الذات المفقوده
لماذا نجح الصحابة و نفشل نحن فى ظل اختلال توازن القوى الذى لم يستسلموا له ونتعلل به نحن اليوم ؟؟؟،،،
لأنهم لم يقلدوا أو يحاولوا استنساخ منتجات حضارة غيرهم ولكن أسسوا حضارتهم الخاصة والمصبوغة بصبغة الرسالة ،،
لأن كل النسخ المقلدة تستنسخ مشوهة لفقدها لروح المنشأ الأول وهكذا لأن لكل أمة روح وبصمة،،،،
إن كان الهدف من «استبدال» الغرب هو استنساخه فأنت ستصل، على الأرجح، الى المكان ذاته والمشاكل نفسها ونقاط الضعف ذاتها التي ولّدتها الرأسمالية الغربية.
يقول آلان باديو إنّ أحد الأخطاء الجوهرية في مسيرة الاتحاد السوفياتي هي أنّ قيادته حاولت - على طريقة خروتشيف - التنافس مع الغرب و«تجاوزه» بمقاييسه الماديّة ذاتها (الدخل الفردي، الاستهلاك، النمو الاقتصادي) بدلاً من يقدّم - عن حقّ - نموذجاً بديلاً عن مجتمع الملكيّة والاستهلاك.
إن لم تتمكّن من استبدال النظام القائم، في العمق، فأنت لا تقدّم نموذجاً متفوّقاً، بل نسخةً محدثة عن النظام الحالى،،،
لهذا كانت الرسالة الإسلامية ناسخة بمعنى الإبطال لكل ما سبق لا تقليده. وتأسيس أمة فريدة متميزة فى كل مجال اجتماعى اقتصادى سياسى لتقود أو تكون ند وانموذج للبشرية ليس لتقلد القديم أو تكون جزء منه أو تذوب فيه ولن تعاود حضورها إلا باستقلال منهجيتها الأولى التي بذلت بها في أول يوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق