“غزة التي أنهت حلم رابين” !
ليس كل مايتمناه المرء يدركه”..هكذا يقول المثل.
كم تمنى الهالك”إسحاق رابين”رئيس وزراء الكيان الصهيوني أن يستيقظ ذات يوم من نومه فيري غزة وقد ابتلعها البحر!
ذات يوم تمنى”رابين”أن يصحو فيجد غزة وقد ابتلعها البحر ، فلا يعود لها ذكر أو وجود،ولا يبقى من أهلها أحد، فتصبح أثراً بعد عين .
قبل توقيع اتفاقيات”أوسلو”عام 1993..التقى رئيس وزراء الكيان الصهيوني الأسبق”إسحاق رابين”مع الرئيس الفرنسي الأسبق “فرانسوا ميتران” فقال له رابين:”إن الكوابيس تطبق عليَّ كل ليلة بسبب غزة وأحلم أحيانا أثناء نومي بأن قطاع غزة قد وقع في البحر وغرق بكل ما فيه ومن فيه!!
لكني أستيقظ من حلمي فأكتشف أن غزة ومن فيها مازالوا حيث هم”!
وها نحن قد رأينا – ومعنا العالم كله – أن غزة لم يبتلعها البحر،ولم تغرق،بل أغرقت جيش الاحتلال في رمالها،مما اضطره إلى الانسحاب منها عام 2005 وتفكيك 21 مستوطنة كان قد أقامها لمستوطنيه!
فدائماً كانت غزة شوكة في حلوق الصهاينة على مدار سنوات الاحتلال،ومثَّلت صداعا له.
فبالرغم من قدرة الكيان الصهيوني علي احتلال غزة .. إلا أن ثمن وتكلفة الاحتلال تظل باهظة الثمن، فرجال المقاومة طالما أفشلوا كل مخططات الاستيطان في غزة!
وليعلم رابين وكل صناديد الصهاينة أن البحر لم ولن يبتلع غزة بإذن الله،وفي ذلك يقول محمد حسنين هيكل في كتابه “أوهام السلام” إن إسحاق رابين رئيس وزراء الاحتلال رغم كونه الفائز الوحيد في تلك الاتفاقية- اتفاقية السلام مع عرفات – التي حوَّلت تل أبيب إلى شريك في الأرض باعتراف عرفات .. لم يكن ليقبل بالجلوس مع الفلسطينيين إلا بسبب عجزجيشه عن التعامل مع المقاومة داخل قطاع غزة ،ولذا كان الإسرائيليون في حاجة إلى فصيل فلسطيني يحكم قطاع غزة بما فيه من أعباء ومشكلات،ويتولى عنهم مهمة القضاء على تلك المقاومة وعلى رأسها حركة حماس!
وهنا نحب أن نقول لرابين وغيره من الصهاينة:لم يتحقق حلمك،ولم يبتلع البحرُ غزةَ ولكنه ابتلع الرصيف الأمريكي العائم الذي حامت حوله الشكوك منذ الوهلة الأولي،لأنه لم يكن يوماً لخدمة غزة،ولاإغاثة أهلها كما زعم الخَرِفُ بايدن،لأن أمريكا لم ولن تكون طرفا محايداً في يوم من الأيام!
وباعتراف قادة جيش الاحتلال فإن غزة قضَّت مضاجعهم وأرقتهم .
فقد قال”شاؤول موفاز”قائد جيش الاحتلال الأسبق:”إن العمليات المسلحة التي عرفها الجيش الإٍسرائيلي في قطاع غزة لا تشبه أي حرب خاضها الكيان الصهيوني قبل ذلك”.
وبدوره قال “إيهود باراك”رئيس الأركان جيش الاحتلال والذى أصبح رئيس وزراء الكيان الصهيوني فيما بعد : “إن الفلسطينيين أضحوا مثل الوسادة كلما وجهت لهم لكمة كلّما ارتدوا بقوة”.
أما الهالك شارون الذي كان أكثر قادة الاحتلال تشددا ونزعة استيطانية و الذي كان يعتبر قطاع غزة بالنسبة لـ”إسرائيل” لا يقل أهمية عن تل أبيب .. فقد دفعته الخسائر المتتالية التي تلقاها في ظل التطور النوعي للمقاومة لتفكيك مستوطناته في غزة عام 2005 وجعلته يرحل مذعوراً مهزوما مدحورًا يجر أذيال الخيبة والعار تحت وطأ ضربات المقاومة .
وكم حاول شارون إجهاض حماس ووقف الانتفاضة لكنه باء بالفشل، ونجحت حماس في تبني سياسة حفر الأنفاق منذ العام 2003 وأصبحت تمتلك شبكة من الأنفاق شكلت أكبر تهديد لجيش الاحتلال ، الذي فشل حتي اليوم في تدميرها .!
يُذْكر أن قطاع غزة كان به حوالي 8000 مستوطن في 21 مستوطنة حتى عام 2005 ، واضطر شارون صاغراً لسحب قواته وتفكيك مستوطناته والانسحاب من غزة .
وحاول شارون تسويق خطته بالإنسحاب من قطاع غزة باعتبار القطاع يمثل عبئا استراتيجيا علي جيش الاحتلال، بسبب ضربات المقاومة ، فضلاً عن الكثافة السكانية بالقطاع والتي لا تبشر بأي مستقبل للاستيطان ، إضافة لتكلفة الاستيطان المادية على ميزانية الكيان الصهيوني .
وقد أصبحت غزة اليوم أيقونة الأحرار في العالم كله ، ولم تعبأ بجرائم نتن ياهو وتهديدات بن غفير وسموتريش!
فشارون الذي هدد غزة أذله الله ومات في إحدي مزارع الأبقار.
أما رابين هدد غزة وتمنى أن يبتلعها البحر فقد قتل شر قتلة علي يد أحد المتطرفين الصهاينة.
وشامير الذي وصف أهل غزة بالذباب ذهب إلي مزبلة التاريخ تلاحقه اللعنات.
فلم ولن يبتلع البحر غزة بإذن الله ، ولم يتحقق حلم رابين !! فكيف يبتلع البحر غزة وهو حارس أمين لسواحلها ؟؟!! .
غزة التي أدخلت قادة الكيان الصهيوني من أمثال رابين وشامير وشارون إلى مزابل التاريخ من أوسع أبوابه .. حتماً سترسل نتنياهو وغالانت وغانتس وبن غفير وسموتريش إلي نفس المزبلة بإذن الله !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق