عَبَثُ المعارك في التّحشيدِ على الإسلام وشريعته باسم مظلوميّة المرأة
المرأةُ مظلومة؛ نعم إنّها مظلومةٌ للغاية في واقعٍ يعجّ بالظلم، ويرزح فيه الإنسان ذكوره وإناثه تحت وطأة ظلم استبداديّ ثقيل، لكنّ المرأة تعيشُ ظلماً أكبر كونها أحدَ الضعفاء مهيضي الجناح في الواقع المرّ وهذا ما استشرَفه وحذّر منه نبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلّم حين قال: "اللَّهمَّ إنِّي أحرِّجُ حقَّ الضَّعيفينِ؛ اليتيمِ والمرأَةِ".
ولكنّ الذي ظلم المرأة واقعٌ استبداديّ صبغ فيه الاستبداد السياسيّ الذي يُمارَس على الشّعب كلّه المجتمع بمختلف مكوّناته بصبغة الاستبداد في الأسرة وفي العمل وفي المؤسّسات المختلفة، والذي ظلم المرأة جاهليّةٌ في العادات والتقاليد تسري في أوصال المجتمع من شقوق غياب الانتماء الحقيقيّ لمبادئ الدّين الحنيف، والذي ظلم المرأة حضارةٌ ماديّةٌ ترى في الإنسان كياناً ماديّاً من جسدٍ لا وزن للروح فيه ولا قيمة للقيم، فغدت فيه المرأة سلعةً ماديّةً تصطلي بنيران الاستباحة المطلقة تحت شعارات الحريّة البرّاقة التي هي كسرابٍ بقيعةٍ تحسبه المرأة الظمآنة ماءً حتّى إذا بلغته لم تجده شيئاً، بل وجدته ناراً لاهبةً تحرق كيانها وأنوثتها.
كما ظلم المرأة خطابٌ نسويّ استفزازيّ وخطابٌ ذكوريّ جاهليّ يتساوقان من حيثُ شعرا أم لم يشعرا؛ مع توجهات الاستبداد السياسيّ تارةً ومع الظلم القيميّ للحضارة الماديّة تارةً أخرى.
ولقد ظلمَ المرأة أيضاً حالة التحفّز الذّكوري الأنثويّ التي تستحضرُ عقليّة المؤامرة من الطرفين في وسائل التّواصل الاجتماعي، وحالة التجهز للوثوب عند طرح أيّة مسألة متعلقة بالمرأة تعبّر عن أنّ التحفّز والتوتّر النفسي هو سيّد المشهد وليس الحوار الرّاشد الرّاقي، وهي حالةٌ غير صحيّة ولا تؤسّس لتعامل راشد مع المسائل المختلفة.
والعجبُ بعد كلّ هذا أنّه كلّما عرضت أذرع الاستبداد السياسي الإعلاميّة مسلسلاً يسلّط الضّوء على ظلمٍ واقعٍ على المرأة، انبرت أقلامٌ وارتفعت أصواتٌ وحُشدت حشودٌ وجيّشت أصواتٌ وانطلقت جبهات لتقول: انظروا كيف ظلمَ الإسلامُ المرأة، هيّا بنا نغيّر أحكام الشريعة الإسلاميّة لنرفع الظلم عن المرأة.
وكلّما قامَ جاهلٌ رعديد بحادثةٍ مروّعةٍ فيها ظلم لامرأةٍ مسكينة؛ استنفرت هذه الأصوات لتقول: انظروا كيف ظلم الفقه الذّكوريّ المرأة؛ علينا محاربة الفقه الذّكوري وعلينا محاربة هذا الإسلام الذّكوري.
وكلّما مارسَ بعض الرّجال مسؤوليّاتهم بشكلٍ استبداديّ باطلٍ على النساء في عائلاتهم انعكاساً لحالة الاستبداد السياسيّ الذي يعيشه المجتمع كلّه غضّت الأصوات المستنفرة بصرها وصراخها عن أصل الدّاء، وهو الاستبداد أو الجاهليّة المقنّعة بثوب الإسلام زوراً وبهتاناً، ورفعت عقيرتها قائلة: الفقهاء ظلموا المرأة، وبدؤوا يستجدون المستبدّ الذي تغص سجونه بالنساء والشابات ظلماً وعدواناً وتهان فيها كرامتهن وتُنتهك أعراضهنّ؛ أن ينصف المرأة من أحكام الفقه والشريعة.
ثمّ بعد ذلك يتمّ تصوير معركة تحرير المرأة أنّها معركةٌ مع الفقهاء وأحكام الشريعة حيناً، ومعركةٌ مع الذّكور والرّجال حيناً آخر.
آن الأوان أن نعي أنّ المعركة هي معركة واحدة للرجل والمرأة معاً، إنّها المعركة ضدّ الباطل، والمعركة ضد الاستبداد السياسيّ، والمعركة ضدّ الجاهليّة المجتمعيّة، والمعركة ضدّ الذكوريّة الغبيّة، والمعركة ضدّ النّسوية المنحرفة، والمعركة ضدّ الشيطان، والمعركة ضدّ الحضارة الماديّة التي تريد سلخ الإنسان من إنسانيّته، فلا هي معركة الرّجل وحده ولا هي معركة المرأة وحدها، بل هي معركتهما جنباً إلى جنب بالقدر ذاته من المسؤوليّة ووجوب المواجهة.
وتحدث الكارثة حين تتغيّر بوصلة المعركة فتصبح المرأة عدوّ الرّجل كما يرى ذلك المتمركزون حول الذّكر المغرقون في الذّكوريّة، وعندما يغدو الرّجل العدوّ الأوّل بل ربّما الأوحد للمرأة كما تمارسُ ذلك النّسوية المتمركزة حول الأنثى.
تحويل مسار المعركة وتغيير بوصلتها بعد تمركز كلّ من الرّجال والنّساء حول أنفسهم؛ هو أحد نتاجات الإغراق والغرق في الماديّة التي يحاول البعض تصويرها الملجأ والمنجى للمرأة من الظلم الذي تعيشه.
وتحدثُ الكارثةُ الأكبر حين تتوهّم الأصوات التي تدّعي الدّفاع عن المرأة وحريّتها وحقوقها أنّ معركتها مع الإسلام وشرائعه، ومع الفقهاء القدامى والمعاصرين، وأنّ معركتها مع كتب الفقه والتفسير، فيقف عندها كلّ الذين ظلموا المرأة في الحقيقة والفكر والواقع متفرجين؛ وقد انفرجت أساريرهم وأطلقوا ضحكات انتصارهم وهم يرون تبديد الطاقات وعبث الجبهات وخُبثَ المعارك تحت عنوان الانتصار للمرأة!
twitter.com/muhammadkhm
ولكنّ الذي ظلم المرأة واقعٌ استبداديّ صبغ فيه الاستبداد السياسيّ الذي يُمارَس على الشّعب كلّه المجتمع بمختلف مكوّناته بصبغة الاستبداد في الأسرة وفي العمل وفي المؤسّسات المختلفة، والذي ظلم المرأة جاهليّةٌ في العادات والتقاليد تسري في أوصال المجتمع من شقوق غياب الانتماء الحقيقيّ لمبادئ الدّين الحنيف، والذي ظلم المرأة حضارةٌ ماديّةٌ ترى في الإنسان كياناً ماديّاً من جسدٍ لا وزن للروح فيه ولا قيمة للقيم، فغدت فيه المرأة سلعةً ماديّةً تصطلي بنيران الاستباحة المطلقة تحت شعارات الحريّة البرّاقة التي هي كسرابٍ بقيعةٍ تحسبه المرأة الظمآنة ماءً حتّى إذا بلغته لم تجده شيئاً، بل وجدته ناراً لاهبةً تحرق كيانها وأنوثتها.
كما ظلم المرأة خطابٌ نسويّ استفزازيّ وخطابٌ ذكوريّ جاهليّ يتساوقان من حيثُ شعرا أم لم يشعرا؛ مع توجهات الاستبداد السياسيّ تارةً ومع الظلم القيميّ للحضارة الماديّة تارةً أخرى.
ولقد ظلمَ المرأة أيضاً حالة التحفّز الذّكوري الأنثويّ التي تستحضرُ عقليّة المؤامرة من الطرفين في وسائل التّواصل الاجتماعي، وحالة التجهز للوثوب عند طرح أيّة مسألة متعلقة بالمرأة تعبّر عن أنّ التحفّز والتوتّر النفسي هو سيّد المشهد وليس الحوار الرّاشد الرّاقي، وهي حالةٌ غير صحيّة ولا تؤسّس لتعامل راشد مع المسائل المختلفة.
والعجبُ بعد كلّ هذا أنّه كلّما عرضت أذرع الاستبداد السياسي الإعلاميّة مسلسلاً يسلّط الضّوء على ظلمٍ واقعٍ على المرأة، انبرت أقلامٌ وارتفعت أصواتٌ وحُشدت حشودٌ وجيّشت أصواتٌ وانطلقت جبهات لتقول: انظروا كيف ظلمَ الإسلامُ المرأة، هيّا بنا نغيّر أحكام الشريعة الإسلاميّة لنرفع الظلم عن المرأة.
وكلّما قامَ جاهلٌ رعديد بحادثةٍ مروّعةٍ فيها ظلم لامرأةٍ مسكينة؛ استنفرت هذه الأصوات لتقول: انظروا كيف ظلم الفقه الذّكوريّ المرأة؛ علينا محاربة الفقه الذّكوري وعلينا محاربة هذا الإسلام الذّكوري.
وكلّما مارسَ بعض الرّجال مسؤوليّاتهم بشكلٍ استبداديّ باطلٍ على النساء في عائلاتهم انعكاساً لحالة الاستبداد السياسيّ الذي يعيشه المجتمع كلّه غضّت الأصوات المستنفرة بصرها وصراخها عن أصل الدّاء، وهو الاستبداد أو الجاهليّة المقنّعة بثوب الإسلام زوراً وبهتاناً، ورفعت عقيرتها قائلة: الفقهاء ظلموا المرأة، وبدؤوا يستجدون المستبدّ الذي تغص سجونه بالنساء والشابات ظلماً وعدواناً وتهان فيها كرامتهن وتُنتهك أعراضهنّ؛ أن ينصف المرأة من أحكام الفقه والشريعة.
ثمّ بعد ذلك يتمّ تصوير معركة تحرير المرأة أنّها معركةٌ مع الفقهاء وأحكام الشريعة حيناً، ومعركةٌ مع الذّكور والرّجال حيناً آخر.
آن الأوان أن نعي أنّ المعركة هي معركة واحدة للرجل والمرأة معاً، إنّها المعركة ضدّ الباطل، والمعركة ضد الاستبداد السياسيّ، والمعركة ضدّ الجاهليّة المجتمعيّة، والمعركة ضدّ الذكوريّة الغبيّة، والمعركة ضدّ النّسوية المنحرفة، والمعركة ضدّ الشيطان، والمعركة ضدّ الحضارة الماديّة التي تريد سلخ الإنسان من إنسانيّته، فلا هي معركة الرّجل وحده ولا هي معركة المرأة وحدها، بل هي معركتهما جنباً إلى جنب بالقدر ذاته من المسؤوليّة ووجوب المواجهة.
وتحدث الكارثة حين تتغيّر بوصلة المعركة فتصبح المرأة عدوّ الرّجل كما يرى ذلك المتمركزون حول الذّكر المغرقون في الذّكوريّة، وعندما يغدو الرّجل العدوّ الأوّل بل ربّما الأوحد للمرأة كما تمارسُ ذلك النّسوية المتمركزة حول الأنثى.
تحويل مسار المعركة وتغيير بوصلتها بعد تمركز كلّ من الرّجال والنّساء حول أنفسهم؛ هو أحد نتاجات الإغراق والغرق في الماديّة التي يحاول البعض تصويرها الملجأ والمنجى للمرأة من الظلم الذي تعيشه.
وتحدثُ الكارثةُ الأكبر حين تتوهّم الأصوات التي تدّعي الدّفاع عن المرأة وحريّتها وحقوقها أنّ معركتها مع الإسلام وشرائعه، ومع الفقهاء القدامى والمعاصرين، وأنّ معركتها مع كتب الفقه والتفسير، فيقف عندها كلّ الذين ظلموا المرأة في الحقيقة والفكر والواقع متفرجين؛ وقد انفرجت أساريرهم وأطلقوا ضحكات انتصارهم وهم يرون تبديد الطاقات وعبث الجبهات وخُبثَ المعارك تحت عنوان الانتصار للمرأة!
twitter.com/muhammadkhm
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق