السبت، 31 أغسطس 2024

هل يعود عباس إلي غزة علي ظهر دبابة صهيونية؟!

 هل يعود عباس إلي غزة علي ظهر دبابة صهيونية؟!

د. عز الدين الكومي


قبل أسبوعين .. أعلن محمود عباس(أبومازن) في البرلمان التركي أنه قرر زيارة غزة والقدس للاحتجاج على الحرب في غزة !!،
وقال بطريقة عنترية: “أنه قرر التوجه مع جميع أعضاء سلطة رام الله إلى قطاع غزة .. حتى لو كلفهم ذلك حياتهم!!، 
مضيفًا:ليست حياتنا بأغلى من حياة أصغر طفل من غزة أو من الشعب الفلسطيني.. إحنا مش أغلى ..ونحن نطبق أحكام الشريعة .. النصرأو الشهادة”!!
ويحق لنا أن نتسائل:عندما قال عباس:”سأذهب إلى غزة فإما النصرأو الشهادة”.. فنقول: ينتصر علي من؟ ويستشهد من أجل من؟!
فلما علمت أنه قدم طلبًا إلى”نتنياهو”ليسمح له بالذهاب إلى غزة ..قلت:إن عباس يريد النصرعلي حماس التي أخرجته وأذنابه ذليلاً من غزة !!وأما الشهادة فلن تكون من أجل غزة ولكنها من أجل الكيان الصهيوني الذي ساعده في تحرير غزة من حماس!! ..ولله في خلقه شؤون .
وبحسب ما كشف موقع”والا”العبري فإن سلطة رام الله تقدمت بطلب لجيش الاحتلال لتنسيق زيارة عباس إلى قطاع غزة بحماية أمنية صهيونية!
ويبدو أن عباس حصل علي ضوء أخضرمن مصر بدعمه لإرسال قوة تابعة لسلطة رام الله تتولي إدارة معبررفح وباقي قطاع غزة!
وكان وزير الخارجية المصري السابق”سامح شكري”قد صرّح بأن منظمة التحريرهي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وينبغي منحها القدرة على حكم الضفة وغزة !
أما رئيس جهازالمخابرات الفلسطيني”ماجد فرج”فقد التقى في زيارة سرية مع قادة المخابرات المصرية في القاهرة بهدف إعادة سيطرة سلطة رام الله علي معبر رفح .
وفي نفس الوقت فإن مصرلازالت تتواصل مع محمد دحلان باعتباره يمثل خياراً مصرياً إماراتياً سعودياً!
وقد كررعباس في أكثر من مناسبة استعداد سلطة رام الله لإدارة غزة بعد الحرب،وأن لدي سلطته برامج للإغاثة وإعادة الخدمات والإصلاح المؤسسي والاستقرار المالي والاقتصادي،وفي ذات الوقت جدد تأكيده على الحل السياسي المبني علي قرارات الشرعية الدولية التي عجزت عن حماية مدارسها ومؤسساتها فى غزة!
يفعل عباس كل ذلك رغم قناعة نتنياهو بعدم صلاحية سلطة رام الله لتولي إدارة غزة بعد الحرب!!
ولم يعد خافياً علي أحد أن سلطة رام الله تريد من جيش الاحتلال القضاء على حركة حماس في قطاع غزة.. حتي يتسني لها العودة إلى غزة ولوعلي ظهور الدبابات الصهيونية!
ولا أدري كيف وصل الغباء بهولاء إلي هذا الحد.
فحركة حماس ومعها الشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة..هل قدموا كل هذه التضحيات لتعود سلطة رام للتنسيق الأمني مع جيش الاحتلال؟ يا لوقاحتكم!
فقطاع غزة الذي أفشل كل مخططات قادة الاحتلال وأنهي أحلامهم وطموحاتهم بصموده الأسطوري..لن يركع بإذن الله ،ولن يحقق لعباس وسلطة رام الله أحلام اليقظة التي يعيشونها اليوم!
وكم حلم نتنياهو ومن خلفه الخرف”بايدن”و”بلينكن” بكيفية الوضع في غزة بعد القضاء على حماس وإنهاء سلطتها في غزة،رغم اعتراف قادة الكيان الصهيوني باستحالة القضاء علي حماس لأنها فكرة أيدلوجية يصعب اقتلاعها من نفوس أتباع حماس!
كما أن المحادثات في الغرف المغلقة لم تتوقف عن طرح بديلٍ لحماس،مثل طرح نظامٍ دولي،أو رعايةٍ مصريةٍ،أوحكمٍ صهيوني عسكري،أوإعادة سلطة رام الله،أوإعادة دحلان ، وغيرها من الطروحات غيرالمنطقية .
والعجيب أنه بعد كل هذه المجازر وهذا الدمار وهذه التضحيات التي حدثت في ظل صمت سلطة رام الله المخزي .. لازال عباس يحلم بدخول غزة علي ظهر دبابة صهيونية!
أما بريطانيا فهي ضالعة أيضًا في محاولات تمكين سلطة رام الله من حكم غزة بعد وقف الحرب،فقد كشفت صحيفة “التايمز”البريطانية عن تولي فريق عسكري بريطاني مهمة في الضفة الغربية،تتلخص في العمل على إعداد السلطة الفلسطينية لتولي إدارة قطاع غزة.
ونقلت”التايمز”تصريحات وزير الدفاع البريطاني”غرانت شابس”حول ذلك،والتي قال فيها:”إنه بعد انتهاء الحرب على غزة .. فعلى السلطة الفلسطينية تولي المسؤولية في إدارة الوضع هناك”.
وذكرالوزير البريطاني:أن بلاده تعمل مع الولايات المتحدة لتحسين قدرات السلطة الفلسطينية،وأن الموضوع تمت مناقشته مع نظيره الأميركي”لويد أوستن”.
ولكن يبدو أن أحلام عباس وسلطة رام الله سوف تصطدم بطموح دحلان المتطلع لحكم غزة!!، فقد قال دحلان في مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز”:”هناك خطط سرية ناقشها قادة عرب في ما يتعلق بغزة بعد الحرب، وبموجب هذه الخطط سوف يتولى حكم غزة وأجزاء من الضفة الغربية زعيم فلسطيني جديد!!، وأن هذا الزعيم الجديد سيحل محل عباس الذي سيحتفظ بدور شرفي”.
وأضاف دحلان:”إنه حسب هذه الخطط لاعباس ولاحماس”! ،وأن السلطة الجديدة سوف تدعو الدول العربية الصديقة لإرسال قوات للمساعدة في حفظ النظام في غزة،والمساعدة في تمويل إعادة الإعمار”.
ويبدو أن الرياح جاءت بعكس ما تشتهي سفن عباس .
فقد كشف الإعلام العبري عن الموقف الصهيوني الرسمي من زيارة عباس لغزة والذي أكد على أن الزيارة مرفوضة ، وتم إبلاغ أطراف في سلطة رام الله بذلك،ولن يكون هناك أي إذن من قبل جيش الاحتلال لعباس لزيارة غزة حتى ولو لساعة واحدة!
ولا زال عباس ودحلان ومن ورائهم صهاينة العرب يعيشون أوهام حل الدولتين وأوهام سحق حماس وانتصار جيش الاحتلال!!، مع أن قادة الكيان الصهيوني أنفسهم يشككون في قدرة جيشهم على تحقيق نصرحاسم في غزة!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق