كيف يخرج السودان من الصراع على النفوذ والثروة بلا تدخلات خارجية؟
جنرالات عسر مصر والسودان ذوى الكروش المنفوخة من أموال الشعبين
تقرير إعداد رئيس التحرير
سمير يوسف
رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”
جيوش منطقة الشرق الأوسط وطمعها فى السيطرة على الحكم فى مصر والسودان بدعم أمريكى أوروبى بل أيضا دعم خليجى لكسر شوكة شعب مصر والسودان.
إنها حرب وجودية، مَن ينتصر فيها يحكم السودان، ومَن يخسر قد يفقد حياته في ميادين الموت، أو يخضع لمحاكمة بأكبر الاتهامات التي يبرع الساسة في تدبيجها للخصوم.
صور الأقمار الاصطناعية أظهرت الدمار في مطارَي الخرطوم ومروي. وتابع الملايين على شاشات الأخبار ألسنة اللهيب والدخان وهي تتهادى في سماء الخرطوم الصافية، في بداية صيف لا أحد يعرف نهايته.
وسقط عشرات القتلى من المدنيين في الأيام الأولى للصراع، فيما بقيت الخسائر في الأرواح العسكرية غير معروفة.
منذ انقلاب أكتوبر/تشرين الأول عام 2021، الذي أطاح باتفاق المرحلة الانتقالية، عاش السودان هذه الحالة من عدم الاستقرار والاضطرابات والاحتجاجات.
وعندما توصلت القوى المختلفة إلى اتفاق إطاري جديد يحكم المرحلة الانتقالية، أدت نقاط الخلاف الرئيسية بين الجيش، بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع، بزعامة حميدتي، إلى وقوع المحظور واندلاع القتال في شوارع الخرطوم الآمنة.
نستعرض الطريق إلى أزمة أبريل/نيسان 2023 وجذورها المزمنة في اللعبة السياسية، وعن مغامرات العسكر التي أنهكت البلد بالانقلابات والحروب الأهلية، وصولاً إلى حالة يتفرَّد بها السودان في العالم، وهي وجود جيشين رسميين بقيادة مختلفة.
لماذا سالت دماء السودان دائماً في معارك حميدتي والبرهان؟
ولماذا تحوَّل الاثنان من التحالف للعداوة؟
كلمة السر في الحريق السوداني الكبير هي قوات الدعم السريع، الوحش الذي ابتكره وأطعمه الجيش والبشير، فالتهم البشير ونظامه في ساعة الحقيقة.
اللقاء الأول بين الغريمين كان على أرض دارفور المشتعلة وقتها في غرب البلاد، وكان البشير هو مهندس التقارب والتحالف في البداية
يعود ظهور الميليشيات القبلية في السودان إلى الفترة الانتقالية التي أعقبت سقوط الرئيس جعفر النميري في العام 1985 في انقلاب المشير عبد الرحمن سوار الذهب، الذي شرع في تسليح بعض القبائل ذات الأصول العربية في إقليم كردفان.
اختارت حكومة سوار الذهب التحالف مع هذه القبائل المعروفة بـ “المراحيل”؛ لمعاونة الحكومة الانتقالية في حربها مع تمرد جنوب السودان وحماية الحدود.
بمرور السنوات أصبحت هذه الميليشيات تقدم مساندة فعالة للقوات المسلحة في حربها ضد جيش الحركة الشعبية لتحرير السودان بالجنوب، بزعامة جون قرنق وقتها، فتوسع نظام البشير في استخدام هذه التشكيلات شبه العسكرية منذ 1994.
خاضت هذه الميليشيات الحرب التي اندلعت في العام 2003 بإقليم دارفور، وبرز وقتها مسمى ميليشيات “الجنجويد” مرادفاً لها.
تشكلت ميليشيا “الجنجويد” من رعاة إبل من عشيرتي المحاميد والماهرية، من قبائل الرزيقات في شمال دارفور والمناطق المتاخمة لها في تشاد.
في عام 2003 ظهرت في صورة ميليشيات لتأمين القوافل التجارية خلال مسيرتها الطويلة، ثم تم إلحاقها بوحدة استخبارات حرس الحدود بالقوات المسلحة.
وخلال الحرب الضارية في دارفور 2003-2005، كان قائد الجنجويد الأكثر شهرة والأسوأ سمعة هو موسى هلال، زعيم عشيرة المحاميد، الذي التقط ابن عمه الشاب حميدتي، 28 عاماً وقتها، وجعله ساعده الأيمن في قيادة هذه الميليشيات التي واجهت لاحقاً اتهامات بارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، والتطهير العرقي.
هكذا بدأ حميدتي صعوده الدرامي بعد نجاحه في توسيع الميليشيا التي يقودها من الماهرية وضم قبائل أخرى.
وعندما نشب الخلاف بين البشير وموسى هلال، اختار الرئيس هذا الشاب ليصبح قائد الدعم السريع، في شهر عسل انتهى مع الرئيس عام 2007.
تمرد حميدتي على الدولة عندما تم تهميشه خلال مفاوضات السلام في دارفور، وغضب عندما انقطعت رواتب جنوده لأكثر من ستة أشهر.
أما نقطة الانفجار فكانت تعيين البشير لـ”ميني مناوي” المنتسب لقبيلة الزغاوة مستشاراً له.
بدأ حميدتي انشقاقه عن الحكومة في أغسطس/آب 2007، وانصاعت الحكومة لتمرده، الذي أنهاه وهو يحمل لأول مرّة لقباً عسكرياً “عميد”، ويتحوّل من تاجر إبل وأمير حرب إلى قائد عسكري.
اللافت أن أياً من الجهات الدولية لم توجه اتهاماً مباشراً لحميدتي بارتكاب جرائم مثلما فعلت مع سلفه موسى هلال أو البشير نفسه.
ثم كانت “قوات الدعم السريع” هي التطور الطبيعي لميليشيات القبائل والجنجويد سابقاً، وتم الإعلان عنها رسمياً صيف 2013 بعد إعادة هيكلتها لتصبح تحت قيادة جهاز الأمن والمخابرات الوطني.
.. وصنعوا تاريخاً من “الانتصارات” المجللة بالنار والدماء
تمركزت مناطق نفوذ ميليشيا موسى هلال وقواته -التي تمت تسميتها حرس الحدود- بشكل أساسي في شمال إقليم دارفور وبالتحديد في المحليات الإدارية بالغرب.
والسبب؟
كان السبب هو اكتشاف كميات مهولة من الذهب في هذه المنطقة، وتحديداً في منجم جبل عامر. وكان استخراج الذهب يتم بالطريقة التقليدية تحت حماية الميليشيا.
الذهب كان سبب الخلاف بين موسى هلال، مؤسس الميليشيا، والرئيس البشير، ووجدها حميدتي فرصة للتخلص من هلال، وحاصره حتى اعتقله وأرسله للعاصمة مكبلاً بالأغلال.
في كل هذه المراحل، ظل هدف حميدتي ثابتاً: سحق التمرد المسلح وإلحاق الهزيمة العسكرية بالجماعات والحركات المسلحة في أرجاء السودان، كما تشرح السطور التالية.
قرر البشير في 2017 أن يضع قوات الدعم السريع تحت إمرة رئيس الجمهورية مباشرة رغم تبعيتها للقوات المسلحة في الوقت نفسه.
فقد كانت صنيعته، وقواته المسلحة المصغرة، التي تنفذ عمليات حربية خاطفة ومؤثرة، دون اللجوء للحكومة أو البرلمان أو الشعب.
كان البشير يلقبه بـ”حمايتي”، بدلاً من “حميدتي”!
وكتبت قوات الدعم السريع تاريخاً من “الانتصارات” بالنار والدماء في دارفور، وساهمت بجانب الجيش والقوات الأخرى في معارك فاصلة، أبرزها معركة “قوزدنقو” التي تمكنت خلالها من إلحاق هزيمة ساحقة بقوات “حركة العدل والمساواة” التي فقدت فيها أكثر من 95% من قوتها المقاتلة وعتادها.
وأدى هذا الصراع، الذي بدأ في عام 2003، إلى تشريد الملايين وتسبب في وفاة ما يصل إلى 300 ألف شخص.
من قائد عسكري إلى مهدَّد من الجيش بالموت
محمد حمدان دقلو معروف منذ صغره بلقب “حميدتي”، ومولود عام 1975 في قبيلة الرزيقات ذات الأصول العربية التي تقطن إقليم دارفور غربي السودان.
ترك الدراسة في سن الـ15 وانخرط في تجارة الإبل والقماش بين السودان وليبيا ومصر عبر الصحراء، ثم في حماية القوافل التجارية من قطاع الطرق.
جنى حميدتي ثروة كبيرة مكّنته من تشكيل ميليشيا قبلية تنافس ميليشيات قبلية أخرى، وعند اكتشاف الذهب في جبل عامر سيطرت ميليشياته على مناجمه.
بدأت حياة حميدتي السياسية والعسكرية مع ميليشيات الجنجويد التي ارتكبت أسوأ الفظائع في إقليم دارفور بغرب البلاد، وهي الميليشيات التي ترتبط باسم موسى.
بعد استقرار الأوضاع في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان اتجهت قوات الدعم إلى مجال مكافحة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية صوب قارة أوروبا، الأمر الذي قدم اسم حميدتي للعالم، وأكسبه رضا بعض الدول الأوروبية والأسرة الدولية.
ولم تعد مهام هذه القوات مقتصرة على دحر حركات التمرد المسلحة لكنها عملت على حماية الحدود ومكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر وحتى مكافحة المخدرات.
ومع بداية “عاصفة الحزم” في اليمن ضد الحوثيين في 2015، قررت الحكومة السودانية وقتها إرسال قوات من الجيش والدعم السريع للاشتراك بالحرب في اليمن في صفوف القوات السعودية والإماراتية، ما فتح آفاقاً لقائد قوات الدعم السريع “حميدتي” بإقامة علاقات مع القوى الخليجية، خاصة الإمارات.
وكانت مغامرة اليمن بالنسبة لحميدتي فرصة إضافية للحصول على المال، حيث أصبح يستقطع جزءاً من رواتب جنوده الذين يرسلهم بشكل دوري للقتال ضمن التحالف، لصالحه.
ولدى اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد البشير في أبريل 2019، استدعى الرئيس المعزول قوات الدعم السريع للسيطرة على الاحتجاجات، وحدثت المفاجأة: رفض حميدتي مواجهة المظاهرات، وترك صديقه الرئيس لمصيره.
بعد أيام كان حميدتي يشارك في الحكم بالمرحلة الانتقالية، وصديقه الرئيس في السجن. وشاركت قواته في إحدى أبشع المذابح في تاريخ السودان الحديث، وهي مجزرة القيادة العامة في يونيو/حزيران 2019. يومها قامت “الدعم السريع” بفض اعتصام القيادة العامّة بشكلٍ عنيف ما تسبّب في مقتل أكثر من 100 محتج سلمي وإصابة المئات، ونسبت إليها تقارير صحفية ارتكاب جرائم بشعة بحق النساء والرجال، ونهب منازل المدنيين في العاصمة ومدن أخرى في نفسِ يوم المجزرة.
بعدها وقَّع الفريق دقلو مع البرهان الاتفاق الإطاري مع أحزاب عدة من قوى الحرية والتغيير وأصبح من أقوى الداعمين لتطوير هذا الاتفاق إلى نهائي لتشكيل حكومة مدنية وانسحاب العسكر من الحكم.
وكان الجيش يستعجل دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة، وبدأت المفاوضات العسيرة لمدة عامين تقريباً، وانتهت بالفشل.. وكان ذلك شرارة الحريق الكبير الذي نشب في شوارع الخرطوم ومعسكرات متفرقة بالبلاد، كما زاد من معضلات الحلول السياسية للمأزق السوداني المزمن.
لهذه الأسباب يحسبون الف حساب لحميدتي
حين أنشأ البشير قوات الدعم السريع في عام 2013 تحت إشرافه مباشرة، كان قوامها الأساسي من 5 آلاف عنصر مسلحين ومجهزين بألف سيارة عسكرية.
وأصبح لمحمد حمدان دقلو مطلق الحرية في السيطرة على مناجم الذهب في دارفور وبيع أثمن موارد السودان. وبينما توالت الأزمات الاقتصادية على البلاد، أصبح حميدتي ثرياً.
بدأ الطموح السياسي للرجل قبل أعوام قليلة من سقوط البشير، وتتحدث بعض التقارير أنه أصبح يجاهر برغبته في وراثة البشير منذ ذلك الوقت.
تطورت قوات الدعم السريع إلى ما هو أكبر بكثير من مجرد رعاة مسلحين؛ إذ بدأت الحكومة الاستعانة بالقوة التي يبلغ قوامها 100 ألف مقاتل، حسب بعض التقديرات، لوأد أي تمرد في السودان وكذلك للقتال لجلب المال في حرب اليمن التي كان يشنها تحالف خليجي بقيادة السعودية، حسبما ورد في تقرير صحيفة The New York Times الأمريكية.
أصبح للجنرال حميدتي مصالح تجارية في تعدين الذهب والمقاولات وحتى شركة لتأجير سيارات الليموزين.
أصبح سياسياً نشطاً يتنقل بين منطقة القرن الإفريقي والشرق الأوسط للقاء القادة العسكريين والسياسيين.
امتلك علاقات وثيقة مع موسكو، وتحالف مع شركتها العسكرية الخاصة فاغنر، التي يحرس مرتزقتها مناجم الذهب في السودان.
ويرى محللون أن قوات الدعم السريع ربما تضم نحو 100 ألف عضو. فخلال العامين الماضيين، أطلق حميدتي حملة تجنيد سريعة ساهمت في تعزيز صفوف قوات الدعم السريع. ويقول خبراء إن معظم أفرادها من غرب السودان، ومناطق أهملتها الحكومة لفترة طويلة، من ضمنها مناطق في الشرق بالقرب من البحر الأحمر وعلى طول الحدود مع جنوب السودان.
وأفادت تقارير بأنه بنى أسطولاً من المركبات المدرعة وحصل على طائرات مسيرة، وفقاً لتقديرات محمد عثمان، الباحث المسؤول عن السودان في منظمة هيومن رايتس ووتش.
وأصبح لدى حميدتي مستشارون سياسيون يخططون له كل شيء، ويرسمون له خطواته في التحرك في دهاليز السياسة السودانية بخطوات محسوبة، كما استعان حميدتي بخدمات وكالة العلاقات العامة الفرنسية “آن تستوز”، لمحاولة تسهيل المقابلات مع وسائل الإعلام الفرنسية وتلميع صورته دولياً.
ويبدو أن طموح حميدتي هو تطوير الميليشيا إلى جيش شبه رسمي، نجح في جذب الآلاف إليه، حتى إن القوات المسلحة القومية بالإضافة إلى الأجهزة العسكرية الأخرى مثل الشرطة والمخابرات أصبحت تواجه حالات تسرب كثيفة من قِبل الذين أصبحوا يتجهون مباشرة للانضمام إلى قوات الدعم السريع، وذلك لسببين:
أولهما العائد المادي المجزي للغاية، والذي يفوق أضعاف ما يتلقونه في القوات المسلحة أو الشرطة.
وثانيهما وهو الأهم الوعد بإرسالهم إلى اليمن للقتال ضد الحوثيين، حيث يتلقون هناك رواتبهم بالريال السعودي بدلاً من الجنيه السوداني.
ثم إن استثمارات حميدتي الاقتصادية أصبحت موجودة في كل مكان في السودان وفي مختلف القطاعات مثل القطاع الزراعي والمصرفي والصناعي والحيواني، ممثلة في شركة “الجنيد” التي أصبحت الاسم الأبرز في عالم الاستثمار المحلي
الخلاصة: نفوذ “حميدتي” أصبح يفوق قائد الجيش بكثير، وتلك هي نقطة اللاعودة في في علاقة الجنرالين، والتي سالت من أجلها الدماء، وتفرقت السبل، وأصبح السودان بسببها في مفترق طرق خطير.
العلاقات بدول جوار السودان؟
يقع السودان في منطقة مضطربة يحدها البحر الأحمر ومنطقة الساحل والقرن الأفريقي. واستقطب موقع السودان الاستراتيجي وثرواته الزراعية قوى إقليمية، مما أدى إلى تعقيد فرص نجاح الانتقال.
وتأثر عدد من جيران السودان، مثل إثيوبيا وتشاد وجنوب السودان، بالاضطرابات السياسية والصراعات. وعلاقة السودان بإثيوبيا على وجه التحديد متوترة بسبب نزاع على أراض زراعية على الحدود والصراع في إقليم تيجراي، الذي دفع بآلاف النازحين إلى السودان، وسد النهضة الإثيوبي.
وتنظر السعودية والإمارات إلى انتقال السودان على أنه وسيلة لدحر نفوذ الإسلاميين في المنطقة. وتشكل السعودية والإمارات مع الولايات المتحدة وبريطانيا «الرباعي» الذي رعى، مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، الوساطة في السودان. وتخشى قوى الغرب احتمال إنشاء قاعدة روسية على البحر الأحمر، وهو أمر أعرب قادة جيش السودان عن انفتاحهم عليه. وتتبع مصر، التي تربطها علاقات تاريخية عميقة مع السودان وشراكة وثيقة مع جيشه، مسارا بديلا مع الجماعات الداعمة للانقلاب.
من عجائب الأمور التي تكشف عن المرحلة الصعبة التي وصل إليها العالم العربي والجامعة العربية أن تدعو إسرائيل طرفي الصراع لعقد قمة مباحثات تقرب بين وجهات النظر في «تل أبيب»!! ليس في القاهرة حيث الجامعة العربية ولا في الرياض حيث الثقل الديني وحيث الثقل السياسي الجديد في العالم العربي ولا في الرباط أو عمّان ولكن في «تل أبيب»!! وتبدو المفارقة التاريخية هنا في أن العاصمة السودانية الخرطوم هي العاصمة العربية التي انطلقت منها «لاءات» العرب الثلاث في أغسطس من عام 1967 بعد شهرين من «نكسة» حزيران وكانت تلك اللاءات موجهة إلى إسرائيل «لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض» مع العدو الصهيوني قبل أن يعود الحق لأصحابه.
وما كان لإسرائيل أن تنطق بدعوتها هذه، وهي جادة فيها وليس على سبيل استفزاز العرب فقط، لو كانت تعلم أن العالم العربي في وضع أفضل من وضعه الحالي الذي لا يستطيع أن يوقف فيه اقتتال في داخل دولة من دول المركز العربي.
الصراع في السودان الآن علاوة على أنه يدمر السودان في عمقه فهو يفقد العالم أي ثقة في أطراف الصراع التي تخلت عن كل قواعد الحرب وقيمها الدبلوماسية.. وهذا يجعل الحرب تطول أكثر مما يتوقع حتى من أوقد شرارتها الأولى لأن العالم، بما فيه قوى الاستعمار الجديدة، لن يستطيع التفاهم والتحاور بعيدا عن مؤسسات الدولة الحقيقية في السودان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق