المساواة والتمكين من وراء النسوية العالمية؟ (7)
محمود عبد الهادي
منذ نهايات القرن الـ19، بدأت الحركة النسوية تتخذ أشكالاً تنظيمية، تطورت تدريجياً على شكل منظمات وهيئات محلية وإقليمية وعالمية، تتشابه في أهدافها وأفكارها وأنشطتها، وتتعاون فيما بينها، لبلورة مبادئها، وتطوير آليات عملها، وزيادة انتشارها، وتعزيز نفوذها وتأثيرها، وتوسيع دائرة المؤيدين لها، ليس فقط بين النساء والفتيات، بل بين الرجال والشباب، عن طريق المنظمات والهيئات المحلية والدولية، الرسمية وغير الرسمية، التي أعطت الحركة النسوية صفتها العالمية، وساعدتها على فرض أفكارها ومبادئها، والتقدم المتسارع لتحقيق أهدافها.
للحركة النسوية العالمية حوالي 600 منظمة قديمة وحديثة، منها أكثر من 60 منظمة عالمية، وأكثر من 150 منظمة أوروبية، وحوالي 100 منظمة أميركية، و21 منظمة في أستراليا ونيوزيلندا، وحوالي 70 منظمة في الأميركتين، و70 منظمة أفريقية، و120 منظمة في آسيا. هذه المنظمات تدير عشرات الآلاف من الفروع والمكاتب التابعة لها في دول العالم، وتنفق على أنشطتها وفعالياتها المتواصلة عشرات المليارات من الدولارات سنوياً، عدا عن آلاف المؤسسات والجمعيات الأكاديمية والفكرية والفنية والثقافية والاجتماعية والخيرية التي تدعم بقوة أفكار وأنشطة الحركة النسوية محلياً وعالمياً.
مجرد نماذج
السؤال عمن يقف وراء الحركة النسوية العالمية، يقودنا إلى الحديث عن حوالي 600 منظمة قديمة وحديثة، منها أكثر من 60 منظمة عالمية، وأكثر من 150 منظمة أوروبية، وحوالي 100 منظمة أميركية، و21 منظمة في أستراليا ونيوزيلندا، وحوالي 70 منظمة في الأميركتين، و70 منظمة أفريقية، و120 منظمة في آسيا. هذه المنظمات تدير عشرات الآلاف من الفروع والمكاتب التابعة لها في دول العالم، وتنفق على أنشطتها وفعالياتها المتواصلة عشرات المليارات من الدولارات سنوياً. بالإضافة إلى آلاف المؤسسات والجمعيات الأكاديمية والفكرية والفنية والثقافية والاجتماعية والخيرية التي تدعم بقوة أفكار وأنشطة الحركة النسوية محلياً وعالمياً.
وقد شهد القرن الـ19 تنظيم 18 مؤتمراً خاصاً بالمرأة في الولايات المتحدة وحدها، وشهد القرن الـ20 إقامة 45 مؤتمراً دولياً ومحلياً للمرأة، وشهد القرن الحالي تنظيم 21 مؤتمراً حتى الآن، وجميع المؤتمرات التي انعقدت في النصف الثاني من القرن الماضي تشدد على المساواة الكاملة بين الجنسين وتمكين المرأة في جميع المستويات.
وربما يشعر القارئ الكريم بأن هذا الحديث مبالغ فيه، وهو شعور يأتينا عادة من سطحية المعرفة التي لدينا، والتي نستقيها عادة من وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. نعم؛ لقد بلغت الإمكانات المتوفرة للحركة النسوية العالمية الآن، حداً لم يتوفر لأي حركة أخرى في العالم حتى اليوم، ولتوضيح ذلك نستعرض بإيجاز عدداً من المنظمات الشبكية النسوية:
معهد المرأة
Women’s Institute
منظمة بريطانية تأسست عام 1897، وتعمل في بريطانيا والدول التي كانت تضمها الإمبراطورية البريطانية آنذاك، في أيرلندا الشمالية ونيوزيلندا وجنوب أفريقيا وكندا. لها في مقاطعتي ويلز وإنجلترا والجزر التابعة لبريطانيا أكثر من 6300 فرع، تضمّ أكثر من 220 ألف عضو، ولها في أيرلندا الشمالية 154 فرعاً تضم أكثر من 5 آلاف عضو، وفي نيوزيلندا لها 245 فرعا تضم أكثر من 4 آلاف عضو، ولها في كندا 670 فرعاً تضم أكثر من 8 آلاف عضو، وترأسها الملكة إليزابيث الثانية، ومن قبلها كانت أمها الملكة إليزابيث.
رابطة المرأة الريفية في العالم
Associated Country Women of the World (ACWW)
منظمة بريطانية تأسست عام 1929، وتعتبر أكبر منظمة تعمل لصالح المرأة في الريف والمدينة على مستوى العالم، تضم حالياً أكثر من 9 ملايين عضو في أكثر من 70 دولة، وهي متخصصة في تمكين المرأة وتحسين مستوى الحياة التي تعيشها في الصحة والتعليم والزراعة والمنزل، وتعمل حالياً مع الأمم المتحدة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وهي تتمتع بوضع استشاري لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة (ECOSOC)، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).
جمعية حقوق المرأة في التنمية
The Association for Women’s Rights in Development (AWID)
منظمة أميركية عالمية نسوية، تأسست عام 1986، تعمل على تحقيق العدالة بين الجنسين وحقوق الإنسان للمرأة في جميع أنحاء العالم، من أجل عالم تزدهر فيه الحقائق النسوية، حيث يتم تقاسم الموارد والقوة بطرق تمكّن الجميع من الازدهار وتحقيق إمكاناتهم الكاملة بكرامة وحب واحترام. وتعمل على المشاركة في خلق حقائق نسوية، وزيادة التأثير الجماعي وإبراز قوة البدائل النسوية. كما تهدف إلى إعداد الحركات النسوية العالمية وتعزيز قدراتها بشكل أفضل، لتعطيل ونزع الشرعية عن تأثير الفاعلين المناهضين للحقوق وأجنداتهم في الفضاءات والأنظمة الدولية.
وتعمل المنظمة في 180 دولة، ولها أكثر من 6 آلاف عضو من الأكاديميين والطلاب والناشطين ورجال الأعمال وصانعي السياسات، والممولين من مختلف الأعمار، وتنفق سنويا حوالي 4 ملايين دولار على أنشطتها.
المركز الدولي لبحوث المرأة
International Center for Research on Women (ICRW)
مركز أميركي دولي، تأسس عام 1676 في واشنطن، استجابةً للمخاوف من أن تدخلات التنمية الدولية كانت تفيد الرجال والنساء بشكل غير متساوٍ، على حساب مجتمعات بأكملها، وأنه من خلال عدم الاعتراف بالنساء كرئيسات للأسر، فشلت برامج التنمية في الوصول إلى أكثر الفئات ضعفاً بين الفقراء، وأنه عندما تتحكم المرأة في الموارد، فمن المرجح أن يكون أطفالها أكثر تعليمًا وصحة.
والمركز ينفق أكثر من 12 مليون دولار سنوياً على دراسات تهدف إلى تمكين المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين ومحاربة الفقر في الدول النامية. وتركز أبحاثه على 3 مسارات:
- تصميم الخطط لمصممي البرامج والمانحين وواضعي السياسات، بما يمكن النساء من التحكم في حياتهن، ويساعدهن على تشكيل مستقبل مجتمعاتهن.
- قياس التغييرات في حياة النساء والفتيات والرجال والفتيان، لمعرفة أفضل السبل لتحقيق المساواة بين الجنسين.
- اقتراح السياسات التي تمكن المرأة من تغيير حياتها.
وفي عام 2016، قدم المركز ورقة عمل بعنوان "نحو أمم متحدة أكثر نسوية" طالب فيها الأمم المتحدة باتخاذ خطوات حثيثة لتمكين المرأة على مستوى:
- منصب الأمين العام للأمم المتحدة وقادتها.
- وكالات هيئة الأمم المتحدة.
- هيئة الأمم المتحدة للمرأة.
- الربط بينها وبين أهداف التنمية المستدامة، لدفع المنظمات النسوية للمساهمة في تحقيقها.
- مشاركة المرأة في عمليات إحلال السلام والأمن.
- تعزيز المطالبة بإنهاء العنف والانتهاكات ضد المرأة في خطاب وأنشطة الأمم المتحدة.
المنظمة الوطنية للمرأة
National Organization for Women (NOW)
تأسست عام 1966، وتضم 550 فرعاً في جميع الولايات الأميركية، وبلغ عدد أعضائها أكثر من نصف مليون عضو. وتعتبر الذراع الشعبية للحركة النسائية، باعتبارها أكبر منظمة للناشطات النسويات على مستوى القاعدة في الولايات المتحدة. وتهدف إلى تعزيز المثل النسوية، وقيادة التغيير المجتمعي، والقضاء على التمييز، وتحقيق وحماية الحقوق المتساوية لجميع النساء والفتيات في جميع الجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والجنسية.
نبض العالم
World Pulse
تأسست عام 2003 في الولايات المتحدة، وتعمل في جميع دول العالم، وتضم 80 ألف عضو في 227 ألف منطقة في العالم، واستطاعت إحداث تغيير في 21 مليون شخص حتى الآن. وتعمل المنظمة على إحداث التغيير الاجتماعي وتسخير التكنولوجيا لتسريع القيادة النسائية والمساواة بين الجنسين، وترفع شعار: "نحن الأخوات في جميع أنحاء العالم، نتحدث عالياً، ويرفع بعضنا بعضاً".
أرجو أن تكون هذه النماذج كافية، لنتعرف أكثر على حجم إمكانات الحركة النسوية في العالم، ونوعية الجهات التي تقف وراءها، ولنستشرف حجم التغيير القادم في المجتمع الإنساني والمخاطر المترتبة عليه. هذه المؤسسات تعمل ليل نهار، بخطى حثيثة، وخطط مدروسة، وإمكانات تنفيذية هائلة، وتأييد رسمي محلي وإقليمي ودولي كامل، لا أحد يتهمها بالتطرف والإرهاب، ولا بتهديد السلم الاجتماعي، ومسخ مستقبل الأجيال القادمة، ولا أحد يراقب تحركاتها وأنشطتها، ولا أحد يشدد على حساباتها ويضيق عليها مصادر الدعم والتمويل، ولا أحد يتهم قادتها ومديريها والعاملين فيها بانتمائهم لمنظمات مشبوهة، ولا أحد يتهم مفكريها ومنتسبيها بنشر أفكار منحرفة.
يتبع… (النسوية العالمية وتبرئة زوجة إبليس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق