إنما هى ايام قلائل ،،،،
يغلب على ذهنى وتفكيرى أن الإمام أحمد رضى الله عنه كان يستولى على عقله وروحه مشاهد فتح باب الجنة ومعنى الخلد ،،،
ولهذا رضى الله عن الإمام أحمد بن حنبل حين
أرسل المتوكل إلى الإمام أحمد بشئٍ من الزيت والطعام والشراب والكساء ، مما يتمتع به الناس ، فلما دخلوا عليه قال لهم أوقد جاءكم منا كتاباً ؟! يعنى أرسلت إليكم مَن يطلب هذه الأشياء ، قالا إنما أرسلها الخليفة ، قال سبحان الله ! قولوا له جزاكم الله خيراً ثم ردوها عليه . فكان من الموجودين ابنه عبدالله ، فقال لأبيه أما ترى حال إخوانى ، أما ترى مسكنتنا ، أما ترى حاجتنا ، قال الإمام أحمد والله ما يبقى فى البيت منها شيئاً .
قال عبدالله يا أبت أما ترى حاجتنا ؟
فزجره أبوه ونهره حتى سكت عنه .
ثم قال لهم احملوها وقولوا له : كثر الله خيرك ، جزاك الله خيراً .
فأخذوها ، فما زال عبدالله يلوم أباه على ردها .
فما مضت سنة كاملة وانتهت قال الإمام أحمد : يا عبدالله ، تعالى يا ولدى ، فجاء إليه .قال : يا بنى ، تذكر تلك الألبسة وذلك الطعام وذاك الشراب الذى كان أرسله الخليفة قبل سنة ؟
قال : نعم أذكره يا أبت .قال : أرأيت إن كنا أخذناه أكان يبقى إلى الآن ؟
قال لا يا أبت ، يفنى الطعام والشراب واللباس .
قال يا بنى فطوال هذه السنة هل جعت فما وجدت طعاماً تأكله ؟
قال : لا ، كنت أجد اى شيئٍ ،كنت أجد مرة تمراً فآكله .
قال : فطوال هذه السنة أعطشت ما وجدت شراباً تشربه؟ قال : لا يا أبت .
قال : فطوال هذه السنة هل مشيت عارياً فى الطريق ما وجدت شيئاًتلبسه ؟
قال : لا با أبت ، والله لقد كنت كاسياً .
فقال الإمام المعلم المربى : يا بنى إنما هو طعام دون طعام ، وشراب دون شراب ، ولباس دون لباس ، إنما هى أيام قلائل ـ عشرين سنة أو ثلاثين سنة أو مائة سنة ـ نتبلغ بها حتى نلقى الله تعالى .
فاستقر ذلك فى قلب عبدالله بن أحمد ، فألف السنة ، وجمع مسند أبيه ، وكان له فى طلب العلم وتعليمه للناس أمر عظيم ، وذلك لأن الذى رباه هو أحمدبن حنبل رحمه الله ورضى عنه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق