بقلم الصحفى اخصائى الشؤون الأفريقية
هشام محمود
كل من الجنرال عبد الفتاح البرهان والجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) الجنرالان الغبيان قاما بتسهيل عملية التدخل فى شؤون السودان وفرض التقسيم بدون مايدروا.
قالت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير لمراسلتها كاثرين هوارلد إن الرهانات في القتال الدائر بين الجنرالين في السودان عالية وهي عن “خزائن الحرب”، ولأن الكثير على المحك فلدى كل من الجنرال عبد الفتاح البرهان والجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) المحفزات لمواصلة القتال.
وتقول هوارلد إنهما قضيا سنوات طويلة في مراكمة الأموال والمصالح الاقتصادية التي غذت الحملات العسكرية لكل منهما وباتت في خطر لو خسر أحدهما. وهذا يعني أن كلا الرجلين لديه الوسائل الاقتصادية لمواصلة الحرب والتي أغرقت البلد منذ يوم السبت وأدت لمقتل حوالي 300 شخصا وجرح 3 آلاف آخرين.
فمن ناحية يدير الحاكم الفعلي وقائد الجيش، البرهان شبكة من الشركات الخاصة أو المدعومة من الدولة والتي منحت المؤسسة العسكرية وحلفاءها حصة واسعة في اقتصاد البلد، حسب محللين وثقوا هذه الشبكة، وتعطي هذه السيطرة البرهان مصدرا للرعاية والتأثير. ومن جهة أخرى يسيطر حميدتي على تجارة عائلة متعددة المجالات وبخاصة التعدين والتنقيب عن الذهب في منطقة دارفور والتي تتداخل مع قوات الدعم السريع التي يقودها، وتعطيه المصادر هذه مجالا للنفوذ والرعاية أيضا.
وإلى جانب بناء إمبراطوريات تجارية، تعامل الجيش والدعم السريع مع شركة فاغنر للمرتزقة التي كانت تبحث عن دور فاعل في السودان.
وزاد التوتر بين الجنرالين خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بسبب خطط دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة.
ومنذ بداية القتال خلف القصف الجوي والمدفعي وقذائف الهاون البنايات محترقة والمستشفيات منهارة والجثث ملقاة في الشوارع والسكان في حالة رعب داخل بيوتهم، بدون طعام أو مياه أو كهرباء وبدرجة حرارة تزيد عن مئة، وتم عزل النوافذ خشية أن تدخل الرصاصات الطائشة إلى البيوت ومن أجل منع وصول رائحة الموت المتعفنة.
ويقول مات بريدن، مؤسس ساهان للأبحاث في نيروبي، “المشكلة الكبرى بالنسبة للجيش هي أنه يسيطر على جزء كبير من الاقتصاد وهم ليسوا مستعدين للتخلي عنه من خلال تسليم السلطة لحكومة مدنية”. أما حميدتي، فقد أصبح ثريا من تجارة العائلة في المواشي واستيراد المواد الاستهلاكية، كما يقول سليمان بالدو، الخبير في النزاع وتمويله في السودان. وعندما اندلعت الحرب في دارفور عام 2003، وتراجعت تجارة العائلة. ثم انضم لجماعات الجنجويد، ومع صعوده في صفوفها فقد منح عقودا لبناء الطرق كما يقول بالدو، وتحولت الجنجويد لاحقا لقوات الدعم السريع. ثم قفزت عائلة دقلو وانضمت للبحث عن الذهب الذي انطلق عام 2012 ونوعت تجارتها من المواشي إلى العقارات والبنوك والمعادن الأخرى.
وفي عام 2017 قامت قوات الدعم السريع بالسيطرة على جبل أمير في دارفور بالقوة، وبعد ذلك منحت الحكومة عقودا كثيرة وتنازلات لشركة الغنادي وهي شركة كبرى تتاجر بالذهب ويملكها أحد أشقاء حميدتي، عبد الرحيم دقلو وابنيه، ويشغل عبد الرحيم منصب نائب قائد الدعم السريع، وذلك حسب غلوبال ويتنس، وهي منظمة تهتم بتمويل النزاعات.
إلى جانب بناء إمبراطوريات تجارية، تعامل الجيش والدعم السريع مع شركة فاغنر للمرتزقة التي كانت تبحث عن دور فاعل في السودان.
وزاد التوتر بين الجنرالين خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بسبب خطط دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة.
ومنذ بداية القتال خلف القصف الجوي والمدفعي وقذائف الهاون البنايات محترقة والمستشفيات منهارة والجثث ملقاة في الشوارع والسكان في حالة رعب داخل بيوتهم، بدون طعام أو مياه أو كهرباء وبدرجة حرارة تزيد عن مئة، وتم عزل النوافذ خشية أن تدخل الرصاصات الطائشة إلى البيوت ومن أجل منع وصول رائحة الموت المتعفنة.
ويقول مات بريدن، مؤسس ساهان للأبحاث في نيروبي، “المشكلة الكبرى بالنسبة للجيش هي أنه يسيطر على جزء كبير من الاقتصاد وهم ليسوا مستعدين للتخلي عنه من خلال تسليم السلطة لحكومة مدنية”. أما حميدتي، فقد أصبح ثريا من تجارة العائلة في المواشي واستيراد المواد الاستهلاكية، كما يقول سليمان بالدو، الخبير في النزاع وتمويله في السودان. وعندما اندلعت الحرب في دارفور عام 2003، وتراجعت تجارة العائلة. ثم انضم لجماعات الجنجويد، ومع صعوده في صفوفها فقد منح عقودا لبناء الطرق كما يقول بالدو، وتحولت الجنجويد لاحقا لقوات الدعم السريع. ثم قفزت عائلة دقلو وانضمت للبحث عن الذهب الذي انطلق عام 2012 ونوعت تجارتها من المواشي إلى العقارات والبنوك والمعادن الأخرى.
وفي عام 2017 قامت قوات الدعم السريع بالسيطرة على جبل أمير في دارفور بالقوة، وبعد ذلك منحت الحكومة عقودا كثيرة وتنازلات لشركة الغنادي وهي شركة كبرى تتاجر بالذهب ويملكها أحد أشقاء حميدتي، عبد الرحيم دقلو وابنيه، ويشغل عبد الرحيم منصب نائب قائد الدعم السريع، وذلك حسب غلوبال ويتنس، وهي منظمة تهتم بتمويل النزاعات.
في عام 1983 وافق الكونغرس الأمريكي بالاجماع في جلسة سرية على مشروع د.لويس بعد أن تم تقنين هذا المشروع واعتماده وادراجه في الملفات السياسية الأمريكية الاستراتيجية لسنوات مقبلة.
ما الذي تفتق عنه ذهن ذلك الصهيوني ؟لقد اتفق في هذا المشروع على تقسيم مصر الى أربع دويلات هي :
1-سيناء وشرق الدلتا ?تحت النفوذ الاسرائيلي ? لتحقيق حلم يهود:حدودك يا اسرائيل من الفرات الى النيل .
2- الدويلة القبطية المسيحية وعاصمتها الاسكندرية ،وتمتد من جنوب بني سويف حتى جنوب اسيوط وتتوسع غربا لتضم الفيوم وتمتد في خط صحراوي عبر وادي النطرون ليربطها بالاسكندرية ،كما تتوسع لتضم جزءا من المنطقة الشمالية الممتدة حتى مرسى مطروح.
3-دويلة النوبة المتكاملة مع الأراضي الشمالية السودانية وعاصمتها أسوان تربط الجزء الجنوبي الممتد من صعيد مصر حتى شمال السودان باسم بلاد النوبة بمنطقة الصحراء الكبرى لتلتحم مع دولة البربر التي سوف تمتد من جنوب المغرب حتى البحر الأحمر .
4- دويلة مصر الاسلامية وتضم الجزء المتبقي من مصر وعاصمتها القاهرة ويراد لها أن تكون تحت النفوذ الاسرائيلي وتدخل في نطاق اسرائيل الكبرى .
أما السودان فسيتم تقسيمه هو الآخر الى أربع دويلات هي :
1- دويلة النوبة المتكاملة مع دولة النوبة المصرية التي عاصمتها أسوان .
2- دويلة الشمال السوداني الاسلامية وعاصمتها الخرطوم .
3- دويلة الجنوب السوداني المسيحية وقد تحققت بالاستفتاء الذي جرى مؤخرا علما أن لويس كان قد اوصى في مشروعه باجراء استفتاء في الجنوب قبل اقراره في اتفاق نيفاشا عام 2005.
4- دويلة دارفور الغنية باليورانيوم والنفط والذهب .
وتتضمن خطة الصهيوني لويس تفكيك دول شمال أفريقيا العربية وهي تونس والجزائر وليبيا والمغرب لاقامة دويلة البربر على امتداد دويلة النوبة بمصر والسودان وكذلك دويلة البوليساريواضافة الى دويلات المغرب وليبيا وتونس والجزائر.
نص المحاضرة
يتساءل البعض فى اسرائيل: لماذا نهتم بالسودان ونعطيه هذا القدر من الأهمية؟ ولماذا التدخل فى شئونه الداخلية فى الجنوب سابقا وفى الغرب دارفور حاليا
ويتعين أن نسجل هنا عدة نقاط محورية تكفى لتقديم إجابات على هذه التساؤلات التى تطرح من قبل ساسة وإعلاميين سواء فى وسائل الإعلام وأحيانا فى الكنيست:
1) إسرائيل حين بلورت محددات سياستها واستراتيجيتها حيال العالم العربى انطلقت من عملية استجلاء واستشراف للمستقبل وأبعاده وتقييمات تتجاوز المدى الحالى أو المنظور.
2) السودان بموارده ومساحته الشاسعة وعدد سكانه كان من الممكن أن يصبح دولة إقليمية قوية منافسة لدول عربية رئيسة مثل مصر والعراق والسعودية. لكن السودان ونتيجة لأزمات داخلية بنيويه، صراعات وحروب أهلية فى الجنوب استغرقت ثلاثة عقود ثم الصراع الحالى فى دارفور ناهيك عن الصراعات حتى داخل المركز الخرطوم تحولت الى أزمات مزمنة. هذه الأزمات فوتت الفرصة على تحوله الى قوة إقليمية مؤثرة تؤثر فى البنية الأفريقية والعربية.
كانت هناك تقديرات إسرائيلية حتى مع بداية استقلال السودان فى منتصف عقد الخمسينات أنه لا يجب أن يسمح لهذا البلد رغم بعده عنا أن يصبح قوة مضافة الى قوة العالم العربى لأن موارده إن استمرت فى ظل أوضاع مستقرة ستجعل منه قوة يحسب لها ألف حساب. وفى ضوء هذه التقديرات كان على إسرائيل أو الجهات ذات العلاقة أو الاختصاص أن تتجه الى هذه الساحة وتعمل على مفاقمة الأزمات وإنتاج أزمات جديدة حتى يكون حاصل هذه الأزمات معضلة يصعب معالجتها فيما بعد.
3) كون السودان يشكل عمقا استراتيجيا لمصر، هذا المعطى تجسد بعد حرب الأيام الستة 1967 عندما تحول السودان الى قواعد تدريب وإيواء لسلاح الجو المصرى وللقوات البرية هو وليبيا. ويتعين أيضا أن نذكر بأن السودان أرسل قوات الى منطقة القناة أثناء حرب الإستنزاف التى شنتها مصر منذ عام 1968 ـ 1970.
كان لابد أن نعمل على إضعاف السودان وانتزاع المبادرة منه لبناء دولة قوية موحدة رغم أنها تعد بالتعددية الأثتية والطائفية ـ لان هذا من المنظور الاستراتيجى الإسرائيلى ضرورة من ضرورات دعم وتعظيم الأمن القومى الإسرائيلى.
وقد عبرت عن هذا المنظور رئيسة الوزراء الراحلة (جولدا مائير) عندما كانت تتولى وزارة الخارجية وكذلك ملف إفريقيا فى عام 1967 عندما قالت: “ إن إضعاف الدول العربية الرئيسية واستنزاف طاقاتها وقدراتها واجب وضرورة من أجل تعظيم قوتنا وإعلاء عناصر المنعة لدينا فى إطار المواجهة مع أعداءنا.
وهذا يحتم علينا استخدام الحديد والنار تارة والدبلوماسية ووسائل الحرب الخفية تارة أخرى “.
وكشفت عن أن إسرائيل وعلى خلفية بعدها الجغرافى عن العراق والسودان مضطرة لاستخدام وسائل أخرى لتقويض أوضاعهما من الداخل لوجود الفجوات والتغيرات فى البنية الاجتماعية والسكانيه فيهما.
وعندما سئل ديختر ما هى نظرته الى مستقبل السودان على خلفية أزماته المستعصية فى الجنوب وفى الغرب والإضطراب السياسى وعدم الاستقرار فى الشمال وفى مركز القرار الخرطوم؟ هذا السؤال طرحه نائب وزير الدفاع السابق جنرال الإحتياط “إفرايم سنيه”.
رد ديختر على هذا السؤال: ان هناك قوى دولية تتزعمها الولايات المتحدة مصرة على التدخل المكثف فى السودان لصالح خيارات تتعلق بضرورة أن يستقل جنوب السودان وكذلك إقليم دارفور على غرار استقلال إقليم كوسوفو.
لا يختلف الوضع فى جنوب السودان وفى دارفور عن وضع كوسوفو. سكان هذين الإقليمين يريدون الإستقلال وحق تقرير المصير قاتلوا الحكومة المركزية من أجل ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق