أبرز ما يُمكن أن يُقرِّب المرء من ربّه
من أبرز ما يمكن أن يقرِّب المرء من ربّه حتّى يراه في الجنان، ويظلّه الله في ظلّه، ويقرّبه من مجالسة رسوله صلّى الله عليه وسلَّم في أعالي الجنان؛ فعليه الالتزام بعملين عظيمين:
الأول: الخلوة مع الله جلَّ جلاله.
والثاني: الخدمة لرسول الله صلّى الله عليه وسلم.
فأمّا الخلوة مع الله تعالى:
فهي من أعظم الأعمال التي يجد فيها المرء أنسه ولذَّته وراحته وسكينته بالله.
ولا تعرف حقيقتها ومتعتها إلا بالإعداد النفسي والاعتياد الجسدي.
في الخلوة يجالس المرء مع ربّه يناجيه ويذكره.
يسبّح تارة بأنواع التسبيحات الواردة.
ويستغفر تارة بأنواع الاستغفار.
ويذكر الله تعالى بمختلف أنواع الذكر.
ويقرأ كتاب الله بتدبر.
ويصلي لله ويتلو كتاب الله بخشوع، ويبكي من خشيته.
ويختم جلسته بالدعاء والابتهال.
وهو بهذا يجعل نفسه وروحه تحلّق حول عرش الله، فلا يشغله شأن عن شأن علاقته بربّه وخلوته به، حتى يؤثّر عليه ذلك ليخلو مع الله ولو كان مخالطاً للبشر فهو يستحيي من الله حقّ الحياء،
ويتقي ربّه ويراقبه بكل واقع، وإن استوحش الناس كان أنسه بالله فهل يستوحش مع الله أحد؟
وإذا اعتاد أحدٌ على ذلك؛ فهل تراه حين يخلو مع نفسه يعضي ربّه؟!
حاشا لله أن يخذل عبداً تقرّب إليه بمثل ذلك، فإنَّ الله يرزقه جنَّة مخالفة هواه حين تضغط النفس لمعصية الله، وهنيئاً له: { ولمن خاف مقام ربّه جنّتان}.
وأمَّا الخدمة لرسول الله صلّى الله عليه وسلَّم:
فإنّها تتمثّل واقعاً فيمن تخيّل نفسه يعيش ورسول الله بين ظهرانيه وهو يحبه حبّاً جمّاً ويبذل كل ما بوسعه لخدمة رسول الله،
وقد كان صحابة رسول الله يتنافسون في خدمته منافسة عظيمة، ولكن رسول الله قد مات، فكيف سيسعى لخدمته بعد وفاته؟!
ليس أعظم من حسن الاقتداء برسول الله، والاتباع لهديه، والسير على خطاه.
وخدمة سيرته وسنّته من خلال: حفظ كثيرٍ منها، وإنفاق المال على أي شيءٍ متعلّق بسيرة رسول الله وسنّته.
والحذر من التكلَّم على رسول الله بغير ما قال، أو رواية ما لم يصحّ عنه.
وبذل كل ما لديه للذب عن سنة رسول الله.
وخدمة دينه، بأن يحمل على عاتقه الدعوة لشريعة محمد التي ختم الله بها كافّة الشرائع.
ثمَّ إن شقّت عليه أعباء هذه الخدمة؛ فإنّه يجد فيها طعم الراحة؛
فمن بشّرت بالجنّة ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب؛ فإنّ النصب التعب وقد كوفئت بذلك؛ لأنّها كانت تتعب في خدمة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
يَا لَيْتَنِيْ كنْتُ فَرْدا مِّنَ صَحَابَتِهِ * أَوْ خَادِما عِنْدَهُ مِنْ أَصْغَرِ الْخَدَّمَ
تَجُوْدُ بِالْدَّمْعِ عَيْنَيِ حِيْنَ أَذْكَرهُ * أَمَّا الْفؤَادُ فَللْحَوّضِ الْعَظِيْمُ ظَمِيَ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق