السبت، 26 فبراير 2022

هل تأمن أوروبا والعالم من بطش بوتن وهو يقود روسيا النووية؟

هل تأمن أوروبا والعالم من بطش بوتن وهو يقود روسيا النووية؟

رمضان قاديروف جلّاد روسيا في أرض الشيشان

بقلم الخبير السياسى والإقتصادى
د.صلاح الدوبى 

26/02/2022

أن كلمات بوتين لن تمحي تاريخه الأسود في الحروب على المسلمين وقتلهم، وما قام به من تشريد للأطفال والنساء وهدم البيوت والمدن، مستخدما كافة الأسلحة حتى المحرم منها دوليًا.

وكان بوتين قال في تصريحاته، إن الإساءة إلى الرسول محمد لا تمت بصلة إلى حرية الإبداع والتعبير، وذلك بعد سؤاله عن حرية التعبير بما قام به الرسام الفرنسي من إساءته للنبي.

لم تكن الحرب الأوكرانية هي الأولى في عهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فالتاريخ حافل بجولات تمتد من الشيشان إلى سوريا.

فمنذ سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991، انخرطت روسيا بقيادة فلاديمير بوتين في سلسلة من الحروب التي كان آخرها تلك التي انطلقت فجر اليوم الخميس، مستهدفة مواقع متفرقة شرق أوكرانيا.

حروب روسيا التى لا تنتهى

في أواخر عام 1994، بعد التسامح مع الاستقلال الفعلي لجمهورية القوقاز لمدة ثلاث سنوات، أرسلت موسكو قوات لإخضاع الشيشان، لكنهم واجهوا مقاومة شرسة وانسحبوا في 1996.

لكن في أكتوبر/تشرين الأول 1999، عادت القوات الروسية في عهد رئيس الوزراء، حينها، فلاديمير بوتين، لتنفيذ “عملية مكافحة الإرهاب”، ردا على الهجمات المميتة في روسيا التي شنّها الانفصاليون الشيشان وطالت أيضا داغستان المجاورة.

في فبراير/شباط 2000، استعاد الجيش الروسي العاصمة الشيشانية غروزني التي دمرتها المدفعية والغارات الجوية، لكن حرب العصابات استمرت في عام 2009، حتى أعلن الكرملين انتهاء عمليته التي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الجانبين.

حرب خاطفة في جورجيا

في أغسطس/آب 2008، دخلت روسيا وجورجيا في حرب لمدة خمسة أيام على أوسيتيا الجنوبية، وهي منطقة جورجية انفصالية صغيرة موالية لروسيا.

ليلتا 7 و8 أغسطس/آب، كانتا كافيتين لأن يشن الجيش الجورجي هجوما مميتا لاستعادة السيطرة على أوسيتيا الجنوبية، التي فقد السيطرة عليها منذ انهيار الاتحاد السوفيتي والحرب في أوائل التسعينيات.

حينها تراجعت روسيا على الفور، وأرسلت قواتها إلى الأراضي الجورجية وألحقت بسرعة هزيمة مدوية بالجمهورية السوفيتية السابقة.

لاحقا، اعترف الكرملين باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وهي مقاطعة انفصالية أخرى، وحافظ منذ ذلك الحين على وجود عسكري قوي هناك، وسط تنديد غربي بما سماه “احتلال الأمر الواقع“.

يذكر أن الحرب الروسية الشرسة على الشيشان خلفت قرابة 200 ألف قتيل معظمهم من المدنيين، خلال المجازر التي استمرت على مدار 6 سنوات، مقسمة على حربين، الأولى كانت بين عامي 1994 و1996، والثانية بين عامي 1999 و2000.

أما عن تدخله في سوريا، فدعم بوتين إبقاء الرئيس السوري بشار الأسد، في منصبه بعد مطالبات الثورة السورية بإسقاطه، وحمايته من الإطاحة كما ساعد في قتل الأطفال وهدم المنازل والبنية التحتية وتشرد ونزوح ملايين الأسر من السوريين.

إن بوتين الذي يستنكر إغلاق المساجد هو نفسه من يهدمها في سوريا.

هو نسخة عن والده أحمد قاديروف العميل السابق لموسكو، والذي تفنن في خدمة فلاديمير بوتين بشكل لم ينتظره أشد الروس تفاؤلا، لكن قاديروف الابن أكثر شراسة من والده في محاربة أعداء الوطن- روسيا – كما يحب أن يقول في خطاباته، تسلم رمضان الرئاسة بعد قتل والده، بتعيين مباشر من فلاديمير بوتين، ومن يومها وهو يشن حملات متتالية لتصفية المقاومين لروسيا وسياساتها، حيث قام بتشكيل فرق الموت المرعبة، فظهرت ميلشيا قاديروفستي التي أثارت الرعب في أوساط السكان، وسنَّ قانونا جديدا وهو: هدم بيت أي أسرة إذا ثبت مشاركة فرد منها في أي عملية ضد القوات الروسية وحليفتها القاديروفية، وطردها خارج البلاد، كما عمد قاديروف إلى سياسة الابتزاز، فكان يختطف أهالي المقاومين، خاصة من النساء، لمحاولة التأثير في المقاومة وتسليم سلاحها، ولم يكتف بذلك بل راح يبني المعتقلات السرية، ويسجن كل من يشتم فيه رائحة ما يسميه الوهابية أو نقد بوتين أو الاعتراض على سياسات روسيا، ويمعن في غطرسته أكثر عندما يظهر رجاله هذه السجون عبر أشرطة فيديو، وتظهر خلالها لقطات لتعذيب الشباب أشد العذاب، لنشر الرعب والخوف بين السكان.

تاريخ حافل بالبطش والإجرام:

 ومع تمكنه من الأوضاع في الشيشان، بدأ رجاله يظهرون تعطشا واضحا لارتكاب جرائم الخطف والاغتصاب بحق بنات الأسر الشيشانية المعروفة بكرهها لروسيا، وقد وثقت هيئات حقوق الإنسان الكثير من الجرائم، التي ارتكبها قاديروف وميليشياته، خاصة أن يده الملطخة بالدماء لم تكتف بسفك دماء الداخل، بل راحت تفتك بالمعارضين في النمسا وتركيا، والإمارات وقطر والسويد، وراح لسانه يجهر بمسؤوليته عن كل هذه الجرائم: إذ يقول متبجحا على صفحته بالفيس بوك: ” لقد قتلتهم جميعا، وسوف أطارد كل من كان يقف وراءهم حتى أقتلهم، وبوتين رجل عظيم زار قبر والدي بنفسه، بوتين يهتم بالشيشان أكثر من اهتمامه بأي جمهورية أخرى من جمهوريات روسيا الاتحادية، بوتين يستحق أن يبقى رئيسا مدى الحياة، نحن بحاجة لقيادة قوية، والديمقراطية هي مجرد تلفيق أمريكي وروسيا لن تخضع لقوانينهم” ، الأمر الذي يؤكد اعتباره رجلا دمويا بحق، لم تشهد الشيشان عبر تاريخها أكثر وحشية وعمالة منه، ويؤيد هذا الأمر إدراجه في اللوائح الأمريكية والأوروبية على لائحة المعاقبين، والممنوعين من دخول أراضيهما، بينما تعتبره أوكرانيا مجرم حرب، مطلوبا للعدالة، أما جمعيات حقوق الإنسان في العالم فتعتبره مجرم حرب مطلوبا لدى محكمة لاهاي، نتيجة ممارسات الاغتيالات، والتعذيب، والنفي، التي مارسها في الداخل الشيشاني وخارجه.

قاديروف سمعة سيئة وفساد أخلاقي:


أما في الجانب الأخلاقي فهو من أشد الناس نفاقا وازدواجية، فتظهره الصور راقصا مع الراقصات، كما تظهره يبكي أمام شيوخ الصوفية، وتظهره اللقطات يحتفل بزي “بابا نويل” في عيد السنة الميلادية وهو يغني ويتمايل، كما تظهره الصور وهو يستقبل كأس وشعرة يدعي أنها للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولا نعتقد أن الله تعالى تارك أثار محمد صلى الله عليه وسلم تقع بين أيادي ملطخة، محاربة لأوليائه، لكنها التجارة بالدين، كما تظهره الصور وهو يحتفل بالخمر مع بعض الممثلين، ويستقبل رونالدو ومارادونا، ويعطيهما عطاء سخيا؛ بمناسبة مشاركتهما عيد ميلاده، وكثيرا ما يدعو الملاكمين والرياضيين إلى زيارته، فهو يعيش حقيقة كطاغية، نشر الرعب بين السكان، وخص نفسه بحياة البذخ، فقد بنى في كل ولاية قصرا، وشيد الحدائق، وجلب لها الحيوانات، ولم يكتف بهذا بل إنه أعلن فيه هذه السنة، أن نسبه ينتهي إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأن دماء النبي عليه الصلاة والسلام تسري في عروقه، ويريد من وراء ذلك جعل نفسه إمام المسلمين الثاني في روسيا، بعد الإمام الأول لهم فلاديمير بوتين،  كما يقول بعظمة لسانه، الذي تجب طاعته ونصرته، ويحرم الخروج عليه.

قاديروف..واستغباء العالم الإسلامي:

بعد اعتلائه سدة الحكم في 2004، تدفقت الأموال على قاديروف وجماعته، فشرع في تنفيذ خطة محكمة، تهدف إلى تشويه صورة المقاومة، فكان أن أرسل وفدا من رموز الصوفية في البلاد إلى بعض الدول العربية؛ لإقناع بعض

 أمريكا بالنسبة لقاديروف الشيشان هي الشيطان الأكبر، والشر المستطير، بينما يسبح بحمد الروس قتلة المسلمين، وقتلة الشعب السوري الأبي الثائر، وفي نفس الوقت يرفع شعارات رنانة، ويتمظهر بمظاهر كاذبة، كادعاء الورع، وحب القرآن والسنة، وحمل المسبحة، وتصوير نفسه زعيما إسلاميا فذا، فإنه لا يجب السقوط في نفس الخطأ مرة ثانية بالنسبة لهذا الرجل وعصابته الخطيرة، فالمشروع الروسي يهدف إلى تصفية الإسلام عن طريق توظيف الإسلام الشيشاني الخرافي المنبطح، وهذا سيكون له أثار خطيرة على مستقبل القوقاز وآسيا الوسطى.

قاديروف الشيشان ومعاداة العرب وأهل السنة:

بعد تنفيذه للخطة الأولى، شن قاديروف حملة شعواء ضد العرب، فوصفهم في عدة محطات بأقذر الأوصاف، التي لم تصدر عن أي زعيم في العالم، ويحث الشيشانيين على عدم الا×ذ عن العرب فهم جهلة وأهل شهوات، بل يتهمهم بقتل الصحابة، وتحريف الإسلام، ويرميهم بالجبن، وقد سار على منهج قاديروف جميع الموالين له ولروسيا، فهذه أحد التصريحات الموثقة لرئيس برلمان الحكومة الموالية لروسيا وأحد رجال قاديروف المخلصين، المسمى دوقواخا عبد الرحمانوف في حديث مع مراسل “السياسة القوقازية” يقول فيه: “.. في أواخر التسعينيات من القرن المنصرم، جاءنا مبعوثون إلى الشيشان، والداغستان، وإنغوشيا من المملكة العربية السعودية، وسوريا، وليبيا. كنا نظن أنهم يعرفون الإسلام لتلك الدرجة التي ينبغي علينا أن نتعلمه منهم، وقد تبين لنا، أنهم لم يكونوا يعرفون الحد الأدنى من الذي يعرفه علماؤنا في الدين، من الشيشانيين والداغستانيين وغيرهم”، ويقول المؤرخ الشيشاني بشير دالغات مؤلف كتاب “الديانات القديمة في الشيشان” عن الوفود التي أرسلها دوداييف في التسعينات لإعادة الارتباط بالعالم العربي: ” إن زيارة قيادة الحركة الشيشانية إلى بعض الدول العربية وغيرها لهو تصرف لا مسؤول يدل إما على الجهل المطبق، كما أنه خيانة للشعب الشيشاني وأجياله اللاحقة. “.

ضرورة التصدي لقاديروف ومشاريعه الهدامّة:

إن رمضان قاديروف لا يختلف إطلاقا عن صناديد الطغيان والإجرام، فهو لا يختلف عن طاغية الشام في شيء، مجاهر بالعمالة للروس، محارب للسنة، ومبغض للعرب، طاغية مع شعب الشيشان، شديد عليهم، ذليل عند الروس صغير، يجب على المسلمين مقاطعته وفضحه، خاصة مع تبنيه كل مشروع يعادي المسلمين السنة، والعالم العربي خاصة، وتبنيه الطاعنين في صحيح البخاري، وعدالة الصحابة، وحفاوته بالمذهب الجعفري والسياسات الإيرانية في المنطقة العربية. أما السكوت عن سياساته فيعني ولادة أجيال مسلمة مشوهة في كل آراضي القوقاز، يخشى العاقل أن تستخدمها روسيا يوما ما في محاربة المسلمين وجيرانها، وقد فعلت في سوريا وأوكرانيا، فهل نرى حملة تتصدى له ولسياساته، وكشفه عمالته وخيانته، وتفضح الإسلام المزور الذي يسعى لنشره في آسيا الوسطى والقفقاس؟.

رمضان قاديروف يؤكد إرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا دعماً لروسيا

قال رمضان قديروف زعيم منطقة الشيشان الروسية، وحليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السبت 26 فبراير/شباط 2022، إنه تم إرسال وحدات شيشانية إلى أوكرانيا، داعياً المواطنين الأوكرانيين إلى الإطاحة بحكومتهم.

فيما تباهى قديروف، في مقطع مصور بُث على الإنترنت، بأن الوحدات الشيشانية لم تتكبد أي خسائر حتى الآن، وقال إن القوات الروسية يمكنها بسهولة السيطرة على المدن الأوكرانية الكبيرة بما في ذلك العاصمة كييف، لكن مهمتها هي تجنب وقوع خسائر في الأرواح، وتنفيذ المهمات بحرص.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق