الأربعاء، 19 أبريل 2023

تركيا.. وانتخابات القرن!

 تركيا.. وانتخابات القرن!

‏سيف الهاجري
 

‏ ‏من أندونيسيا شرقا إلى موريتانيا غربا، ومن القوقاز شمالا إلى جزر القمر جنوبا، نجد تركيا والانتخابات الرئاسية في قلب العالم الإسلامي.

‏فالأمة الإسلامية وشعوبها تتطلع لعودة دور تركيا التاريخي كدولة مركزية وقوة دولية تعيد للأمة وشعوبها الإسلامية مكانتها التي فقدتها بعد سقوط الخلافة العثمانية الإسلامية وتراجع تركيا كقوة دولية بعد الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٨م وانكفائها على نفسها بالمشروع القومي وبضغط وحصار غربي!

‏وفي ظل التغيرات العميقة اليوم في النظام الدولي أصبحت أمام الأمة وشعوبها فرصة تاريخية لتحقيق ما تطمح إليه من التحرر من الهيمنة الغربية بعودة تركيا من جديد كقوة دولية ومركزية تمثل العالم الإسلامي بنهضتها الاقتصادية والصناعية وتحررها السياسي مما يفتح الطريق أمام تركيا لاستعادة دورها الريادي في العالم الإسلامي.

‏فلا ينبغي تفويت هذه الفرصة التاريخية بتوجهات ومصالح وطنية أو قومية أو حزبية ضيقة بل الأولى اليوم هو إدراك حقيقة أن العمق الاستراتيجي لتركيا هو العالم الإسلامي،

والذي عندما انقطعت الروابط معه تراجعت تركيا أما القوى الدولية الغربية.

ومنذ عقدين بوصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة تشهد تركيا تغيرا سياسيا عميقا بعودتها نحو عمقها الاستراتيجي الطبيعي شرقا نحو العالم الإسلامي،

وقطعت تركيا شوطا كبيرا في هذا الاتجاه لكنه لم يكتمل بعد لعوامل داخلية مرتبطة بالصراع على الهوية والموقف من الإسلام ودوره وطبيعة المشهد السياسي،

وعوامل خارجية تلعب فيها القوى الدولية الغربية دورا خطيرا لحصار تركيا وعزلها عن عمقها الإسلامي الاستراتيجي!

‏ومن هنا تأتي أهمية انتخابات تركيا ٢٠٢٣،

بعد مضي مائة عام على معاهدات فرساي ولوزان وشروطها التي كبلت تركيا، 

فهي التي ستحدد ما إذا كانت تركيا ستعود تلك الدولة المركزية التي تقود العالم الإسلامي من جديد بالإسلام،

وهذا هو ما ترفضه القوى الدولية الغربية التي ستفقد هيمنتها على النظام الدولي إذا ما تحرر العالم الإسلامي من نفوذها وهيمنتها.

‏ومن واقع تجربة العقدين الماضيين في تركيا فإن الأقدر على استكمال هذا التوجه الاستراتيجي العميق هو الرئيس رجب طيب أردوغان الذي ابتدأ هذا التوجه منذ توليه السلطة،

ومن الإنصاف الاعتراف بدوره التاريخي، والذي عبرت عنه شعوب العالم الإسلامي بتعاطفها الكبير مع تركيا حكومة وشعبا في أحداث الانقلاب العسكري في ١٥ تموز ٢٠١٦.

‏واليوم يتكرر وقوف الشعب التركي وشعوب الأمة الإسلامية مرة أخرى وعلى نطاق واسع مع الرئيس رجب طيب أردوغان في انتخابات تركيا ٢٠٢٣م

تعبيرا عن ثقتها به وبقدرته على استكمال مشروع عودة تركيا كقوة دولية وقيادة العالم الإسلامي من جديد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق