهذا الكيان وطال كل تدرجاته، يشجعهم علي مواصلة الإنفلات وتكوين مزيدا من الشواذ في العالم..

والمضحك المبكي أن نطالع في موقع "الأسرة المسيحية" الفرنسي أنه أعد فرق كورال تجوب الشوارع لتعلن عن المسيح ـ وكأنه بضاعة راكدة يتم الترويج لها بكل الوسائل والإعلانات.

وهذا الإنفلات المزدوج هو ما حاولوا فرضه علينا في مصر، أيام ما أطلقوا عليه "مؤتمر المرأة والسكان"، وقد تصدي لهم فضيلة الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق بكل حسم وصرامة. وللعلم، كانت الوثيقة الرسمية لذلك المؤتمر الفاجر تتكون من حوالي مائتي صفحة. وطلب مني فضيلته، رحمه الله، أن أترجم كل العناوين وألخص له محتوي النَص، لكي يدرس كل ما ورد بها. وقد تضمنت مختلف المجالات في الدولة بما في ذلك المجال العسكري!

وعلي الرغم من قول السيد المسيح في إنجيل متي: "وأما أنت فمتي صليت فادخل إلي مخدعك وأغلق بابك وصل" (متي 6:6)، تم بناء 5800 كنيسة بدون ترخيص، وتم تقنينها في فترة كورونا. ولم يطالب السيد المسيح ببناء كنائس.

وتطول القائمة.. وأتخطاها بكل تفاصيلها المريرة المقززة، لأطرح سؤال بسيط:
إذا ما كان الغرب الصليبي المتعصب بهذا المستوي من الفساد والإفساد في مستوياته العليا أو الأعلى، سياسيا ودينيا، ويسعي حسيسا لتطبيقها علي العالم، ما الذي يجبرنا علي قبول هذا الإنفلات، بل وقبول أن يتحكم في حياة الشعوب وخاصة في ديننا، وكل يقوم به من محاولات لتشويه الإسلام وإقتلاعه باسم الأخوة!؟
ما الذي يدفعنا لقبول كل ما يتم تصديره لنا من بؤس وضياع؟
بل كيف نقبل أن ننساق لتلك الطبقة المنفلتة أخلاقيا ودينيا؟
 

زينب عبد العزيز
20 فبراير 2022


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق