الخميس، 29 أغسطس 2024

من القصائد المنسيّة

 

من القصائد المنسيّة

“هُبَلْ”.. 

شعر: سيّد قطب

شعر: سيّد قطب

هُبَلْ.. هُبَلْ.. هُبَلْ

رَمزُ السخافةِ والدَّجلْ

من بعدِ ما اندثرتْ على أيدِي الأباةْ

عادتْ إلينا اليومَ في ثَوبِ الطغاةْ

تتنشّقُ البخورَ تحرقُه أساطيرُ النفاقْ

مَنْ قُيِّدَتْ بالأسرِ في قَيدِ الخَنا والارتِزاقْ

وثنٌ يقودُ جموعَهم.. يا للخجلَ!

هُبَلْ.. هُبَلْ

رَمزُ السخافةِ والجهالةِ والدَّجَلْ

لا تسألنْ يا صاحبي تلك الجموعْ

لِمَنِ التعبُّدُ والمثوبةُ والخضوعْ

دَعْها.. فما هيَ غيرُ خِرفان القطيعْ

معبودُها صنمٌ يراه العمُّ سامْ

وتكفّلَ الدولارُ كي يُضفي عليهِ الاحترام

وسَعَى القطيعُ غباوةً: يا لَلْبَطَلْ!

هُبَلْ.. هُبَلْ

رَمزُ السخافةِ والجهالةِ والخيانةِ والدَّجَلْ

هُتّافَةُ التهريج ما مَلُّوا الثَّناءْ

زَعموا له ما ليسَ عندَ الأنبياءْ

مَلَكٌ تجلْبَبَ بالضِّياء.. وجاءَ من كبدِ السماءْ

هو فاتحٌ.. هو عبقريٌ مُلهَمُ

هو مرسَلٌ.. هو عالِمٌ ومُعلِّمُ

ومِنَ الجهالةِ ما قتَلْ!

هُبَلْ.. هُبَلْ

رَمزُ السخافةِ والعمالةِ والدَّجَلْ

صِيغَتْ له الأمجادُ زائفةً فصدَّقها الغَبيّْ

واستنكرَ الكذبَ الصراحَ وَرَدَّهُ الحُرُّ الأَبِيّْ

لكنَّما الأحرارَ في هذا الزّمانِ هُمُ القليلْ

فلْيدخلوا السّجنَ الرهيبْ

وليصبروا الصبرَ الجميلْ

ولْيشهدوا أقسى روايةْ

فلكلِّ طاغِيَةٍ نِهايةْ

ولكلِّ مخلوقٍ أَجَلْ

هُبَلْ.. هُبَلْ.. هُبَلْ.. هُبَلْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق