وكم من ملايين ( ريان ) في عوالم النسيان..!
د.عبدالعزيز كامل
مع ما كان يعتصر القلوب من آلام الأسى على مصير الطفل المغربي الشهير ( ريان) الذي كتب الله له الحياة الأبدية بدل نجاة في فانية.. برجائنا في رحمته التي وسعت كل شئ.. إلا أننا كنا نتساءل خلال لهفة الناس وحبس الأنفاس ..
كم من أطفال ومستضعفي المسلمين بالملايين عبر عقود وسنين.. لاقوا ما لاقاه ريان تحت أنقاض انقضاض طائرات البغي، وركام التفجير والتدمير من قوى العدوان والطغيان والشر ..؟! غير أن رجال إعلام الدجال لم يسلطوا عليهم ضوءا أو يسمعوا لهم صوتا، لكيلا يعلم بمعاناتهم أحد ، ولا ينتظر نجاتهم أحد، ولا تدمع لمآسيهم أعين أو تسمع لأنينهم آذان.. !!
فسبحان العليم الحليم ،الذي أراد بنفس واحدة أن يعايش الناس ويقاسوا مأساة مئات الآلاف ممن قال الله تعالى عنهم : ( إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا) [النساء ٩٨]..وأمثالهم من ملايين المقهورين ( وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا ) [ النساء/٧٥]
فاللهم حياة أبدية في النعيم.. لريان وكل من عانى معاناته من النساء والشيبان والولدان.. المستضعفين في كل مكان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق