الثلاثاء، 14 يونيو 2022

مؤتمر الديانات العالمية والتراثية

 

مؤتمر الديانات العالمية والتراثية


أ. د. زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية


نشر كلا من موقع "البوابة اللاتينية" و"موقع الفاتيكان" يوم 3/6/2022، خبرا يؤكد سفر البابا فرانسيس إلى كزاخستان لحضور المؤتمر السابع للديانات العالمية والتراثية. ويبدأ الخبر بالتعبير عن فرحة كزاخستان بقرار البابا وذهابه إلى مدينة نور سلطان، العاصمة، في سبتمبر 2022، وذلك وفقا لما هو متفق عليه بين رئيس الدولة قاسم ـ چومار توكاييف والبابا في 11/4/2022.

وقد أقيم أول مؤتمر للديانات العالمية والتراثية في الأستانا سنة 2003، بناء أو استمرارا لبدعة "اليوم العالمي للصلاة من أجل السلام"، الذي أقامه البابا يوحنا بولس الثاني في يناير 2002، لتأكيد المساهمة الفعالة لمختلف التقاليد الدينية في الحوار والتوافق بين الشعوب والبلدان، الذي أقيم عقب التوترات المتتالية لأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001. ومن الواضح أنه لا توجد ديانة أخري في نظر هؤلاء القوم إلا كاثوليكية روما التي تم نسجها على مر التاريخ..

وهنا لا بد من إضافة نبذة عن هذه الأحداث، التي بدأت بتوجه من مجلس الكنائس العالمي للولايات المتحدة حينما بدأت الألفية الثالثة دون أن يتم تنصير العالم وفقا لما كان معلنا في مجمع الفاتيكان الثاني (1965).. وقد حضر في ذلك المؤتمر الأول، نيابة عن الكرسي الرسولي جوزيف طومكو، رئيس المجلس البابوي لتنصير الشعوب، ـ وهو ما يكشف التوجه العام للمؤتمر وأبعاده.

وفيما يتعلق بالمؤتمر القادم، وهو السابع في هذه السلسلة التي تقام بناء على فكرة توحيد كل الديانات والترث تحت عنوان: "دور المسئولين عن الديانات الدولية والتراثية في التطور الاجتماعي ـ الديني للإنسانية في فترة ما بعد الجائحة".

وهذه المؤتمرات تتم وكأنها نسخة من المؤتمر الأول، بمزيد من التركيز على مساهمة مختلف الديانات والعقائد وتباعد الكنيسة الكاثوليكية التي تجد نفسها، على حد قول المصدران: "غرقي بين الديانات المتعددة والمدعوين، بل وتجلس ملاصقة لآلهة مزيفة وقد انحطت قيمتها إلى مستواهم. إذ من الصعب أن يتم سب الكلمة المتجسدة (ويُقصد بها يسوع)، وهو الإله الوحيد الحقيقي والآب والروح القدس". ويا لها من عبارة تكشف عن حقيقة نظرة هؤلاء المسؤولين للديانات الأخرة وخاصة الإسلام.
ولو تأملنا هذه الفقرة الأخيرة وحدها لأدركنا كيف ينظر منظمو هذه اللقاءات إلى الديانات والعقائد الأخرى وخاصة إلي الإسلام، بل ليت من يساهم فيها من المسلمين، وخاصة من مصر، أن يدرك إلى أين هو ذاهب، وأن هذه المؤتمرات لها خلفيات أخري تفرض عليه التواطؤ في مخططاهم..

ثم ينتهي الخبر بفقرة قصيرة تقول: "ليت تفاهة هذه اللقاءات التي تحط من الديانة الكاثوليكية ومؤسسها ألا تجدنا سلبيين أبدا، وإنما أن نحتج دوما بحدة للدفاع عن شرف المسيح وأمنا الكنيسة زوجته".. وهذه العبارة ليست خطأ مطبعيا مني، فالفاتيكان يفرض عقيدة أن المسيح قد تزوج الكنيسة لتمويه على كل ما يثبت أنه كان متزوجا من مريم المجدلية. وهذا موضوع آخر.. وينتهي المقال بعبارة تقول:
ـ "إلى أين أنت ذاهب يا بطرس، يا بطرس.. إلي أين أنت ذاهب؟"..

ومن الواضح أن الموقعان، "البوابة اللاتينية" و"موقع الفاتيكان" نظرتهما واحدة بالنسبة لكل الديانات الأخرى وخاصة الإسلام. بحيث ان مجرد جلوسهم بجوار أتباع عقائد أخري تعد سبّة.

وهنا لا بد من اضافة نبذة من مقال نشر في 12/11/2021 بموقع "فيدس" الفاتيكاني، يعرب عن فرحة الكزخ بزيارة البابا وأن الظروف مواتية، خاصة وأن هناك تقاربا شديد الوضح بين قيم الحوار التي نشرها البابا وبين ما ينشره المؤتمر في كزاخستان حول الحوار بين الأديان في آسيا وفي العالم. وهو ما يؤكد الخلفية الحقيقية لهذه اللقاءات، وأن الناجم عنها سيؤدي حتما إلى تذويب كل ما عدا كاثوليكية الفاتيكان في متاهات اقتلاعيه معروفة، طالما أن هدفها واحد.

وقد أقيم المؤتمر الأول بدعوة من الرئيس نازارباييف، في الأستانا يومي 23 و24 سبتمبر 2003، وحضره مندوبين عن 17 منظمة ومؤسسة دينية وتراثية من العالم أجمع. اجتمعوا بهدف إعادة طرح أسئلة الحوار بين الأديان وحرية العقيدة في قلب آسيا الوسطي، وهي منطقة قريبة من الصراعات الدينية ـ العرقية التي أعقبت أحداث 11 سبتمبر 2001.

وبناء على تصريحات ممن ينظمونه، فإن هذا المؤتمر القادم يتخذ مثالا له "يوم الصلاة من أجل السلام" في العالم، الذي أقامه البابا يوحنا بولس الثاني يوم 24 يناير 2002 في بلدة أسيز، ليؤكد المساهمة الإيجابية لمختلف الترث الدينية في الحوار والتوافق بين الشعوب والأم.

كما أن هدف المؤتمر القادم هو مناقشة الدور القيادي للأديان العالمية والتراثية في التطوير الاجتماعي والديني للإنسانية في فترة ما بعد الجائحة.

ووفقا للسيد مولن آشمباييف، فإن الرؤساء الدينيين يمكنهم أن يأتوا بمساهمة حاسمة في فهم دروس الجائحة والصراع ضد عواقبها.

ولو تذكرنا كل ما كتبته عن توجهات البابا فرانسيس طوال أيام الجائحة وكيف كان كل ما يعنيه أن يستغل الفرصة لتنصير العالم، وتوحيد الأجازة الدراسية عالميا بيوم الأحد، الأمر الذي يعني إلغاء يوم الجمعة وخطبة وصلاة الجمعة المنصوص عليها في القرآن الكريم.

ولا يسعني إلا أن اشير إلى ما سبق وكتبته من سبع سنوات، عن نفس هذا الموضوع، مزودا بأكثر من عشر صور للمبني الرئيسي للمؤتمر تكشف كل خباياه. مع اضافة رجاء لكل من تسوله نفسه بقبول الدعوة للمساهمة في المؤتمر القادم، أيا كان تصنيفه العلمي أو الوظيفي، أن يراعي ضميره أمام الله عز وجل، إذ ان الستار المحكم المسدول على خلفيات هذه المؤتمرات وعلاقتها بالماسونية العالمية وارتباطها الوثيق بهدف الفاتيكان وإصراره على اقتلاع الإسلام لا يتخيلها عقل ما لم يكن ملما بحقائق كل جزئية في هذا الموضوع.

ويكفي لمن يفهم، أن العاصمة نور سلطان، الأستانا سابقا، مشيدة على نموذج المعبد الماسوني.


زينب عبد العزيز
12 يونيو 2022


النظام العالمي الجديد ودِين أستانة ! (saaid.net) 8 نوفمبر 2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق