الديمقراطية الاحتلالية.. والنظام البديل
ما يجري من تدخل القوى الغربية في الانتخابات في العالم الإسلامي بشكل سافر مباشر يؤكد حقيقة واحدة هي أن الأمة وشعوبها لن تتحرر حتى تفرض نظامها الذي يعبر عن إرادتها وهويتها، ويصون سيادتها ويحفظ استقلالها، ويقطع الطريق على من يحاول اختطافها واحتلالها بقواه الوظيفية العلمانية أو الإسلامية.
ولم تتحرر بعد الأمة التي تجعل سلطانها وإرادتها رهن صناديق الانتخابات وهي ترى عدوها الخارجي يخوضها معها، وينازعها فيها، ويتدخل في شئونها من خلال رجاله، ويضخ بأمواله وإعلامه ليوصلهم للسلطة -حتى تحولت بعض قوى المعارضة وكتابها إلى أبواق لإدارة بايدن! وطابور خامس للمحتل الأمريكي وحملته الصليبية بدعوى الديمقراطية وحقوق الإنسان!
وهو ما يوجب الحذر منها، فهي طلائع جيش العدو التي تتهيأ للانقضاض معه على الأمة- لينفذوا له ما تعجز جيوشه عن تحقيقه له بالحرب كما فعلوا بالعراق وأفغانستان، لتتمتع شعوبها ذل التبعية، ووهم الديمقراطية الاحتلالية!
ولم يعرف حقيقة الإسلام بعد من يتصور بأنه يسوغ في نظامه السياسي والتشريعي والفقهي فتح الطريق أمام العدو الخارجي لينازع الأمة وشعوبها سلطانها عبر الانتخابات ويدفع بأحزابه ورجاله ليصلوا للحكم ليتولى هو إدارة شئونها من خلالهم والله يقول: ﴿ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا﴾!
لقد كشف التدخل الغربي والأمريكي في الانتخابات التركية ٢٠٢٣ –الذي تحدث عنه صراحة الرئيس الأمريكي جو بايدن مهندس الانقلاب الفاشل سنة ٢٠١٦- عبر تشكيل جبهة عريضة من الأقليات القومية والطائفية والحزبية في تركيا من أقصى أحزاب اليسار العلماني إلى أقصى أحزاب اليمين الديني حجم الاختراق الأمريكي لدول العالم الإسلامي وقواه السياسية، وقدرته على تغيير حكوماته، والتحكم بها سواء بالانقلابات، أو الانتخابات، وبالإعلام، والأموال، والأحزاب الوظيفية، ومؤسسات المجتمع المدني التي يرعاها الغرب ويمولها ويشرف عليها في عالمنا الإسلامي عامة، والعربي خاصة؛ وهو ما يجعل من الانتخابات أداة خطيرة لتدخل العدو الخارجي في دولها واحتلالها، بدلا من أن تكون تعبيرا عن إرادة شعوبها وتحقيق سيادتها واستقلالها!
ولم يفقه بعد مفهوم الدولة والسيادة والحرية فضلا عن حقيقة الإسلام والرسالة من يقدم للأمة رؤى سياسية وفكرية بخطاب إسلامي يسوغ هذه الديمقراطية الغربية الاحتلالية في العالم الإسلامي التي تجعل للعدو على الأمة وشعوبها أعظم سبيل ليحكمها عبر حلفائه، وأصوات أوليائه!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق