سوريا واليمن.. والتخادم العربي الإيراني!
المشهد السوري باختصار كالآتي:
قامت الثورة السورية على نظام الأسد عام ٢٠١١.
ظهر عجز النظام في مواجهة الثورة فسارعت أمريكا وفرنسا بالإعلان عن مجموعة أصدقاء سوريا عام ٢٠١٢ من باريس لتعلن عن نفسها كداعمة للشعب السوري سياسيا وإنسانيا لتقطع الطريق على ظهور كيان ثوري حر جامع يمثل الثورة سياسيا وعسكريا.
في ٢٠١٢ و ٢٠١٣ اشتدت الثورة المسلحة ودقت أبواب دمشق
فسارعت دول الخليج والأردن برعاية أمريكية في دعم فصائل الثورة من خلال غرف الدعم وتم ضبط حركتها والتحكم بها.
في الوقت نفسه وكما حدث في العراق من قبل وبترتيب أمريكي خرجت الجامعة العربية من سوريا سياسيا
لفتح الطريق للمليشيات الشيعية الإيرانية والعراقية واللبنانية لمواجهة الثورة والفتك بالشعب السوري
كما واجهت من قبل المقاومة في العراق بالتعاون مع المحتل الأمريكي.
في ٢٠١٤ دخل الجيش الروسي المعركة تحت شعار الحرب المقدسة لحماية النظام من السقوط.
تم اختراق الثورة واحتوائها من قبل دول أصدقاء سوريا فتراجعت بشكل كبير حتى أصبحت تتواجد في جيوب في الشمال السوري.
بعدما حوصرت الثورة السورية في الشمال عادت الجامعة العربية لتقوم بدورها السياسي لتأهيل نظام الأسد وتفعيل دوره في النظام العربي الوظيفي من جديد.
في السياق نفسه بدأت تعود العلاقات العربية الإيرانية لطبيعتها بعدما لعبت كل من دول الخليج (مع الثوار) وإيران (مع النظام) دورهم الوظيفي المرسوم من قبل قوى النظام الدولي في مواجهة الربيع العربي خاصة في سوريا والعراق واليمن.
المشهد في اليمن تمت إدارته عربيا وإيرانيا وبترتيب أمريكي بريطاني تماما كما جرى في سوريا بترتيب أمريكي فرنسي.
هذه الأحداث التي نراها بالرغم من قساوتها ووحشيتها إلا أنها كشفت لشعوب الأمة طبيعة المعركة وخطورة الأدوات الوظيفية والتقية السياسية التي تمارسها الأنظمة والجماعات
والتي عادت اليوم بعد عقد من الربيع العربي إلى حقيقتها التي نشأت عليها لكن ﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق