الخميس، 27 أبريل 2023

الطبيب المناضل السياسي عصام الدين محمد حسين العريان

 الطبيب المناضل السياسي عصام الدين محمد حسين العريان




وُلد عصام العريان في 28 أبريل 1954 بقرية ناهيا، بمحافظة الجيزة بمصر، وتوفى والده وهو ابن ٦ سنوات.

تخرج في كلية الطب بجامعة القاهرة سنة 1977م، وتخصص في أمراض الدم والتحاليل الطبية، ثم حصل على الماجستير في علم الأمراض السريري عام 1986م، وسجل للدكتوراه لكنها أعيقت بسبب اعتقاله المتكرر والمضايقات الأمنية من ناحية أخرى.

كان محبًّا للعلوم الإسلامية والإنسانية فدرس الحقوق والتاريخ بجامعة القاهرة، والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر.

مارس العمل السياسي من وقت التحاقه بالجامعة، وممن شارك في التأسيس الثاني لجماعة الإخوان المسلمين في السبعينيات.

كان ممن اعتقلهم السادات في سبتمبر 1981م، وتكررت اعتقالاته في عهد مبارك وحوكم في بعضها محاكمة عسكرية، وعقب انقلاب 2013م وظل في محسبه في سجن العقرب حتى وفاته.

كان شعلة نشاط؛ إذ عُرف بنشاطه بنقابة أطباء مصر فكان عضوًا ناشطًا بمجلس النقابة ولم يكن قد تجاوز الثانية والثلاثين من عمره.

وكان أصغر عضو بمجلس الشعب عام 1987م الذي حله مبارك قبل استكمال مدته الدستورية.

تدرج في المناصب القيادية داخل جماعة الإخوان المسلمين في مصر حتى أصبح عضوًا بمكتب الإرشاد ومسؤولاً لمكتبها السياسي قبل ثورة 25 يناير.

شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات الثقافية والسياسية على مستوى العالم، في أوروبا وأميركا والعالم العربي والإسلامي.

كان نائبًا لرئيس حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين) منذ تأسيسه في 30 أبريل 2011 حتى 19 أكتوبر 2012.

وكان أحد أعضاء الفريق الاستشاري للرئيس الشهيد محمد مرسي.

شارك باعتصام رابعة العدوية، وبعد الفض الوحشي الدموي اختفى الدكتور عصام، فجد النظام الانقلابي في طلبه حتى اعتقل صباح يوم الأربعاء 30 أكتوبر 2013، وبقي قيد الأسر، وقد لفقوا له القضايا، وحكموا عليه بالإعدام والمؤبد في تلك القضايا، وتكالبت عليه الأمراض بالسجن فتعمدوا إهماله وقتلوه بالبطيء، وكانوا قبلها قد حرموا أولاده من زيارته ورؤيته.

وفي يوم الخميس 23ذو الحجة 1441هـ الموافق 13 أغسطس 2020م، صعدت الروح إلى بارئها تشكو الظلم إثر أزمة قلبية داهمته في محبسه -حسب زعم الأمن المصري، ودُفن ليلاً في مقبرة مرشدي الجماعة شرقي القاهرة بمدينة نصر، بحضور 12 شخصًا من أسرته وأقاربه، وهذا يثير الشكوك في وفاته وأنها لم تكن طبيعية.

كان ملء السمع والبصر، حافظًا لكتاب الله، محافظًا على وقته، مثقفًا، متحدثًا لبقًا، محبوبًا لدى الشباب، منفتحًا على كل التيارات السياسية مما كان يسبب له مشاكل عند بعض قادة الإخوان، لم يترك النضال السياسي يومًا رغم العداء الشخصي من النظام له، متصوفًا بينه وبين ابن عطاء الله السكندري صلة خاصة، وكانت القضية الفلسطينية حاضرة في ذهنه ويعمل له بكل جهد وإخلاص، وكان يقول للفلسطينيين: نحن لسنا معكم فقط بدعائنا ولا هتافاتنا ولا حناجرنا، ولكننا على الأقل نقدم لكم النزر اليسير من قوتنا وقوت أبنائنا، على أمل أن تفتح الحدود بيننا لنكون معكم بأجسادنا، ونقدم أرواحنا فداء للأقصى وفلسطين، وفداء للمستضعفين في الأرض.

وكتب لعدة صحف ومجلات ودوريات محلية وعربية ودولية، في موضوعات مختلفة، وكان له الحضور الإعلامي البارز في الفضائيات المحلية والعربية والدولية.

وقد ظنّ -رحمه الله- أن زمن الانقلابات العسكرية قد ولى بعد ثورة يناير، لكنه اصطلى مع الشعب بنيرانها، حتى توفي في سجون السيسي -عدو الله-.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق