الثلاثاء، 18 أبريل 2023

لن أعيش في جلباب أبي!

 لن أعيش في جلباب أبي!

خواطر صعلوك


في رائعة إحسان عبدالقدوس «لن أعيش في جلباب أبي» والتي قام بتمثيلها نور الشريف وعبلة كامل ومحمد رياض، في مسلسل طرح العديد من القضايا الوجودية مثل البحث عن الذات ومفهوم الهوية والعائلة، والمال والبنون وشرور النفس البشرية مثل الطمع والأجندات الخفية، وإمكانيات النفس البشرية مثل الطموح والعمل.

يتساءل عبدالوهاب عبدالغفور البرعي، طوال المسلسل عن الطريق الذي يجعله لا يُشابه أباه، ومنذ ولادته وحتى آخر حلقة في المسلسل تسير الأحداث لتجعله في نهاية القصة يعود إلى جلباب أبيه، وبشته الرمادي الذي يرتديه... ولكن عبدالوهاب، ومن خلال رحلته الشخصية اكتسب مجموعة من القيم والمهارات التي جعلته في جلباب أبيه أكثر تمكناً وإدراكاً وسرعة استجابة للأحداث حوله.

وهو ما جعله يطور «الوكالة» ويجعل منها إمبراطورية.

الحاج عبدالغفور البرعي، رجل أخذ السلم من تحت، وليس بالبراشوت، حتى تربع على عرش وكالة البلح لبيع الحديد والخردة، عصامي وأمين وورع، يحب أسرته، ولكنه في الوقت نفسه وبحكم التجارب التي مر بها فإن شكل حبه والتعبير عنه ليس من خلال «الرفاهية» لأسرته، بل من خلال تعليمهم كيف يصنعون الصنارات للصيد في النهر، بدلاً من انتظار مَنْ يضع لهم «السمكة» على طاولة العشاء، فالتجارب علّمته أن ما بُني على مال فهو مايل.

إننا نتوقف عن لوم آبائنا بمجرد أن نصبح آباء، ونتوقف عن لوم الوطن بمجرد أن نصبح مسؤولين فيه، ونتوقف عن لوم المسؤولين بمجرد أن يصبحوا من عوائلنا أو جماعتنا. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله...أبتر.

اقتباس:

في كتاب «الجنوبي» السيرة الذاتية للشاعر أمل دنقل والتي كتبتها زوجته عبلة الرويني، يذكر الشاعر أنه حاول كثيراً أن يعرف هذه الكيمياء التي تتحكّم في حُسن استقبال القصيدة، لكنه لم يُدرك سرها... ويقول «كم من قصيدة أُعجبت بها، لكنها لم تلق اهتماماً من القرّاء، بينما هناك قصائد كثيرة لم أكن راضياً عنها تماماً، فإذا بها تصبح أشهر قصائدي...».

moh1alatwan@

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق