كنت أتمنى أن أكون في الصف الأول بمسجد عين الحياة بحي القبة بالقاهرة؛ لكي أتشرف بالصلاة مباشرة وراء شيخنا عبد الحميد كشك ـ تغمده الله برحمته ـ؛ حيث كنت أستيقظ مبكراً ـ لبعد المسافة بين محل إقامتي ومسجد عين الحياة ـ فيستقلني القطار من بلدنا إلى القاهرة، ثم يستقلني قطار آخر بمحطة “كبرى الليمون” بميدان باب الحديد (رمسيس)؛ لأصل إلى مسجد عين الحياة؛ لكن للأسف لم تتحقق أمنيتي إلا في الصف الثالث أو الرابع!.
فكنت أتعجب هل هؤلاء المصلون في الصفوف الأولى ينامون في المسجد؟! وقد كان المسجد تغلق أبوابه قبل بساعة ونصف تقريباً من صعود الشيخ على المنبر! حيث يضيق المسجد بالمصلين، ثم تكتظ ملحقات المسجد والشوارع الجانية بالمصلين في مشهد مهيب!.
فأحمد الله تعالى الذي شرفني بحضور خطب الشيخ عبد الحميد كشك ـ وما أكثرها ـ والصلاة وراءه. لقد كان شيخنا عبد الحميد كشك بحق فارس فرسان المنابر، وخطيب خطباء عصرنا، حبيبنا الشيخ عبد الحميد كشك؛ الضرير البصير البليغ ا لفصيح الأديب الأريب.
أزعم أنني لم أسمع أفصح ولا أبلغ منه! فشيخنا عبد الحميد كشك خطيب مصقع ورع زاهد، لا يمل من يستمع لخطبه ولدروسه وتعليقاته ودعاباته وقفشاته. فما أبلغه وأفصحه! .. كأن الله ألان له الفصاحة والبيان! أحسب أن الله تعالى أحسن خاتمته حيث توفي وهو يصلي قبيل صلاة الجمعة. رحمة الله تعالى على شيخنا عبد الحميد كشك وأسكنه الفردوس الأعلى. اللهم آمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق