إنها سايكس بيكو!
هناك حملة صليبية (برتستانتية كاثوليكية أرثوذكسية) تحتل العالم العربي ولم تخرج إلى اليوم بحسب اتفاق (سايكس بيكو سازنوف ١٩١٦) بين بريطانيا وفرنسا وروسيا ومصادقة إيطاليا لتقاسم أقاليمه منذ هزيمة الخلافة العثمانية ودخول الجنرال البريطاني أدموند اللنبي بجيشه المصري الحجازي عبر سيناء واحتلاله دمشق والقدس والحجاز ١٩١٧م!
ليدخل دمشق بعده الجنرال الفرنسي غورو سنة ١٩٢٠ بحسب تلك المعاهدة!
وقد تعزز هذا الاتفاق الصليبي التاريخي سياسيا وعسكريا بعد الحرب العالمية الثانية والتي لم تستطع بريطانيا وفرنسا وأمريكا وروسيا هزيمة ألمانيا وإيطاليا إلا من مصر والجزائر في معركة “حلفا” ومعركة “العلمين” وليس من باريس ولندن! فأصبحت المستعمرات العربية أهم من العواصم الأوربية نفسها لحماية أوربا فقد سقطت باريس أمام جيش هتلر بينما ظل الجنرال ديغول يخوض معركته من الجزائر لتحرير باريس وبالجيش والذهب الجزائري كما هزم اللنبي الجيش العثماني واحتل الشام والحجاز بالجيش العربي والذهب المصري!
وقد قام بعدها وزير المستعمرات البريطانية آنذاك تشرشل سنة ١٩٢١ في مؤتمر القاهرة بتأسيس دويلات النظام العربي الوظيفية ورسم خرائطها وتحديد حدودها ووضع دساتيرها وقوانينها وتنصيب ملوكها تحت التاج البريطاني!
ثم أسس تشرشل بعد ذلك وهو رئيس وزراء بريطانيا في الحرب العالمية الثانية الجامعة العربية لإدارة مستعمرات بريطانيا وفرنسا وضمها لاحقا للأمم المتحدة التي سماها في مذكراته (الحكومة العالمية) لتكون الجامعة العربية نفسها أسبق وجودا من الأمم المتحدة ولتكون حجر الأساس فيها كأول منظمة إقليمية!
وقد ذكر تشرشل في آخر مذكراته أنهم أسسوا الدول العربية التي لا يحق لها أن تعترض على دولة إسرائيل لأن العرب أنفسهم مدينون لبريطانيا في وجودهم كدول!
وما زال هذا الاحتلال الأوربي للعالم العربي قائما إلى اليوم بقواعده العسكرية (الأمريكية الروسية البريطانية الفرنسية) الممتدة من عمان شرقا إلى موريتانيا غربا!
وكل ما تراه من حكومات عربية وظيفية هي دمى يحكم الغرب بها شعوبها عبر سفرائه مقابل بقائها في السلطة فهي توفر المال والجيوش من ثروات شعوبها ودماء أبنائها لخدمة الاحتلال الأوربي المشترك (البريطاني الفرنسي الأمريكي الروسي) الذي مهما اختلفت دوله فيما بينها لا تختلف أبدا على اتفاق (سايكس بيكو سازنوف) وهو ما أكده السفير الأمريكي فورد في سوريا واشترطه على قيادات ربيع دمشق في مارس ٢٠١١ حيث وعدهم بالمشاركة في السلطة مقابل الالتزام بشروط وحدود سايكس بيكو!
وما كان لروسيا أن تقوم بدورها في سوريا والقضاء على ثورة شعبها لولا الموافقة الأمريكية والتمويل الخليجي للجيش الروسي والميليشيات الإيرانية التي كانت تتحرك أمام طيران التحالف الأمريكي العربي في سوريا لتنفيذ المهمات المشتركة الإيرانية العربية بتفاهم أمريكي روسي وهو ما جرى مثله في العراق للقضاء على مقاومته للمحتل الأمريكي وفي اليمن للقضاء على ثورة شعبه ليتم بعدها الإعلان عن التفاهم الإيراني السعودي وعودة سوريا للجامعة العربية وليتعانق الخصمان الودودان بعد أن أدى الجميع دوره على أكمل وجه لخدمة الحملة الصليبية الأمريكية الأوربية الروسية!
وسيظل العرب وقودا لهذه الحروب حتى تعي شعوبه حقيقة واقعها الذي تشكل كما أرادته هذه الحملة الصليبية عبر دولها العربية ونخبها القومية والإسلامية الوظيفية!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق