الخميس، 3 فبراير 2022

حقبة السامري (7)

 

 حقبة السامري (7)

فاتن فاروق عبد المنعم

نهج وحيد أوحد:

مرد الشيطان على التدرج مع بني آدم في جرهم إلى ميدانه وحوزته،

فلا يأتي على شخص محافظ على أداء الصلوات في وقتها وينهاه عن الصلاة مرة واحدة وإنما يوسوس له بأن يؤخرها عن وقتها مرات عدة

وإن نجح في ذلك نقله إلى ما بعدها من جمع فرضين معا ثم أداء فرض والتكاسل عن آخر

حتى ينجح في أن يجعله يمتنع عن أدائها ثماما وهذا نتيجة لاستجابته لوسوسة الشيطان

(ويخرج علينا شيخ كبير بلغ من العمر عتيا ليقول تباهيا ومجاهرا أنه منذ خمسين عاما لم يدخل المسجد) وهكذا.

 ومنذ بزوغ شبكة الانترنت، منبر المسيخ الدجال، وهو وسيلة سريعة للاستدراج إلى مرابعه،

ومن ضمن ما نراه على هذه الشاشة إعلان عن فتيات للحديث بكلام حب فقط عبر الهاتف لمن يرغب،

وهناك مغارات من الإعلانات عن ما يخطر لك ببال ومالا يخطر لك ببال، فكل شيء متاح وسهل وربما آمن.

«إرهابيون، معقدون، ظلاميون، رجعيون»

ومجتمعاتنا استسلمت صاغرة لجنود الدجال، الذين تمكنوا منا على مهل ودون تعجل بأساليب تتماهي كالماء إلى داخلنا

ورأينا بأم أعيننا ما طرأ علينا من مستجدات غريبة الأطوار في الفكر والسلوك والجريمة داخل الأسرة الواحدة،

ولم ننتبه لمواضع الزلل التي نجوس فيها ففرطنا وأفرطنا مهطعين صاغرين خوفا من أن يقال «إرهابيون، معقدون، ظلاميون، رجعيون»

حتى بلغنا منعطفات خطيرة ومع كل فاجعة نتباكى على الفضيلة المراق دمها بيننا بينما كلنا مذنبون بلا هوادة،

فعندما رقصت المدرسة المسكينة بين زملائها في رحلة، أشهر كل منا سكينا حادا في وجهها بينما ما يقال في حقها يقال لنا جميعا،

لأنها منتج هذا المجتمع بكل مؤسساته التي يديرها السامري بفكره من خلال جنده المخلصين،

بداية من الأسرة التي نشأت فيها مرورا بكل المنعطفات التي مرت بها.

وعروجا على إحدى السالوميات التي خلعت ملابسها الداخلية على شاشة من شاشات الدجال، ومع جملة ما يدعو إليه هذا الفيلم،

فالأمر ليس غريبا أو مستهجنا، بل تطور طبيعي جدا للسينما التي أنشأها مجموعة من اليهود ونصارى اليونان والأرمن والشوام والمصريين،

والسينما هي أحدى شاشات المسيخ الدجال التي بها يدير العقول،

يبث ويغرس في النفوس على مهل دون أن يشعر المشاهد (وهذه هي خطورة الفن، تسلل فكر مغاير يتسرب ليرسو في اللاوعي)

السامري  يعلم ما ستفعله السينما في النفوس

فالسامري الخبيث يعلم يقينا ما ستفعله السينما في النفوس لذلك عندما شرع في إنشاء حكومة العالم الخفية تآمر لاحتواء بني آدم والسيطرة عليهم فابتداع ما يعينه على ذلك فكانت السينما والإذاعة والتليفزيون، وهذه أدوات جيدة بلا شك

ولكن يعيبها أنها في قبضته هو ومجلس إدارته وجنودهم بيننا الواجب التحرر من ربقتهم، والحديث عن الفن عموما يحتاج إلى بحث منفصل.

وهنا أود التوقف عند إعلان عن الفتيات التي يرغب أحدهم في التواصل معها عبر الهاتف بالحديث بكلام حب والذي حتما سيقود إلى ما بعده

فإن وليم جاي يخبرنا أن أولئك الشياطين الذين ينفذون أجندة الإفساد كانوا يقيمون حفلات لفتيان وفتيات مابين الثانية عشر والرابعة عشر،

يسهلون لهم شرب الخمور والمخدرات دون أن يعلموا بها ثم يتركونهم ليمارسون مختلف أنواع الرذائل حتى يتمكنوا منهم،

ويتم السيطرة عليهم ويصبحوا داعين لغيرهم من الفتيان والفتيات، لتتسع دائرتهم وتكبر مجموعاتهم،

والعجيب في الأمر أن قلة من هؤلاء الفتيات كن لا يحملن إلا في سن الرابعة والعشرين،

ولما سؤلن عن ذلك قلن أن وسائل منع الحمل كانت فقط بأيدي الرجال الذين يشاركهن الفعل (مما يدل على أن العمل مرتب)

ثم يحدث الحمل وقتما يريد الرجل المتآمر وفي الوقت نفسه يرفض الاعتراف ببنوة الطفل متعذرا بقوله أن هؤلاء الفتيات يعاشرن رجال كثر

 (لكن الآن في جنة السامري فإنه يعترف وبمنتهى الأريحية في نفس البلاد التي بكى عليها وليم جاي وهو يراها تمضي إلى حتفها)

«فتيات الهاتف»

ويحققون غايتهم من الرغبة في الاتجار بهؤلاء الأطفال وهذه تدر عليهم الملايين من الدولارات بينما الأمهات تعملن في البغاء،

ونظرا لأن في المجتمع الأمريكي والكندي في ذلك الوقت رجال وقورة تخاف الفضيحة وتخاف على سمعتها،

ابتدع جنود السامري «فتيات الهاتف» لمن يرغب في التحدث معهن عبر الهاتف فقط وطبيعي جدا أنها الخطوة الأولى التي ستقود لما بعدها.

وضمن ما ذكره وليم جاي تجربته الشخصية مع مجلس إدارة السامري الذين كانوا يتعقبونه

لمجرد أنهم كانوا يعرفون أنه يناهضهم بتعاليم المسيح ومحاولته لتدارك الأمر،

فحدث أنه عانى من آلام الروماتيزم ودخل المستشفى،

ليجد نفسه أمام أطباء نفسيين (وليس أطباء الروماتيزم) وأخذوا يسألونه أسئلة من نوع:

 هل أنت مقتنع بوجود الرب والشيطان والجنة والنار؟

فلما أجابهم بالإيجاب نظروا لبعضهم البعض كأنهم يقولون لبعضهم

 “مغفل آخر تم تخديره بالدين، أفيون الشعوب”

ثم سألوه هل هو مقتنع أن بإمكانه تصحيح الأوضاع التي أبلغ السلطات عنها

(بينما هم ضالعون في الطواطؤ معهم في خططهم الشيطانية لذلك يسخرون منه)

فلما أجاب بالإيجاب سخروا منه وقالوا إن كنت مقتنع أن تعاليم المسيح قادرة على الإصلاح فلماذا فشل هو نفسه في ذلك؟

ثم يحاول محدثه أن يبث فيه اليأس بأنه لن يستطيع تحديهم فقال له:

أن المسيح عندما شرع في إصلاح الناس كان الثمن دماره هو نفسه.

يا أيها التعساء:

بني آدم، قبل هبوط آدم وزوجه إلى الأرض عرفهما الله بعدوهما الأزلي، إبليس الذي رفض السجود لآدم فقال له محذرا:

فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ” 117 طه”

ولكن ذرية آدم لم يأخذوا حذرهم من عدو مبين لا يألو جهدا في تضليلهم كما توعدهم:

{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ *

إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ

* قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ *

لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ} (ص 82-85)

هذا الذي توعدنا بالغواية لم يخلف وعده ولنقرأ السطور القادمة لنعلم كيف أطلق جنوده ليبر يمينه وهو الفاجر الخبيث، فيقول جنده في البروتوكولات:

«عندما يلاحظ الجمهور أن كافة الامتيازات والترف والانغماس قد تم التخلي عنها باسم الحرية،

تخيل نفسه أنه سيكون سيدا مطاعا وأنه اندفع بعمق شاقا طريقه نحو السلطة،

ولكنه بطبيعة الحال، شأنه شأن كل رجل أعمى آخر صادف ركاما من الحجر فعثر، وهرع يبحث عن مرشد يكشف له الطريق،

ولم يكن لديه مطلقا من سلامة التفكير ما يجعله يعود لوضعه السابق، فيقوم بوضع الصلاحيات المطلقة تحت أقدامنا،

تذكروا الثورة الفرنسية التي أطلقنا عليها نحن الكبرى، فإن أسرار تدابيرها معروفة لنا جيدا لأنها كانت بكاملها من صنع أيدينا»

«ونحن منذ ذلك الحين (1789م) نقود الشعوب قدما من خيبة إلى خيبة بحيث أنهم لابد أن يتحولوا عنا في النهاية من أجل ملك مستبد تجري في عروقه دماء صهيون نقوم بتهيئته لحكم العالم»

دناءة في شعوب الجوييم

«ونحن في الوقت الحاضر (1897م) بصفتنا قوة دولية، لا نقهر، لأنه لو هاجمتنا بعض الدول فإننا نتلقى دعما من دول أخرى، إنها دناءة في شعوب الجوييم التي لا حدود لها، إنهم يزخفون على بطونهم نحو القوة، ولكنهم لا يعرفون الرحمة تجاه الضعفاء، وقساة بوحشية تجاه الأخطاء، ومتساهلين بقوة تجاه الجرائم،

وغير مستعدين لتحمل تناقضات نظام اجتماعي حر، ولكنهم صبورين على الشهادة تحت قسوة الاستبداد الفاجر،

إن تلك الصفات هي التي تساعدنا على الحصول على الاستقلال،

وإذا نظرنا إلى الجوييم من أول قيام المستبدين المتسلطين في الأرض حتى هذه الساعة،

نجدهم قد تحملوا العذاب وطاقوا من الجراحات ما كان جزء قليل منه يكفي للإطاحة برؤوس عشرات الملوك»

نلاحظ قولهم أنهم دوما كانوا يهيئون العالم لحاكم واحد مستبد تجري فيه دماء صهيونية،

مما يعني أن إبداعهم للصهيونية والرأسمالية والشيوعية لم يكن إلا ليقودوا العالم لحاكم واحد مستبد،

إنه مجلس إدارة السامري الذي هيأ الأرض لحكمه الظالم والمستبد،

إنه واحد من «اللذيْن أضلانا» ذلك الذي حرص على امتلاك أسباب القوة ومقوماتها والذي كما يظهرونه أو يهيئون الأرض ليس لحكمه فحسب،

وإنما لعبادته، المسيخ الدجال ليس قويا إلا باستهانة جماعة المؤمنين بالتعاليم الإلهية،

لأن الله لم يتركنا في مهب الريح وإنما دل آدم ومن بعده ذريته بالخريطة التي بها نهتدي ولا نضل.

وللحديث بقية إن شاء الله





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق