الجمعة، 11 فبراير 2022

لماذا وصلت ساق البامبو للعالمية؟

لماذا وصلت ساق البامبو للعالمية؟

خواطر صعلوك


محمد ناصر العطوان

هناك تصريح لأحد أعضاء مجلس الأمة يقول فيه «هناك من جاء الكويت عام 1978م، ويريد أن تتساوى الرؤوس»، وكلام آخر يقال في ديوانية «هناك من تم تجنسيه عام 1957م، ويريد أن يتمتع بمواطنة من كان موجوداً عام 1920م»، هناك من يسخر من «العيم» وهناك من يسخر من البدو، وهناك من ينتقد الحضر، وهناك سنة وشيعة وكلام مسكوت عنه بينهما، وهناك سخرية لعادات وتقاليد القادمين من الشمال ومن الجنوب ومن البحر ومن البر... دائماً في الكويت توجد هذه النغمة، وهي نغمات تتوارث كجزء من الهوية دون أن نجد من يستأصلها.

كذلك السخرية والحط من قدر أبناء الكويتيات، والكويتيين من أمهات بجنسيات أخرى، وبالتأكيد من باب أولى، البدون والوافدين.

أيضاً على الضفة الأخرى، هناك تصاريح غريبة مثل تصريح أحد أعضاء مجلس الأمة «لن نسعد إلا برحيل آخر وافد من الكويت، فالوطن لا يقوم إلا بسواعد أبنائه»! رواية ساق البامبو، هي أكثر رواية كويتية تم الاحتفاء بها على جميع الأصعدة الأدبية في الكويت منذ تاريخ النشأة، حصل كاتبها الرائع سعود السنعوسي على جائزة الدولة التشجيعية، وعلى جائزة البوكر للرواية العربية، وعلى 12 ترجمة في دول العالم، منها الإنكليزية والصينية والفيلبينية والتركية والفارسية والرومانية...إلخ.

فلماذا وصلت هذه الرواية تحديداً للعالمية؟ حسب رأيي الشخصي، لأنها كانت صادقة في وظيفتها الأدبية، ومن أهم وظائف الأدب هي إيجاد عدسة مُكبرة نرى فيها مشاكلنا وعقدنا وأمراضنا النفسية، وكيفية التغلب عليها. مشاكلنا جميعاً كبشر، حيث تفضيل العُنصر على المركب، واستحسان البسيط الموجود والمتوارث على المعقد والمُجرب والنافع... تقديم المتشابه على المختلف، وتقديس المُوحد والكُفر بالتنوع والتعدد على المستوى الاجتماعي.

وصلت ساق البامبو للعالمية لأنها ظلت تقول للجميع وتذكر الجميع أن يستفيدوا من المقولة التي ما زلنا غير قادرين على الاستفادة منها وهي «أننا قد نكون وصلنا الكويت على سفن مختلفة، ولكننا اليوم جميعاً في مركب واحد» فليحترم الجميع الجميع، وكل ما لا يذكر فيه اسم الله... أبتر. Moh1alatwan@

هناك تعليق واحد:

  1. كلُّ من عاشَ في الدَّار يصيرُ من أهلها؛ حمامُ الدَّار لا يغيب وأفعى الدَّار لا تخون، هذا ما قالتهُ لي بصيرة قبلَ سنتين من يومِنا ذاك، جدَّةُ والدي، أو رُبَّما جدَّةُ جدَّتِه، لا أدري فهي قديمةٌ جدًا، أزليَّة، ساكنةٌ في زاويةِ بهو البيت العربي القديم، ملتحِفةً سوادَها أسفلَ السُّلَّم. لماذا أسفلَ السُّلَّم؟ لم أسأل نفسي يومًا عن مواضع أشياءٍ اعتدتُها مُنذ مولدي، في بيتٍ عربيٍّ تطلُّ حُجُراته الضيِّقة على بهوٍ داخلي غير مسقوف، بهو بصيرة التي لم أرَها تفتحُ عينيها يومًا، كأنما خِيطَ جفناها برموشها منذ الأزل. - سعود السنعوسي

    ردحذف